مشروع صاروخي إيراني يقلق إسرائيل
تل أبيب / سوا / تحت عنوان "مشروع الصواريخ الإيراني الذي يقلق إسرائيل"، تناول تقرير، نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الخميس، ما وصفه بـ"أحد المشاريع السرية في الصناعات الأمنية الإيرانية، والذي لم يغب عن العيون الإسرائيلية، وهو "رعد"، وذلك في ظل الاتفاق النووي مع الدول العظمى الست الذي سمح لطهران بأن تتقدم في مشاريعها الصاروخية.
وبحسب التقرير، فإن مصانع تطوير الأسلحة في إيران تمكنت من تحقيق قفزة نوعية في تحويل صواريخ "غبية" وثقيلة الوزن، وبعضها قديم ويحتوي على مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، إلى صواريخ دقيقة وموجهة بواسطة "GPS"، ويفترض أن تستبدل الصواريخ القديمة التي كلما طال زمن تحليقها خسرت أكثر من مستوى دقتها.
وأضاف التقرير أن تطوير صاروخ "رعد" يعتمد على رؤية جديدة نسبيا في إيران للوسائل القتالية، تقوم على الإنتاج الذاتي للسلاح المتطور بدون أي تعلق بروسيا. ويفترض الجيش الإسرائيلي أن مثل هذه التطويرات ستجد طريقها إلى الذراع المركزي لإيران في الشرق الأوسط، وهو حزب الله الذي يعتمد في 75% من ميزانيته على إيران.
وبحسب تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فإن مستوى دقة صاروخ "رعد" عالية لدرجة أن نصف قطر دائرة إصابة الهدف لا يتجاوز عشرات الأمتار.
وللمقارنة، بحسب التقرير، فإن من بين مئات الصواريخ الموجودة لدى حزب الله اليوم، والقادرة على ضرب منطقة المركز (غوش دان)، سيكون هناك حاجة لإطلاق عشرات الصواريخ باتجاه مقر وزارة الأمن في تل أبيب، "الكرياه" ، لزيادة احتمالات إصابة "البنتاغون الإسرائيلي". في المقابل، فإن صاروخا واحدا دقيقا، لم يتم اعتراضه بعد، يتيح هذه الإمكانية.
وأشار التقرير إلى أن هناك من يعتبر مشروع الصاروخ "رعد" أشبه ما يكون بتطوير بندقية تشيكية قديمة إلى سلاح قناصة حديث ومتطور.
وجاء أيضا أن مستوى الدقة في الأسلحة المتوفرة لدى حزب الله اليوم لا يزال منخفضا في هذه المرحلة. فهناك عدد قليل من الطائرات المسيّرة (بدون طيار) الهجومية، والطائرات المسيرة الانتحارية ولكن بكميات صغيرة.
ويضيف التقرير أن حزب الله لديه، منذ سنوات، ترسانة جوية تتألف من مئات الطائرات المسيرة، بعضها هجومي، بدون قدرات تحليق ودقة جدية، وأخرى لأهداف جمع المعلومات، وأخرى للحرب "على الوعي" بهدف إحراج إسرائيل في الحرب القادمة.
إلى ذلك، أضاف التقرير أن إيران لا تزال تواصل محاولاتها ترسيخ وجودها في سورية، ويتجلى ذلك بدعم القوات الموالية لها عبر قطار جوي يصل إلى 100 رحلة جوية في الشهر، تحمل وسائل قتالية.
وادعى التقرير أن إيران تسعى لإقامة فرقة عسكرية في سورية تحت قيادة حزب لله، وتضم عشرات آلاف المقاتلين الموالين لإيران، ويوجد اليوم نحو 8 آلاف من عناصر حزب الله، ونحو 1500 من عناصر حرس الثورة، ونحو 10 آلاف من "الميليشيات الشيعية".
وأضاف أن إيران تواصل بذل الجهود لبناء مصانع صواريخ في المنطقة لحزب الله، مشيرا إلى أنه تم استهداف المركز للدراسات العلمية التابع للنظام السوري (CERS)، في غارة جوية، ونسب الهجوم لإسرائيل، باعتبار أن المركز هو لتطوير وسائل قتالية سورية، والذي ينتج الصواريخ بموجب معرفة علمية من كوريا الشمالية وإيران، وهذا المركز، الذي يوازي "رفائيل – السلطة لتطوير الوسائل القتالية" في إسرائيل" يطور أسلحة كيماوية، وصواريخ أخرى لحزب الله، وبضمنها صواريخ "أس 60"، وكان من المرجح أن يكون هذا المركز أحد المواقع المحتملة التي ستقيم فيها إيران أحد المصانع لإنتاج صواريخ دقيقة لحزب الله.
ولفت التقرير إلى أن الهجوم الإسرائيلي المفترض على مركز الدراسات العلمية كان موجها لعرقلة إقامة بنية تحتية لإنتاج إيراني سوري مشترك لسلاح متطور بعضه مخصص لحزب الله. وأن الهجوم كان يهدف لإيصال رسالة إلى سورية وحزب الله مفادها أن "إسرائيل لن تتعايش مع ترسيخ الوجود الإيراني الأمني والاقتصادي في سورية.
كما ادعى التقرير أن لإيران دورا عميقا في الأعمال التي كانت تجري في "CERS"، قبل الحديث عن مخاوف إسرائيل من مصانع إنتاج أسلحة دقيقة. وأنها قدمت المعرفة للعملية وابتاعت معرفة علمية من كوريا الشمالية لصالح سورية.