مخلفات البيئة تتحول لتحف فنية

مخلفات البيئة تتحول لتحف فنية

غزة /سوا/فاتن محمد عيسى/ لكل مجتهد نصيب، كان وما زال مثلا يضرب فيمن شق طريق النجاح رغم وعورة سُبل  الحياة، وفي ظروف استثنائية نعشيها في غزة، تتنقل فيها الفتاة  الطموحة فرح عابد عبر بدايات شاقة وعثرات لا تنتهي إلى نهاية يضرب فيها المثل.

عابد (22 عاما) تمكنت وفريقها المكون من ثمانية أشخاص من العمل على مبادرة سُميت بـ "أنتيك"، تهدف الى اعادة تدوير المواد المتواجدة في البيئة وتحويلها لأعمال فنية بسيطة ذات جمال مذهل، بهدف دعم مفهوم الحفاظ على البيئة.

وتهدف المبادرة المنبثقة عن منحة مؤسسة "الفاخورة"؛ لتطوير وجهة نظر الناس في قطاع غزة وتوسيع آفاقهم للمجال الجمالي الذي يمكن الحصول عليه من ابسط المواد لتدويرها وتحويلها لأعمال فنية جديدة ولوحات جميلة ذات فوائد متعددة.

ويضم فريق العمل الذي تقوده الفتاة فرح عابد طالبة كلية الطب بجامعة الأزهر بغزة؛ طلابا آخرين من مستويات جامعية وتخصصات مختلفة، ولا يجمعهم  شيء سوى حب المبادرة وروح العمل والاعجاب بالفكرة الابداعية المفيدة، بهدف ترك بصمتهم في المجتمع اليوم وغداً.

"منحة الفاخورة" تُمكن الطلبة من عمل مبادرات على نطاقات واسعة وفي مجالات مختلفة وبتنظيم دورات قيادة مجتمعة للطلاب، لتُعطي الطموحين والناجحين الأمل الذي قد يكون لازمهم منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها أفكارهم الابداعية.

تقول عابد: "بدأنا العمل على المبادرة بنشر الفكرة على مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على المواد من الناس، كانت الفكرة تهدف للفت انتباه الناس لما يمكن ان يصنعوه، ومما تحتوي بيوتهم من اشياءِ بسيطة ومهملة كزجاجات العصير، وعيدان الأيس كريم الخشبية وغيرها من المواد البسيطة".

وتضيف عابد بأن أكثر ما ساعد على نجاح الفكرة وتطويرها، كان تشجيع الناس ودعمهم ومشاركتهم و حماس هم للفكرة، إضافة للإقبال الشديد على شراء منتجات الفريق المميزة، حيث قامت فرح وفريقها بتوزيع أرقام جزء من الأعضاء للتواصل مع الناس وجمع الاغراض، ثم بدء العمل على إعادة تدويرها لتصبح تحفًا فنية رائجة.

واجتمع القائمون على مبادرة أنتيك لمدة شهراً كاملاً يومياً، عملوا خلالها كـ "خلية نحلٍ"، وبأبسط الإمكانيات، تمكنوا من صناعة الفرح بأيديهم، بالألوان والرسم والخشب والقص واللصق، ونقلوا طريقة صنع ذلك الفرح الى غيرهم.

أحد أعضاء الفريق مريد أبو خاطر يتحدث عن فكرة المعرض الذي أقيم: "الموضوع ليسَ بالبساطة التي يعتقدها البعض، فتجميع وبناء الأفكار كان صعبًا إلى حدٍ ما، ولكننا اكتشفنا بالفريق مواهب عديدة، من أهمها الرسم".

ويضيف أبو خاطر: "تلك المواهب ساعدتنا كثيرًا في إنتاج اللوحات التي عرضت في عدة معرض، وحازت على إعجاب الحضور من الفنانين والمهتمين وطلبة الجامعات المختلفة".

ويطمح فريق "أنتيك" الى الاستمرار دون توقف، نظرا للاقبال الشديد على اقتناء المنتجات المصنوعة من مخلفات البيئة المختلفة التي تم عرضها في معرض خاصة بها، وهو ما أعطى الاصرار على مواصلة الفريق للعمل.

كما يتطلع الفريق الى اشراك أشخاصاً من فئة ذوي الاعاقة والاشخاص المهمشين في المجتمع، بهدف تطوير قدراتهم ومواهبهم، في محاولة لتنظيم معارض لمنتجات هذه الفئة  لتصبح مصدراً للدخل يعتمدون عليها مالياً.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد