"علم الأدوية".. من مشروع بغزة الى مرجع في لندن.!

الدكتور جهاد حماد

غزة /سوا/محمد رجب أبو فنونة/ كثيرون لم يراهنوا على صحة القرار الذي اتخذه الدكتور جهاد حماد بالتوجه إلى سلك التدريس بدلاً من الممارسة العملية بإحدى المستشفيات حتى وُصف القرار "بالحماقة" و"المجازفة"، ليصبح اليوم مشروعه مرجعاً تدريسياً في جامعة لندن.

"كتاب علم الأدوية بالصور المتحركة" أو ما يعرف "بالأنيميشن"، كان قد بدأه المحاضر حماد قبل أربع سنوات عندما شعر بفقدان التواصل بينه وبين طلابه لصعوبة المساق، فقرر أن يخفف من حدته بفيديوهات متحركة تحتوى على مؤثرات صوتية تجذب الطالب وتشعره بالمتعة والانسيابية في المعلومات.

صاحب المشروع ورئيس قسم علم الأدوية في الجامعة الإسلامية جهاد حماد، يقول: "إن العجز والإحباط الذي أصابنا منذ أربع سنوات لعدم وجود فيديوهات تغطي كافة محتويات المساق، إضافة لزخمه المعلوماتي، كان دفعة قوية للتفكير بشكل إبداعي لكسر الجمود والملل في مساق علم الأدوية".

وأوضح أنه خلال ثلاث سنوات حوّل محاضراته النظرية إلى فيديوهات "أنيميشن" بمساعدة فني تكنولوجيا معلومات، تُعرض بطريقةٍ أكثر إمتاعاً وسهولة في الشرح على موقع الكتروني خاص، لتقرب بذلك نقاط الالتقاء بينه وبين الطلاب، مما تساعدهم على التذكر بشكل جيد.

 ويضم الموقع www.animationbook.net  نحو 100 فيديو للمساق، بواقع 4 دقائق للفيديو الواحد باللغة الإنجليزية، مقسمة إلى 11 فرعاً أساسياً ولكل منها محاضرات خاصة.

وحقق الموقع منذ إنشائه؛ ما يزيد عن 50 ألف زيارة، ونحو مليون تصفح داخلي للصفحة برغم عدم الإعلان عن انطلاقه بشكل رسمي.

وحصل المشروع على تمويل بقيمة 10 آلاف دولار أمريكي؛ بعد أن عُرضت الفكرة على جهة بريطانية تدعم كليات الطب في فلسطين والتي لاقت إعجاباً كبيراً، كما قال حمّاد.

ويذكر المحاضر أن العديد من طلاب الطب في مختلف الدول العربية وأصدقائه في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية تواصلوا معه للتعبير عن امتنانهم لنجاح مشروعه، فيما طلبت جامعة لندن استخدام الفيديوهات كطريقة في تدريس طلابها.

وأضاف: "أن الوقت قد حان لتكون فلسطين على خارطة الإنتاج الطبي في العالم وتصبح مُصدّرة للمعلومات"، مؤكداً على أن مشروعه يختلف عن المشاريع المماثلة بمنهجيته وشموليته.

وبحسب رئيسة قسم علم الأدوية في جامعة لندن سوزان بيرن، فإن التقاء القدرة الإبداعية الأدبية مع الخلفية الطبية نتج عنها مشروع هو الأول من نوعه على مستوى العالم، في اشارة الى مشروع الدكتور حمّاد.

الطالب في كلية الطب سعد المصري، يقول: "الفكرة بحد ذاتها إنجاز، وهي مفيدة جدا ومريحة لنا كطلاب، ويسهل علينا الفهم واسترجاع المعلومة، ويكسر جو الملل في المحاضرة، خصوصاً أنها مصممة بشكل رائع ومصحوبة بشرح واضح وبسيط"، معرباً عن أمله في نمو المشروع وتعميم الفكرة على جميع المساقات.

أما الطالب مصعب سمعان فقد وجد الأمر رائعاً ومحفزاً لدرجة كبيرة، نظرا لإسهامه في رسم صورة داخل عقل الطالب؛ بدلاً من كونها معلومة جافة يتم نسيانها خلال فترة بسيطة، موضحاً أن المساقات الصعبة تحتاج إلى هذا النوع من التعليم الفريد الذي يستطيع أن يترك أثراً في الدماغ إلى أمد بعيد.

كما طالب سمعان، كلية الطب بالجامعة الاسلامية لإثراء مساقاتها بفيديوهات لإضافة المتعة والإثارة في التدريس بدلاً من التعليم الجاف.

ويضيف المحاضر جهاد حماد: "إن التحدي الأكبر كان بإيجاد فني لديه خلفية طبية، إضافة لمشكلة انقطاع الكهرباء التي أطالت من أمد المشروع".

كما يطمح لاستمرار مشروعه بالمنافسة على مستوى العالم، وتعزيزه "من عملية ناجحة الى عملية مستمرة بنجاحها"، وإيجاد جمعيات في الوطن العربي لتطوير المشروع.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد