"الطاقة الشمسية".. أحلام بالنسبة للغزيين

غزة /سوا/ كرم السيسي/ دفعت أزمة الكهرباء المستمرة في قطاع غزة المواطنين إلى استخدام بدائل عديدة للحصول على تيار كهربائي، بعضهم دفع حياته ثمناً لاستخدام وسائل غير آمنة، إلى أن انتشرت الطاقة الشمسية التي تعتبر آمنة، الا انها باهظة الثمن مقارنة مع دخل الفرد بغزة.

ولقي عدد من المواطنين مصرعهم جـراء استخدامهم بدائل الطاقة الكهربائية خلال سنوات الأزمة، من مولدات كهربائية، وشموع وغيرها، بينهم أطفال، الأمر الذي دفع المواطنين للاستغناء عن تلك الوسائل، بينما بقيت الطاقة الشمسية هي "الأفضل والأكثر أمناً"، الا أن تكلفتها ما زالت مرتفعة مقارنة بدخل الفرد في القطاع.

المواطن إسماعيل المقادمة تمكن من تركيب الطاقة الشمسية بعد ان تقدم بطلب لشركة توزيع الكهرباء حتى يستفيد من الطاقة البديلة، الا أنه وجد الشروط تكاد تكون "تعجيزية" بالنسبة لسكان قطاع غزة، فتوجه الى هيئة الأعمال الخيرية التي تُسهل اقتناء نظام الطاقة الشمسية للمنازل، بشروط ممكنة وبتكلفة أقل.

وأضاف المقادمة لوكالة "سوا" الاخبارية، أن الطاقة الشمسية تُخفض قيمة فاتورة الكهرباء العادية بما يعادل 70 % من ثمنها الشهري، مشيراً الى أنها تفي حاجته من التيار الكهربائي وقد تُغني عن طاقة شركة الكهرباء.

وتابع: "إن الطاقة الشمسية تقلل من الحوادث الناجمة عن استخدام البدائل الأخرى للإنارة مثل مولدات الديزل والليدات والشموع وغيرها".

ويحلم الغزيون بامتلاك الطاقة الشمسية، كونها تعمل على توفير قيمة الفاتورة الشهرية وتكفي لكافة الاحتياجات الكهربائية للمنازل، الا أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان قطاع غزة؛ يحرِمُهم من اقتناء أفضل أنظمة الطاقة البديلة (الشمسية).

مدير مبيعات في إحدى شركات الطاقة المتجددة بغزة صهيب أحمد، أوضح أن أزمة الكهرباء ازدادت سوءًا، في حين استخدام ألواح الطاقة الشمسية كبديل عن الكهرباء، يفي بالغرض، ويغطي احتياجات المواطن لكن تكلفتها باهظة الثمن، الأمر الذي يؤدي الى ضعف الاقبال عليها.

وبيّن أحمد أن ما يميز نظام الطاقة الشمسية أنها تدوم لفترة طويلة، حيث يمنحون المشتري ضمانة قد تصل 25 عاما، وهو ما تؤكده المصانع والشركات الموردة التي تصنع هذه الألواح في بعض الدول الأجنبية.

وأشار إلى أن تكلفة نظام الطاقة الشمسية مازالت مرتفعة، حيث تتراوح ما بين (2500 – 3500 دولار أمريكي)، الأمر الذي حد من نسبة الأقبال عليها، بينما الخلل الذي يطرأ على النظام "أحيانا"، في الغالب يصيب البطارية، نظراً لتعدد أنواعها وقوتها.

من جهته، قال محمد ثابت مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء بغزة، ان الشركة تستهدف المواطنين الملتزمين بدفع الفاتورة الشهرية لقيمة الكهرباء، اضافة الى عدم وجود متأخرات مالية على المستفيد، فضلا عن ضرورة أن يكون المبنى ذو ارتفاع معين ومكشوف لأشعة الشمس.

وأضاف ثابت لـ "سوا": "الكثير من المواطنين المشتركين في شركة الكهرباء أقبلوا على الاشتراك في خدمة الطاقة البديلة (الشمسية) التي تقدمها الشركة بسعر التكلفة وتقسط على الفواتير وحسب الفئة التي يختارها المواطن".

وأوضح ان شركته توفّر أحدث تقنيات الطاقة الشمسية، وتعمل على اراحة المستفيد من خلال نظام التقسيط وفق حجم النظام الذي يحدده المستهلك.

ويعاني أكثر من 2 مليون شخص في قطاع غزة من أزمة حادة في انقطاع التيار الكهربائي منذ ما يزيد عن 10 أعوام، إذ تصل ساعات قطع التيار إلى نحو 20 ساعة يومياً.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد