صور:إلى متى ستبقى وفاة الرئيس عرفات سراَ غامضاً؟

249-TRIAL- غزة / خاص سوا / بعد ايام معدودة تحل الذكرى السنوية العاشرة لرحيل الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات"، الذي بقيت ظروف وفاته غامضة إلى اليوم، وأصبحت سر من أسرار القرن الحادي والعشرين.
فلم تفض نتائج التحقيقات الطبية و الجنائية إلى الوصول لمعلومات مؤكدة لظروف الوفاة.
وكان الرئيس عرفات توفي في الحادي عشر من نوفمبر 2004 عن عمر يناهز الـ 75 عاماً بمرض غامض لم تحدده التحاليل التي أجريت له في مستشفى "بيرسي" العسكري في باريس بعد أيام من نقله إليه، ودفن عرفات الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني في رام الله دون أن تخضع جثته للتشريح.
وكانت السلطة الوطنية الفلسطينية تسلمت العام المنصرم نتائج فحص لجهات سويسرية وروسية أكدت أن الوفاة لم تكن طبيعية، وأن الرجل مات بفعل دس مادة البولونيوم له، تلاه اتهام واضح من رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية اللواء توفيق الطيراوي لإسرائيل بالوقوف خلف تدبير الأمر.
تحقيقات لم تخرج بنتائج
المحلل السياسي الفلسطيني "هاني حبيب" اعتبر أن التحقيق في ظروف وفاة الرئيس "ياسر عرفات" أخذ وقتاً طويلاً سواءً على الاطار المحلي أو الاطار الدولي، والذين لم يخرجا بأي نتيجة في تحديد سبب الوفاة باستثناء ما ذهبت إليه التحقيقات الروسية التي قالت إن الوفاة تمت بشكل طبيعي.
وأوضح حبيب في حديث لوكالة (سوا) الإخبارية، أن كل المؤشرات التي يقتنع بها الجانب الفلسطيني والعربي تشير إلى أن الأيدي الإسرائيلية هي المسئولة سواءً بشكل مباشر أو عن طريق أعوانها، معتبراً أن كشف الحقيقة حول ظروف وفاة الرئيس عرفات بحاجة إلى وقت لكي تظهر.
وحول الدور الذي تتحمله السلطة الفلسطينية في هذا الاطار، بين حبيب أن الوضع الفلسطيني بشكل كامل والامكانات التقنية التي تمتلكها السلطة الفلسطينية لا تمكنها من التوصل إلى نتائج دقيقة حول هكذا عمليات (عمليات الوفاة)، ويتم تحول بعض من تلك العينات للفحص في المعامل الجنائية الإسرائيلية، متسائلاً: إذا كنا نتحدث عن تحقيقات في ظروف وفاة لشخص عادي فما بالك بشخصية كالرئيس عرفات؟.
ودعا المحلل السياسي إلى عدم توجيه الاتهام لأي أحد طالما أن الأدلة لم تثبت على أي طرف، باستثناء الجانب الإسرائيلي الذي هو المتهم الأول في القضية.
تحقيقات لم تستكمل
من جانبه، أشار المحلل السياسي "طلال عوكل" إلى أن التحقيقات في ظروف وفاة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات لم تستكمل من جانبين، الأول هو المختبرات الدولية التي أخذت عينات من رفات ومقتنيات الرئيس عرفات بعضها قدم إجابات وبعضها لم يقدم.
أما الجانب الثاني حسب عوكل فهو اللجنة التي يترأسها توفيق الطيرواي والتي لم تستكمل عملها بعد "فهي بحاجة لنتائج أكيده ومرتكزات لتبدأ عملها بشكل فعلي في ظروف وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات"، موضحاً أنه في حال إعلان النتائج ليس أمراً سهلاً سواء أكان المتهم إسرائيل أم بعض الشخصيات الفلسطينية.
وحول المسئولية التي تتحملها القيادة الفلسطينية في ملف وفاة عرفات، بين عوكل أن القيادة الفلسطينية تتحمل المسئولية في تأخرها بتشكيل اللجنة ومتابعة التحقيقات، مشدداً على أنه كان المفترض على القيادة الفلسطينية بدء التحقيقات منذ الأيام الأولى لوفاة الرئيس عرفات. 
واستبعد عوكل أن تكشف ملابسات ظروف وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قبل 40 عاماً على الأقل، أسوةً بما حدث قضية مقتل الرئيس الجزائري الأسبق هواري بو مدين ووديع حداد وغيرهم، حيث لم تكشف ظروف وفاتهم إلا بعد سنوات طويلة.
ويعد عرفات رمزاً لحركة النضال الفلسطيني من أجل الاستقلال، وهو أول رئيس يتم انتخابه للسلطة الفلسطينية التي تأسست بموجب اتفاق (أوسلو) للسلام مع إسرائيل الذي تم توقيعه عام 1993.
وحظي عرفات الذي ترأس منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1969 كثالث شخص يتقلد هذا المنصب منذ تأسيسها عام 1964، بشعبية مطلقة لدى الشعب الفلسطيني، لا سيما في سنواته الأخيرة إثر تعرضه لحصار إسرائيلي في مقره رداً على اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية نهاية العام 2000.
















58
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد