الأمل يعود لشباب غزة بعد جهود إتمام المصالحة
غزة /سوا/ محمد وهبة/ على غير المُعتاد، ورغم حالة الإحباط التي لازمت فئة الشباب في قطاع غزة؛ من استمرار الانقسام الذي طال لأكثر من عشرة أعوام، وترديد شعارات وهمية عن المصالحة خلال السنوات الماضية، إلا أنَ اتفاق جهود إنهاء الانقسام الأخيرة زرعت لديهم الأمل والتفاؤل بشكل غير مسبوق.
بعد عودة وفدي الحركتين من القاهرة، وإعلان حماس حل اللجنة الإدارية، ودعوة حكومة التوافق إلى استلام مهامها في قطاع غزة، وما صاحبه من الأمور الجادة التي تم اتخاذها في سبيل إتمام المُصالحة الفلسطينية، أعطت شبان وشابات غزة تفاؤل وأماني بغدٍ مُغاير ومستقبل مُشرق.
علا حليلو، فتاة أنهت دراستها من جامعة الأزهر بغزة، وعاطلة عن العمل، تقول إن المعطيات الموجودة على أرض الواقع، والتحضيرات المتخذة بين حركتي فتح وحماس تدعونا إلى التفاؤل، بل ودعم المصالحة بشدة.
وتضيف حليلو (25 عامًا)، لوكالة "سوا" الإخبارية، "نحن فئة الشباب علينا أن نقول كلمتنا التي غابت طيلة 11 عامًا، كفانا تهميشًا، نطمح من خلال المصالحة أن نعود إلى سلم أولويات الحكومة والعمل على حل كافة مشاكلنا".
في حين يقول الخرَيج كرم، من مخيم النصيرات وسط القطاع، إن اتفاق المُصالحة الجديد يختلف عن جميع الاتفاقيات الماضية، نظرًا للتصريحات الجادة من القادة والمسؤولين؛ لاسيما بعد اجتماع رئيس حركة حماس بغزة يحيى السنوار بنخبة من الشباب، والذي أعطى لهم جملاً بعثت لديهم الأمل.
"سأكسر عنق كل من لا يريد إتمام المصالحة سواء كان من حماس أو غيرها، وسنقدم تنازلات صاعقة في سبيل إنهاء الانقسام، وأنه قرار استراتيجي لا رجعة فيه"، وفق السنوار، من أجمل التصريحات التي لاقت إعجاب كرم، وبعثت فيه روح تفاؤل طمأنينة غابت لعقد من الزمان.
ولأن الفئة الشابة تشكل النسبة الأكبر من الشعب الفلسطيني، كان لزامًا على المسؤولين توجيه رسائل طمأنينة لهم، كما فعل رئيس حكومة التوافق الوطني رامي الحمد الله، حيث قال: "هموم ومشاكل شباب قطاع غزة على سلم أولويات الحكومة".
وأضاف الحمد الله، "خدمة الشباب ستكون من خلال توفير التعليم وفرص العمل، وسنخدم المجتمع من خلال الاستثمار بالعنصر الشبابي، وسأعمل جهدي لعقد لقاء خاص معكم".
ويأمل شباب وشابات قطاع غزة أن تترجم هذه الأقوال لأفعال، وأن تثمر جهود إتمام المصالحة في حل أزماتهم، وتقليص حدة البطالة وتوفير فرص عمل، حيث تتمنى طالبة الخدمة الاجتماعية إسراء محيسن، أن تحصل على وظيفة فور تخرجها من الجامعة الإسلامية.
المصالحة لن تأتي بحلول سحرية لأزمات غزة، وتحتاج للوقت الكافي للعمل على حلها تدريجيًا، تقول محيسن (20 عامًا) لـ "سوا"، وتضيف: "المصالحة لن تحقق أحلامنا كشباب، لكنها ممكن أن تخفف من حدة الوضع المأساوي الذي نمر فيه بغزة".
في حين يأمل المواطن أحمد سكيك، (27 عامًا)، أن يتم من خلال المُصالحة الفلسطينية النظر إلى ملف الكهرباء بغزة، والعمل على حله، مشيرًا إلى أنه من أكثر الأزمات التي أعاقت مرافق الحياة في غزة طيلة الأعوام الماضية، والتي طالما كانت عائقاً أساسيا لفتح مشاريع صغيرة للشبان.
ويضيف الشاب سكيك، "يجب إزالة الإجراءات العقابية عن غزة، وأن يتمم كذلك وضع حلول جذرية تتعلق بمشاكل نقص الدواء بالمستشفيات، بالإضافة الى ان يتسنى للمرضى الشبان فرصة العلاج بالخارج".
مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الشباب، مأمون سويدان، بعث لشباب غزة رسائل تفاؤل، يقول: "بكل تأكيد، الأيام المُقبلة ستحمل الخير لأبناء شعبنا عمومًا، ولفئة الشباب خاصة، من خلال توفير مناخ إيجابي، يكون لهم دور رئيسي فيه، لا سيما على الصعيد السياسي، وتوفير فرص العمل".
ويضيف سويدان لـ "سوا"، "لدينا رؤية، وخطة كاملة لإنقاذ شباب غزة، نأمل أن تسير بسلاسة، وأن يتحقق حلم الشعب بترسيخ المصالحة".
قضية الشباب تحظى بأولوية لدى الرئيس محمود عباس في سلم أولويات واهتمامات المُصالحة، وهو لا يدّخر جهدًا بالمطلق في سبيل دعم الشباب وأفكارهم ومبادراتهم، وفق سويدان.
كما أن فئة الشباب تنتظر من المُصالحة الفلسطينية أن تلبي آمالهم وطموحاتهم، فإن المُصالحة كذلك تحتاج من الشباب في هذه الأوقات العمل على حمايتها، والسعي في سبيل إنجاحها، من خلال الخروج من حالة الإحباط، وتوحيد أنفسهم، وتطوير أفكارهم، ومبادراتهم، وعدم الاكتراث وراء الشائعات الساعية لهدمها من أي طرف كان، بل أن يكونوا الحاضنة الأساسية لها.