قصص ملهمة تتزاحم في حدث "تيدكس" بغزة

قصص ملهمة تتزاحم في حدث "تيدكس" بغزة

غزة /سوا/نور اللبابيدي/ تحت شعار "أفكارٌ تستحق الانتشار"، بدأت مؤسسة "سابلنج" الأمريكية حدث تيد ""TED العالمي لأول مرة عام 1984، والذي يقف على منصته عدد من الملهمين، يمتلكون قصص نجاح في حياتهم يعتقدون بأنها تستحق أن تُروى، لتكون حافزًا لغيرهم للبدء بقصة نجاحٍ جديدة.

"تيد TED" هي اختصار لتكنولوجيا وترفيه وتصميم، وهي سلسلة من المؤتمرات العالمية التي تهدف لتعريف ونشر الأفكار الجديدة والمميزة للعالم، انطلقت من الولايات المتحدة الأمريكية، لتنتقل بعدها إلى كل مدن العالم باسم تيدكس ""TEDx.

ورغم قلة الحظ الذي يحظى به قطاع غزة، إلا أن جامعة فلسطين استطاعت أخيرًا الحصول على ترخيص تيدكسTEDx" " ليقام على أرضها لأول مرة، حيث عُقد المؤتمر أمس الأحد في تمام الثالثة مساءً، وشارك فيه 10 متحدثين بقصصٍ ملهمة في حياتهم، وسط تواجد 100 شخص ممن حصلوا على فرصة حضور المؤتمر بحسب المتعارف عليه عالميًا.

ويقول رئيس جامعة فلسطين د. سالم صباح لوكالة "سوا" الاخبارية، أن فكرة تنظيم الجامعة لهذا الحدث الفريد من نوعه، يأتي انطلاقًا من فلسفة الجامعة الهادفة لخدمة المجتمع، وإعداد طالب وإنسان فلسطيني متميز ومبدع ويساهم في الحضارة الإنسانية، فهي رسالة هامة من قطاع غزة المحاصر أن هنا شعب يستحق الحياة، ويسعى ليساهم في الحضارة الإنسانية امتدادًا لماضيه".

وعن اعتزازه بإقامة الحدث في غزة، يضيف صبّاح: "اليوم وجدنا لمحات إيجابية وآمال مخفية، وقدمنا الوجه الحقيقي والجانب الإيجابي لشعب غزة ولشبابنا الملهمين، والذين لديهم أفكارًا إبداعية تساهم في خدمة الإنسانية والتقدم العلمي وتعزيز العلاقات بين شعوب العالم".

ويشير إلى أن تيدكس TEDx"" جامعة فلسطين؛ هو دعوة لكل إنسان لديه فكرة حتى وان كانت بسيطة، ليتمكن من تحقيقها لخدمة الإنسانية بقدر ما يستطيع، مؤكدًا أن الجامعة سترعى الحدث سنويًا ابتداءً من هذا العام وحتى الأعوام المقبلة.

 

أحد المنظمين المتطوعين للحدث محمد أبو لمضي، يوضح لـ"سوا" أفكار المتحدثين: "حدث تيدكس هذا العام يضم عددًا من الأشخاص الملهمين مختلفي الأعمار، والذين تتنوع أفكارهم ما بين العلمية والتحفيزية والفكرية والإنسانية، وكل شخص منهم يحاول التأثير في الناس بطريقته الخاصة".

وحول نظام عرض الأفكار في مؤتمر تيدكس، يقول أبو لمضي: "في المؤتمر يُخصص لكل متحدث مدة لا تتجاوز 18 دقيقة، يقدم خلالها فكرته أمام جمهور حاضر أمامه بشكل مباشر، حيث يتحدث بالشكل الذي يراه مناسبًا، وباللغة التي يحبها، ثم ترفع كل المحادثات بأسماء أصحابها على الانترنت في موقع تيد TED العالمي، ما يوفر لها فرصة أكبر للانتشار حول العالم".

وتضم قصص حدث تيدكس TEDx"" لهذا العام، قصة السيدة صفاء حامد مهندسة الكمبيوتر والفنانة التشكيلية، والتي اكتشفت مرض ابنتها الوحيدة الذي تم تشخصيه بأنه مرض غريب ونادر، والذي غيّر من حياة صفاء منذ تلك اللحظة.

تقول حامد: "بدأت بمواجهة الصعوبات من أجل توفير فرص الحياة لابنتي، ثم نجحتُ بإنشاء صفحة على موقع "فيسبوك" لمحاولة ربط كل الأسر من حول العالم، والذين يعانون من نفس المرض، فأصبحت اليوم أساند أكثر من 100 عائلة، في مبادرة لجعل النادرين لا يعيشون بغربة وسط زحام العالم".

أما هبة شاهين، فارسة الخيل الأولى في الشرق الأوسط والعالم من ذوي الإعاقة للأطراف الصناعية، فقد أكّدت أن إعاقتها الخلقية لم تمنعها من شغفها لتعلم ركوب الخيل، وأنها ستستمر في تحقيق حلمها الذي كبر معها إلى أن تحقق نجاحًا أكبر، واصفة نفسها بأنها "قصة حقيقية لمعرفة ما هو غير المستحيل".

ولم تكن شاهين الوحيدة التي تحدّت الإعاقة بإيمانها بنفسها، فمؤمن قريقع الذي فقد ساقيه نتيجة لقصف جوي في حرب 2008 على قطاع غزة، تحدث لـ "سوا" أيضًا عن عدم تخليه عن صديقته "الكاميرا"، وعن مهنته التي لا يزال يعمل بها رفقة كرسيه المتحرك، مؤكدًا من خلال شعاره بأن "الأحلام لا تحتاج إلى أقدام، بل إلى إقدام".

 

وضم الحدث أيضًا قصصًا ملهمة لفنانين موسيقيين وتشكيليين، إحداها قصة الفنان الموسيقي إسماعيل داود الحاصل على الدكتوراه في علم الموسيقى من تونس، والمشارك في مهرجانات وحفلات عديدة، ويشغل الآن منصب مدير معهد ادوارد سعيد لتعليم الموسيقى لشريحة الأطفال في غزة.

كما شمل تيدكس TEDx"" أيضًا على قصص نجاح في المجال العلمي، أبرزها قصة صائب العويني الحاصل على الدكتوراه من جامعة كيب تاون في جنوب إفريقيا، عمل فيها على إيجاد علاج لسرطان الثدي والجلد، ويؤسس اليوم في غزة، أول مختبر ومجموعة بحثية من علماء متخصصين في أبحاث السرطان، معتمدين على زراعة الأنسجة.

إضافةً إلى قصة الملهم صلاح الصادي، الحاصل على بكالوريوس كيمياء صناعية من جامعة الأزهر بغزة، والشغوف بعلم البيئة واللون الأخضر فيها.

يذكر أن حدث تيدكس، كان قد أقيم للمرة الأولى في مدينة غزة باسم "تيدكس الشجاعية" في عام 2015 بشكل مستقل، إلا أن تيدكس جامعة فلسطين والذي أقيم لهذا العام، هو أول حدث تيدكس من نوع "جامعة" يقام في المدينة، وهذا ما جعله حدثًا نوعيًا وفريدًا يتسابق لحضوره عشرات الغزيين من مختلف مناطق القطاع.

 

 

 

 

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد