هآرتس: هكذا ترى إسرائيل المصالحة بين "فتح" و"حماس"
القدس / سوا / تحدث محلل عسكري إسرائيلي بارز، عن بعض التحفظات الإسرائيلية على الاتصالات المتقدمة بشأن المصالحة، بين السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس وحركة حماس في غزة بقيادة يحيى السنوار.
وأوضح المحلل العسكري الإسرائيلي، عاموس هرئيل، أن تحقيق المصالحة بين السلطة و"حماس"، وإيجاد "تسوية لمدى بعيد نسبيا يعاد فيها للسلطة دورها في قطاع غزة، كفيل بأن يفرض لجاما معينا على سلوك حماس، وهذا من فضائلها بالنسبة لإسرائيل".
وأما بشأن "النواقص المحتملة"، فقد لفت هرئيل في تقرير له بصحفية "هآرتس" العبرية، إلى أنها "تكمن في مسألة الرقابة على ذراعها العسكرية (كتائب عز الدين القسام) وسلاحها، وكذا في ما من شأنه أن يحصل في الضفة الغربية".
وأضاف: "خلال السنوات الأخيرة، ومع تخوف عباس من محاولة حماس الانقلاب عليه في الضفة، اتخذ يدا قاسية تجاهها في الضفة واعتقل المئات من رجالها"، مؤكدا أن "تخفيف الضغط عن خلايا حماس في الضفة، من شأنه أن يسهل عليها تنفيذ عمليات ضد إسرائيل".
وأشار هرئيل، إلى وجود "تحفظ إسرائيلي آخر، يتمثل بعدم الارتياح الإسرائيلي من إتمام المصالحة، وهو ما لا يمكن لها أن تعبر عنه بشكل علني"، مضيفا أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه أفيغدور ليبرمان، يفضلان على ما يبدو الانفصال بين السلطة وحماس، وذلك كي لا يتمكن عباس من الادعاء بأنه أعاد توحيد الصفوف الفلسطينية، وبالتالي فإنه يمكن العودة إلى استئناف المسيرة السياسية".
وقال: "يبدو من زاوية نظرهما، أن مفاوضات فلسطينية داخلية طويلة بالذات، مفضلة على اتفاق قد يفرض على إسرائيل خطوات خاصة من جانبها".
وزعم أنه في حال وافقت "حماس" على التوقيع على تسوية متجددة لتقاسم القوى مع السلطة الفلسطينية، فإن هذا يدل على أن "استراتيجية استخدام الضغط التي انتهجها رئيس السلطة (أبو مازن) تجاه قطاع غزة تعطي أخيرا أكلها، وهي في ذات الوقت نتيجة مساعي الوساطة المصرية".
ورجح المحلل، أن إتمام المصالحة "من شأنه أن يمنح إسرائيل إمكانية تحقيق تهدئة على مدى طويل نسبيا على حدود القطاع، وإن كانت علامات الاستفهام لا تزال كثيرة"، منوها إلى أن "تفاصيل كثيرة في الاتفاق المتحقق لا تزال غير واضحة".
ولفت إلى أن "إحدى المسائل الأهم، تتعلق بسلاح المقاومة، حيث نقلت حماس في الأيام الأخيرة رسائل عديدة، أنه لا نية لديها لإخضاع مسلحيها لأمر السلطة، وأن أذرع الأمن الوحيدة التي ستنتقل لسيطرة الحكومة ستكون منظومة الدفاع المدني والشرطة، علما بوجود مسألة ثانية تتعلق بمستقبل المعابر الحدودية".
وقال: "في إسرائيل يثور الاشتباه بأن حماس تسعى لمحاكاة نموذج حزب الله في لبنان، حيث ستشارك في الحكومة، ولكن قوات الأمن الخاصة بها ستبقى بعيدة عن سيطرة السلطة".
كما أن هناك "علامة استفهام ثالثة تتعلق بدور محمد دحلان ، الرجل الذي بسط له جنرالات مصر رعايتهم له قبل بضع سنوات، ويسعون لمنحه مكانة متجددة في القطاع"، مرجحا أن "حماس مستعدة للتفكير في ذلك، ولكن في نظر عباس؛ كل تواجد لدحلان ورجاله هو علم أحمر من شأنه أن يفشل الاتفاق"، وفق هرئيل.