التكنولوجيا في غزة تخلق تنافسًا بين الرجل والمرأة

فتيات مشاركات في إحدى برامج مسرعة الأعمال التكنولوجية

غزة /سوا/ نور اللبابيدي/ لم تعد فكرة أن تتجه المرأة لدراسة التخصصات الأدبية أو التربوية فقط؛ هي الفكرة السائدة في المجتمع الفلسطيني كما في الماضي، فقد استطاعت المرأة اليوم أن تقتحم المجالات العلمية كافة، ولعل من أبرزها، المجالات التكنولوجية بتخصصاتها المختلفة، لا سيما في ظل ارتفاع نسب البطالة في قطاع غزة إلى 47% بحسب آخر إحصائية لمركز الإحصاء الفلسطيني في العام 2017.

ويوفر المجال التكنولوجي مساحة جيدة للنساء على اعتبار أنها تساهم بأفكارها الإبداعية باستمرار، وتستخدم قدراتها العقلية، وتفكر بطرق منطقية من أجل إيجاد حلول لمشاكلها المختلفة، وتشارك في بناء مجتمعها دون الحاجة حتى لمغادرة منزلها.

ريهام غنيمة تعمل في مجال هندسة البرمجيات وتشرف على مشروعين رياديين، فضّلت دراسة هذا المجال على الطب لأنها تعتقد أن سوق العمل الآن بحاجة له أكثر من أي وقت مضى.

وكونها امرأة تعمل بجد، فتستطيع أن تترك بصمتها الإبداعية وتساهم في حل الكثير من المشكلات التي تعاني منها مجتمعاتنا، فكل المجالات ترتبط اليوم بالمجال التكنولوجي نظراً للتطور الحاصل.

توضح أبو غنيمة: "ها أنا الآن أعمل مدير تقني لشركتين مختلفتين، ومدربة لمجموعة من الطلاب، إضافة إلى عملي مع شركة سعودية عبر الانترنت".

وتضيف أبو غنيمة لـ "سوا": "المجال التكنولوجي هو أكثر المجالات التي يمكن أن تساعد المرأة في إيجاد فرص عمل عبر الانترنت، دون أن تضطر لمغادرة منزلها في كل وقت، وبالتالي تستطيع أداء مهامها المنزلية وتسليم مهام العمل، في حال نظمت وقتها بطريقة سليمة".

أما سحر أبو حسين، والتي تعمل في مجال تصميم صفحات الويب الالكترونية، فإنها تَعتبر المجال التكنولوجي لغة الحوار في العالم، وتؤكد على أهمية أن يُترك للنساء فرصًا كافية للعمل فيه.

تقول أبو حسين: "بالرغم من أن الدراسات العالمية تشير إلى أن نسبة النساء العاملات في المجال التكنولوجي لا تتجاوز 17% حتى في أكثر الدور تطورًا، إلا أن النساء يستطعن ترك بصمة أكثر من الرجال لو أتيح لها المجال، ولو كانت هي معنية بذلك أيضاً".

وفي ذات السياق، تشير دانة اللبابيدي المحاضرة في كلية تكنولوجيا المعلومات في كلية دير البلح التقنية؛ إلى أن بعض الشركات لا ترحب باستقبال طلبات النساء للوظائف في هذا المجال، نظرًا لخصوصية المرأة التي تتعلق بظروف الزواج والحمل والولادة، ومسؤولياتها المنزلية الأخرى التي يمكن أن تعيقها عن مواكبة المستجدات من وجهة نظرهم، مبينةً أن هذا يخلق تمييزًا حقيقيًا بين الذكور والإناث، ويحرم المجتمع من الاستفادة من قدرات النساء التي يمكن أن تتفوق على الرجال في كثير من الأحيان، بحسب قولها.

ويرى إسماعيل عزيزة أحد خريجي كلية علوم الحاسوب من الجامعة الإسلامية بغزة، أن وجود النساء في كل المجالات له أهمية لا تقل عن وجود الرجال، ويضيف: "أعتقد أن المجال التكنولوجي هو من أكثر المجالات التي يمكن أن تترك فيه المرأة أثرًا حقيقيًا، فلو تحدثنا عن مجال التصميم مثلاً، وقارنا بين تصميم المرأة والرجل، فإننا نلاحظ أن تصميم المرأة غالبًا ما يكون أجمل وأكثر إبداعًا، نظرًا لاهتمامها بالألوان وبأشكال الأشياء بنسبة أكثر من الرجل، إذن فوجودها في هذا المجال شيء لا يمكن الاستغناء عنه".

أما عبد الله الهليس أحد خريجي كلية هندسة الحاسوب بالجامعة الاسلامية، فيعتقد أن اقتحام المرأة لهذا المجال هو بمثابة تحدٍ، "فهي مضطرة لأن تكافح من أجل الاستمرار فيه برغم كل العقبات والمسؤوليات الأخرى، وبالتالي فإنها ستكون حريصة على أداء مهامها على أكمل وجه، وستبدع إبداعًا حقيقيًا".

ورغم أزمة الكهرباء التي سببّها الحصار المفروض على غزة، بالإضافة إلى سوء خدمات الانترنت في أحيان كثيرة، إلا أنه وبحسب أحدث إحصائية لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فإن هناك أكثر من 300 شركة ومؤسسة فلسطينية تعمل في المجال التكنولوجي بتخصصاته المتنوعة، والتي يجب ألا تغفل دور المرأة الفاعل فيها، وتترك لها فرصًا حقيقيةً لكي تبدع وتساهم في بناء وتطور مجتمعها. 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد