محلل إسرائيلي يشكك في تعّلم إسرائيل من المحاولة الفاشلة لاغتيال خالد مشعل

خالد مشعل

القدس / سوا /  شكك محلل عسكري إسرائيلي بارز بقيام إسرائيل باستخلاص الدروس من المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عمان، التي صادفت ذكراها العشرون أمس.


في مقال نشرته صحيفة يسرائيل هيوم أمس قال المحلل المختص بالشؤون العسكرية يوآق ليمور، إنه بعد 20 سنة وعلى مستوى العملية، فإن الجواب على السؤال هل استخلصت العبر إيجابي بالتأكيد، رغم عدم وجود شهادات تأمين في هذا النوع من العمل (على سبيل المثال، قضية مبحوح، التي تنسب إلى الموساد).

ويتابع « لكن وبالنسبة للقيادة السياسية، لا تزال علامات الاستفهام كما هي – خاصة في كل ما يتعلق بمراقبة التنظيمات المخابراتية وترتيب العلاقات داخلها. في ظل المنطق الذي يقول انه ستجري عمليات مشابهة في المستقبل، أيضا – وعلى افتراض أنه لا توجد نية للاعتماد فقط على الحظ ـ فإن نجاحها سيعتمد على إجراءات صنع القرار المنظمة والحرص على السلوك العملي ـ الاستخباري الصحيح «.


وبلهجة استعلائية يدعو ليمور خالد مشعل للاحتفال بعيد ميلاده العشرين، معتبرا أنه ولد من جديد بنجاته من الاغتيال، وأنه يدين بحياته لثلاثة عوامل: آلهة الحظ، عملية الإهمال في الإجراءات التحضيرية وعدم احتراف رجال الموساد.

ويرى أن الجزء الأول يتعلق بعدة عوامل عشوائية انضمت إلى بعضها البعض في لحظة الحقيقة – حقيقة سفر أولاده معه في ذلك الصباح في السيارة، وأن ابنته خرجت بعده وفاجأت القاتلين الإسرائيليين، وجود أحد ناشطي حماس، المتخرج من المجاهدين في أفغانستان، والذي حاربهما، أدى إلى تأخيرهما وتشويش خطة هربهما، والكفاءة المفرطة للشرطي الأردني المحلي الذي أخذ القاتلين إلى مركز للشرطة، بهدف إنقاذهما، فتم هناك استجوابهما وكشفهما واعتقالهما.


وفي رأيه يتعلق الجزء الثاني بالقيادة : لقد تمت المصادقة على العملية تحت الضغط في اعقاب هجومين اوقعا الكثير من الاصابات في القدس، ما جعل القيادة السياسية برئاسة رئيس الحكومة وقتها بنيامين نتنياهو تسعى الى «الرد» الفوري(..)  موضحا أنه خلال المناقشات، طرح اسم مشعل وتمت الموافقة على العملية، رغم أن المعلومات عنه كانت شحيحة، وأن التنفيذ سيتم في الأردن بكل ما يترتب على ذلك من حساسية ومخاطر على العلاقات الدبلوماسية معها.

كما يوضح ليمور أنه قد اتضح أن العديد من الأطراف (بمن في ذلك وزراء الحكومة) لم يشاركوا في عملية صنع القرار، بينما الآخرون، مثل وزير الأمن ورئيس الأركان ورئيس المخابرات العامة، الذين عرفوا بأنه تم تحديد مشعل كـ «هدف»، لم يتم إطلاعهم على إطلاق العملية، ولم يتم إشراكهم إلا بعد تعثر عملية الاغتيال.


أما الجزء الثالث حسب ليمور فيتعلق بالعمل المهني لقسم العمليات في الموساد (قيسارية) وكيفية جمع المعلومات الاستخبارية، وما هي الوثائق والتغطية التي يتم استخدامها، وكيف يتم الإعداد لمثل هذه العملية، وما هي الشروط المطلوبة لتنفيذها او وقفها. مذكرّا أنه قد تناولت اللجان الداخلية في الموساد هذه المسألة بشكل مكثف وقتذاك، ووجدت سلسلة طويلة من الإخفاقات، التي شكلت سببا لتبادل الاتهامات البغيضة داخل الموساد، فضلا عن إنهاء مهام جميع كبار المسؤولين تقريبا عن هذه القضية في غضون أشهر قليلة.


وعلى غرار مراقبين إسرائيليين كثر يقول ليمور إنه كان من المفترض أن تصبح الدروس المستفادة من فشل الاغتيال بمثابة قواعد حديدية في كل عملية صنع قرار اسرائيلي مماثل – على المستوى السياسي وعلى المستوى التنفيذي.

ويضيف « لا يكمن السبب فقط في النتائج المباشرة للاغتيال الفاشل، فقد كانت لهذه العملية عواقب بعيدة المدى، بعضها سيبقى مخفيا إلى الأبد، وكان من الممكن منعها لو تم العمل بشكل مناسب قبل العملية وخلالها وبعدها. لقد دفعت اسرائيل على الفور ثمنا للإفراج عن طاقم الاغتيال تمثل بإطلاق سراح الزعيم المؤسس لحركة حماس، الشيخ ياسين (الذي اغتيل بعد سبع سنوات) وعشرات الأسرى الآخرين، وفي حدوث ازمة دبلوماسية مع كندا التي استخدم القاتلين جوازي سفر تابعين لها، وأدت، بشكل خاص، الى ضرر كبير في العلاقات مع الأردن، والتي تم إنقاذها فقط بفضل القرار العاجل بتسليم الأردنيين المصل الذي أنقذ حياة مشعل، بل أكثر من ذلك، بفضل العلاقات الممتازة لافرايم هليفي مع العاهل الأردني الراحل الملك حسين «. كذلك يقول ليمور ضمن رؤيته النقدية إنه من المشكوك فيه ان اسرائيل تتمتع اليوم بعلاقات مماثلة، في الجهود التي تبذلها لإعادة ترميم العلاقات مع الأردن بعد مقتل اثنين من المدنيين على يد حارس السفارة.


لكن الضرر اللاحق بإسرائيل على المدى الطويل كان أكبر برأي المحلل الإسرائيلي الذي ينوه إلى أن جهاز الموساد، الذي تم تعيين هليفي لرئاسته خلفا لاني ياتوم الذي اضطر للاستقالة بعد العملية الفاشلة، شهد كنتيجة مباشرة وغير مباشرة لمحاولة الاغتيال ركودا في العمل استمر لسنوات، ولم يتجدد العمل إلا خلال فترة رئاسة مئير دغان.

في المقابل يوضح ليمور أن حماس حظيت بالراحة، وتحول مشعل نفسه الى شخصية شهيرة في « عالم الإرهاب « وشخصية رئيسية في المنظمة. ويخلص للزعم « قد يكون إنهاء ولايته كرئيس للمكتب السياسي، هذا العام، مجرد مهلة مؤقتة في مسيرته المهنية، نظرا لطموحه غير الخفي الى خلافة أبو مازن في رئاسة السلطة الفلسطينية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد