صور: الفتى أحمد أَنَامِل تبدع بقلم الرصاص
غزة / سوا / جميل قاسم/ كثيرا ما تعودنا على رؤية الرسومات التي يصنعها الأطفال والشباب الغزي, ففي كل منطقة هناك فنان صاعد, ومن بين هؤلاء الفنانين الشبل احمد حمادة الذي يعتبر موهبة فنية صاعدة بقوة.
في إحدى صالونات الحلاقة في مدينة غزة، كان احمد يقلب بعضا من صور رسوماته على هاتفه النقال, وللوهلة الأولى ظن من كان بجواره أنها صورا حقيقية, ليتفاجأ أنها رسوماته صنعها بأنامله الصغيرة باستخدام قلم رصاص فقط!
اكتشاف الموهبة
الشبل احمد حمادة (16 عاما) يعيش في منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة بدأ حكايته مع الرسم قبل عامين, يقول: "بدأت الرسم في المدرسة عندما كنت في الصف التاسع حيث كان يطلب منا معلم الرسم بعض الرسومات وكنت ارسمها فأثارت رسوماتي انتباه المعلم وشجعني وطلب مني مواصلة الرسم".
الأهل كان لهم الدور الأكبر في صقل مهارات أحمد وتشجيعه باستمرار، حيث اكتشفت والدته التي تمتلك حس فني؛ أنه يمتلك موهبة فنية وقررت تشجيعه ومساعدته لتطوير موهبته ورسوماته،فقرر والده توفير كل ما يلزمه من أدوات تساعده على مواصلة موهبته.
يقول والد احمد: "حاولنا البحث عن دورات تساعده في تنمية قدراته الفنية لكنه أصر على التعلم الذاتي من خلال مشاهدته لقنوات اليوتيوب وتطبيق ما يشاهده"،معتبرا أن رسوماته كانت رائعة وملفتة.
اللوحة الأولى
بعد أن تعلم الفنان الصغير احمد؛ من اليوتيوب بعض مهارات الرسم قام برسم لوحة لنصف وجهه وكانت بمثابة صورة طبق الأصل عن الصورة الحقيقية .
وبالرغم من أن العديد من الفنانين يبدعون في رسوماتهم إلا أنهم حين يرسمون أنفسهم لا تكون رسوماتهم دقيقة بما فيه الكفاية, إلا أن أحمد استطاع أن يرسم وجهه بشكل مطابق للواقع وكانت بمثابة حافز أساسي له لمواصلة التطور.
الأدوات المستخدمة
معظم اللوحات التي رسمها احمد كانت باستخدام قلم الفحم "الرصاص" بدرجاته اللونية , وقام بتجربة الرسم بالألوان لكنه لم يفضلها وواصل الرسم بقلمه المعتاد الذي يبدع الرسم فيه ولما له قدرة على إبراز التفاصيل الدقيقة.
وأتقن أحمد ايضا نوع آخر وهو الرسم على الورق الأسود باستخدام قلم فحم ابيض حيث قام برسم بعض اللوحات, فيما أحب هذا النوع من الرسم, لما يضفي على اللوحة من الطابع الجمالي.
محتوى الرسومات
وفيما يخص محتوى الرسومات التي يصنعها احمد, يقول انه يقوم باختيار صور يراها مناسبة وتروق له من الانترنت ويقوم برسمها بشكل ثلاثي الأبعاد, مع امتلاكه القدرة على رسم أي شخص.
وأنجز أحمد بعض الرسومات لأصدقائه, إلا انه توقف عن قبول طلبات الرسم كي لا يؤثر على مستواه الدراسي في ظل حرصه على تحقيق التوازن بين الدراسة والرسم.
ترويج الرسومات
ويقوم الفنان الصاعد حاليا بنشر رسوماته على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام" ولقي تفاعلا كبيرا من الجمهور والمعجبين وبات 11 ألف معجب يتابعونه باستمرار.
وبالنسبة للمشاركة في المعارض الخارجية لم تتاح الفرصة بعد الا بالمشاركة في معرض واحد "مشيب اللون" قبل عدة أشهر, حيث عرض فيه بعض لوحاته ولاقت اعجاب الحاضرين والفنانين.
السيدة العجوز
ويروي والد احمد قصة لوحة "السيدة العجوز" التي استغرقت ما يزيد عن 30 ساعة عمل, وكانت لسيدة تسكن في مخيم النصيرات, تعكس صورة التراث الفلسطيني بالثوب والوثائق التاريخية وتحمل في يدها مفتاح العودة .
وبالرغم من صعوبة تلك الصورة الا انه تمكن من رسمها بدقة متناهية ليشارك بها في مسابقة للرسم, وكانت أجمل لوحة يرسمها, لما فيها من تطابق شديد بين الصورة الأصلية ولما تحمله من تفاصيل دقيقة وتعكس صورة التراث الفلسطيني وحق الملكية الفلسطينية والملامح العربية الأصيلة.
الوصول للعالمية
وعن خططه المستقبلية بات الفنان احمد يسعى لرسم جداريات ملونة تحتوي على رسم جرافيتي كان قد تعلمه من قنوات اليوتيوب, وهي عبارة عن جدارية تحتوي على بعض الكلمات التي تحمل معاني محددة يجاورها رسم كاريكاتير, وقام مبدئيا بتطبيقها عبر رسم بعضها على جدران الحي الذي يسكن فيه .
ويسعى أحمد أيضا لعمل معرض خاص به في الأيام المقبلة، في محاولة لنشر موهبته لعدد اكبر من الجمهور والوصول إلى مستوى أكثر تقدما, كما انه يسعى لتنمية موهبته بشكل يساعده للوصول إلى العالمية.