صراخ مربيات رياض الاطفال "يُنذر بسوء التعليم"

رياض الاطفال

غزة /سوا/جميل قاسم/ كثيرا ما تعوّدنا على سماع صوت الاطفال في رياضهم وهم يهتفون خلف معلماتهم ويرددون ما تلقنهم من حروف وارقام, وقد يشعر الآباء بالفرحة لذلك الصوت الذي يعطيه مؤشرا بتفوق طفله وتقدمه.

قد يكون لهذا الصوت المرتفع أثراً على الطفل وقد يحوّله من حالة الهدوء الى حالة سلبية "الصراخ الدائم" دون أدنى مبرر, وبالتأكيد إذا تملّك الطفل هذا الاسلوب فإنه يدفع به الى حياة مليئة بالفوضى والضجيج بعيدة عن الراحة والهدوء "الطبيعية".

الطفل همام قاسم احد النماذج التي تأثرت من طريقة التعليم بالصوت المرتفع, وجعله يصرخ و يتكلم بصوت مرتفع، على العكس تماما مما كان عليه من هدوء قبل ان يلتحق برياض الاطفال، وفق والده.

من جانبها، تقول والدة الطفل فارس وشاح التي تعمل مُدرّسة للمرحلة الاعدادية في المدارس الحكومية بغزة، أن طفلها قد تغير بشكل سلبي بعد التحاقه برياض الاطفال, وأصبح يتكلم دائماً بصوت مرتفع حتى في أبسط الاشياء.

وتضيف وشاح ان التعليم بالصوت العالي قد يؤثر بشكل سلبي بحيث تُصبح حاسة السمع لدى الطفل اقل تركيزاً, وبهذا فان الطفل يحتاج الى نبرة عالية حتى يتمكن من الفهم.

عميد كلية التربية بجامعة غزة د. محمود الحمضيات، يرى أن طريقة التعليم باستخدام الصوت المرتفع لها تأثيرات سلبية على الأطفال حيث انها لا تعطي الفرصة لجميع الاطفال في التعلم والفهم, كذلك توحي للطفل ان الصوت المرتفع هو الاسلوب الصحيح للتعلم وهذا قد يجعل الطفل يتكلم دائما بصوت عالي.

ويتابع الحمضيات حديثه لـ "سوا": "التأثير السلبي على الطفل قد نراه في البيوت لفترة محددة إلى ان يجد من يرشده بتغيير أسلوبه في التعلم أو حتى في حياته الطبيعية".

ويرجح وجود الخلل في العديد من مربيات رياض الاطفال الى عدم امتلاكهن الكفاءة التي تمنحهن القدرة على استخدام الاساليب التعليمية المناسبة للطفل والتي تراعي احتياجاته دون التسبب في آثار سلبية, مؤكدا على ان الطريقة الصحيحة في رياض الاطفال تكون باستخدام الالعاب وليس فقط القراءة والكتابة مع المحافظة على الصوت المعتدل.

من جهتها، قالت رئيسة قسم الاطفال في وزارة التربية والتعليم بغزة د. شيرين المصري، إن الوزارة تقوم بعمل زيارات ميدانية لرياض الاطفال وتلاحظ استخدامهم للصوت المرتفع.

وأشارت المصري في حديثها لـ "سوا"، الى ان أسلوب الصراخ في التعليم غير صحيح وله جوانب سلبية على الطفل, وتقوم الوزارة  بإرشاد المربيات وتوعيتهم الى اساليب التعليم الصحيحة.

واكدت أن هناك معايير محددة لتعيين المربيات داخل رياض الاطفال ومنها ان تكون حاصلة على شهادة الثانوية العامة "على الاقل" مقرونة بشهادة خبرة لا تقل عن 30 ساعة في مجال تنشئة الطفل, ومن يخالف تلك المعايير يتعرض للمسائلة من قبل الوزارة، وفق المصري.

كما نوهت الى انه للمرة الاولى يتم وضع منهاج موحد لرياض الاطفال من قبل الوزارة منذ بداية العام الماضي، حيث تم العمل به داخل جميع الرياض في قطاع غزة، "وقد خضع هذا المنهاج الى لجنة فنية للتأكد من مدى مناسبته للطفل, اضافة الى انه تم اجراء بعض التعديلات عليه العام الدراسي الحالي، لتلبية كافة احتياجات الاطفال".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد