ازدياد عدد المتجندين المسيحيين في الجيش الاسرائيلي
القدس / سوا / تكتب صحيفة "يسرائيل هيوم" انه في ضوء النشر المتزايد عن نهاية الحرب الاهلية السورية، قامت بفحص العلاقة بين الربيع العربي كله والحرب الاهلية السورية خاصة، وانعكاسها على العرب الذين يعيشون في اسرائيل.
وتكتب: "لقد عرفت منظومة العلاقات بين عرب اسرائيل والدولة صعودا وهبوطا، لكنه يبدو في الواقع الحالي ان المواطنين العرب يعترفون بالأمن النسبي للحياة هنا. ويقول د. يسري خيزران، الخبير في الشؤون السورية واللبنانية والشرق الاوسط، والمحاضر في الجامعة العبرية والجامعة المفتوحة ومركز شليم في القدس، ان "الربيع العربي توقف في الحرب الاهلية السورية، وهناك تم صد توجه الثورات الشعبية، لأن النتائج كانت مدمرة جدا". وحسب اقواله فقد "هدأ التحمس منذ ذلك الوقت، بل هناك خيبة الامل بسبب الشعور بأن العالم العربي كله يتفكك".
في اسرائيل يتبين من معلومات سلمها الجيش، بناء على طلب "يسرائيل هيوم" انه منذ عام 2012، طرأ ارتفاع كبير على عدد العرب المسيحيين الذين يتجندون للجيش الاسرائيلي، وهذا مقابل تأسيس منتدى تشجيع الخدمة لديهم، حين كان الحرب السورية في عامها الثاني. وقبل اقل من شهر تم في كيبوتس بيت هزيراع، في غور الأردن، فتح كلية عسكرية للمسيحيين والاراميين واليهود، وذلك لأول مرة في تاريخ اسرائيل. ويقف وراء هذه المبادرة احد مؤسسي المنتدى، النقيب (احتياط) شادي حلول، من قرية الجش. وقال: "لدينا 500 شاب يتجندون سنويا للخدمة الوطنية. وهذا يساوي ثلث الشبان المسيحيين ابناء جيل 18 سنة الذين يعيشون في اسرائيل".
وقاد منتدى حلول في 2015 الى قرار اتخذه وزير الداخلية غدعون ساعر، يعترف بالقومية الآرامية في بطاقة الهوية. وفي رده على سؤال حول ما اذا سيتواصل تقارب الاقليات من دولة اسرائيل، يقول حلول: "انظروا الى ما يحدث في الشرق الاوسط. يوجد تطهير عرقي وقتل للشعب المسيحي في الدول العربية. من بين 2 مليون مسيحي عاشوا في سورية قبل الحرب، بقي اليوم نصف مليون فقط. اعتقد ان المسيحيين في اسرائيل يفهمون هذا الواقع. وتدريجيا يتغلغل الفهم بأنه على الرغم من وجود مشاكل هنا وان الحياة ليست عسلا، الا انها لا تزال افضل واكثر آمنة من الخارج".
ويشارك الدكتور خيزران أيضا في هذا التقييم، ويقول: "إن تفكك الدولة السورية وصعود المنظمات الجهادية جعل ابناء الأقليات يدركون أن وجودهم في الشرق الأوسط ليس بديهيا". ويعتقد أن هناك اتجاها مماثلا في القطاع الإسلامي أيضا، ويقدر أن السكان العرب مستعدون للتركيز على الحياة اليومية. ويقول: "إن هذه الخطوة في المجتمع العربي في إسرائيل تنبع أكثر من استيعاب الواقع وليس من استيعاب الصهيونية"، موضحا أن "المواطن العادي يريد أن الاهتمام بمشاكل حياته اليومية والتركيز على الخطاب المدني، وعدم البقاء الى الأبد مرتبطا بالخطاب الوطني".