صحيفة إسرائيلية: لقاء السيسي ونتنياهو العلني لن يكون الأخير

لقاء السيسي ونتنياهو

القدس /سوا/ قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية: إن الضجة التي حدثت عقب لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيصبح أمرًا طبيعيًا في المستقبل وهذا اللقاء لن يكون الأخير، مؤكدة في افتتاحيتها أن هذا اللقاء يبرهن على شعبية الرئيس السيسي في مصر.

وفيما يلي نص الافتتاحية/

أثارت رغبة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علنا مجموعة متنوعة من ردود الفعل، العديد من وسائل الإعلام في الدول الإسلامية تجاهلت الأمر عمدا، أو قللت من أهمية أول اجتماع علني بين الرجلين منذ تولي السيسي السلطة، فيما هاجمت وسائل أخرى السيسي.

واعتبر البعض اللقاء علامة على أن السيسي يشعر بالأمان كرئيس لمصر ولا يساوره القلق من أن صورة مصافحة نتنياهو وابتسامته للكاميرات سوف تؤذيه في مصر.

وحقيقة أن الرجلين التقيا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يعتبر "تطورا إيجابيا".

لكن اجتماع غير ضار بين اثنين من قادة الشرق الأوسط بينهما العديد من المصالح المشتركة يثير الكثير من الضجة في وسائل الإعلام، وهذه علامة مؤسفة على أن أي شيء يقترب من التطبيع لا يزال لا يمكن تبريره للكثيرين، وهذا شيء سيئ نظرا إلى قدم العلاقات التي تتجاوز الـ 40 عامًا عندما التقى مناحم بيغن وأنور السادات في القدس، وبدأوا عملية أدّت إلى توقيع معاهدة سلام بين إسرائيل ومصر انتهت ثلاثة عقود من الحرب.

وينبغي أن يكون عقد مثل تلك الاجتماعات أمرًا طبيعيًا بين قادة البلدين اللذين لديهم حدود، وتحديات مشتركة، وتحافظ إسرائيل ومصر على تنسيق أمني واسع في شبه جزيرة سيناء، وتشعر الدولتان بالقلق إزاء الجماعات  المتطرفة التي تعمل في سيناء، كما يساورهم القلق من علاقات  حماس  مع الجماعات التابعة لداعش في سيناء، وكلاهما لديه مصلحة في منع حركة الأسلحة بين غزة وسيناء.

ولدى إسرائيل ومصر مصلحة في استقرار قطاع غزة، وهناك جهد مصري لتحقيق مصالحة فلسطينية داخلية بين فتح وحماس، بهدف استعادة نفوذ السلطة الفلسطينية هناك، ولا شك أن السيسي ناقش الآثار المترتبة على المصالحة ومخاطر إشراك أعضاء حماس في السلطة الفلسطينية.

كما تسعى مصر وإسرائيل أيضًا لمنع النفوذ الإيراني في المنطقة سواء من خلال وكلاء مثل حماس وحزب الله أو في مناطق سورية ظلت تحت سيطرة بشار الأسد.

وباختصار، هناك الكثير من المصالح المشترك بين نتنياهو والسيسي، ومن الطبيعي أن يجتمعوا بشكل منتظم وعلني، والجو السام الذي يحيط بأي محاولات للتطبيع بين إسرائيل ومصر نتيجة تصورات عميقة في العالم الإسلامي حول إسرائيل واليهود، ومعاداة السامية وتهديد إسرائيل متفشية في مصر، وإذا أراد السيسي الاجتماع مع نتنياهو دون انتقادات فيمصر، فإنه يحتاج إلى اتخاذ خطوات كزعيم لتغيير هذه التصورات.

لكن إسرائيل لا تتحمل اللوم تمامًا، قد يكون نتنياهو ناجحًا سياسيًا، لكنه يحتاج أيضًا إلى توفير الرؤية والتوجيه كزعيم للدولة اليهودية، ولا بد من محاولة صادقة لإعادة الاندماج مع الفلسطينيين.

ورغم أن نتنياهو كان يأمل خلال اجتماعه هذا الأسبوع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن القضية الفلسطينية لن تثير مشاكل، إلا أن ترامب أوضح عبر تغريدات وبيانات أنه ما زال ينظر إلى عملية السلام كشرط مسبق لتحسين العلاقات بين إسرائيل والدول الإسلامية في المنطقة، ولا توجد طرق مختصرة. وتحسين العلاقات مع مصر يعتمد على نجاح عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

وفي يوم من الأيام سوف يعتبر اللقاءات بين رؤساء الدولتين الإسرائيلية والمصرية أمرا طبيعيا، ولكن قبل ذلك على نتنياهو والسيسي الاهتمام بواجباتهما كقادة. 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد