الـ"BDS" تسونامي يهدد إسرائيل

تظاهرة لـ"BDS"

غزة /سوا/ أروى عيد/ خصصت حكومة الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً مبلغ ضخم لا يقل عن100  مليون شيقل لمحاربة حركة مقاطعة إسرائيل BDS))، بالإضافة لتخصيص موارد هائلة لدائرة الاستخبارات لدى "وزارة الأمن الإسرائيلية" لذات السبب.

حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) هي حركة فلسطينية ذات امتداد عالمي تسعى لتحقيق الحرية والعدالة والمساواة وتعمل من أجل حماية حقوق الشعب الفلسطيني في ظل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة ضد الفلسطينيين.

وتسعى الـ(BDS) لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لكافة الاراضي الفلسطينية والعربية وتفكيك الجدار وإنهاء كافة أشكال الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، والاعتراف بالحق الأساسي بالمساواة الكاملة لفلسطينيي أراضي 48، واحترام وحماية ودعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948، واستعادة ممتلكاتهم كما نص على ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194.

المحلل السياسي حيدر عيد، اعتبر إطلاق المجتمع المدني الفلسطيني نداء المقاطعة عام  2005؛ نقطة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية؛ "فقد أعاد الاعتبار للحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني بمكوناته الثلاث والتي كانت اتفاقيات أوسلو قد تجنبتها و أهمها عودة اللاجئين".

وتوقع عيد في حديثه لـ "سوا" أن تشهد المرحلة القادمة "تسونامي مقاطعة" تبعاً للنشاطات والحملات التي ستمتد وتنتقل من التأييد الدولي الشعبي إلى المستوى الرسمي، "وستنتقل إلى مرحلة فرض عقوبات كمرحلة ثالثة"، وفق قوله.

وقامت (BDS) بتحشيد القوى الدولية الشعبية كما حدث ضد نظام الأبارتهايد في جنوب افريقيا ، وهذا ما اعتبرته إسرائيل "خطرا استراتيجيا عليها".

تأثير حركة المقاطعة يتصاعد بشكل ملموس بفضل الحملات المدروسة والاستراتيجية حول العالم بشكل مباشر وغير مباشر؛ حيث انسحبت شركات أوروبية كبرى من الأسواق الإسرائيلية مثل شركة "فيوليا، وأورانج، وسي آر اتش"، بعد حملات قوية ضدها بسبب تورطها في "الانتهاكات الإسرائيلية .

وأقدمت شركة "فيوليا" على بيع استثماراتها الإسرائيلية، وأنهت دورها في مشاريع البنية التحتية في المستوطنات الإسرائيلية غير "القانونية" بعد ضغط نشطاء حملات المقاطعة حول العالم على المجالس المحلية لإلغاء عقودها مع الشركة والتي فاقت قيمتها 20 مليار دولار، وفق ما أكدته حركة المقاطعة.

ويضاف إلى ذلك التأييد الأكاديمي حول العالم لحركة المقاطعة حيث أعلنت جامعة "جوهانسبورغ" بجنوب افريقيا عام 2011 قطع علاقاتها مع جامعة "بن غوريون" الإسرائيلية؛ استجابةً لدعوات من 400 أكاديمي من جنوب أفريقيا.

كما استطاعت "المقاطعة" الحصول على تصويت جمعيات ونقابات أكاديمية في أمريكا وكندا وإيرلندا وجنوب إفريقيا والمملكة المتحدة على دعم الحركة، فضلاً عن المؤسسات الداعمة  كنقابة المعلمين في ايرلندا، وجمعية الدراسات الأمريكية في الولايات المتحدة.

إضافة للإنجازات سابقة الذكر لحركة المقاطعة، فقد أعلن عالِم الفيزياء الانجليزي ستيفن هوكينج انسحابه من مؤتمر استضافه الرئيس الإسرائيلي آنذاك، شمعون بيريس، بعد مناشدة أكاديميين فلسطينيين، فضلاً عن سحب كنائس أمريكية كبرى لاستثمارات من شركات وبنوك "متواطئة في الانتهاكات الإسرائيلية" في فلسطين مثل كنيسة المسيح المتحدة والكنيسة المنهجية المتحدة.

وتلقى المقاطعة تأييداً ثقافياً كبيراً حول العالم؛ حيث انضم آلاف الفنانين المشهورين والشخصيات الثقافية حول العالم، بمن فيهم روجر ووتر، ومرسيل خليفة، وأليس ووكر وغيرهم؛ إلى قائمة مؤيدي المقاطعة الثقافية لإسرائيل، فيما أقدم نجوم مثل لورين هيل وإلفيس، كوستيلو، وفانيسا باراديس؛ على إلغاء عروض فنية في تل أبيب بعد مناشدة من حركة المقاطعة.

التأييد الشعبي العالمي للمقاطعة بات يمتد حول العالم، حيث منعت الحشود المجتمعية أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 السفن الإسرائيلية من الرسو في ميناء أوكلاند في كاليفورنيا وموانئ أخرى في الغرب الأمريكي، بعد مبادرات مماثلة من عمال الموانئ في جنوب إفريقيا والسويد والهند وتركيا واليونان في السنوات الماضية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد