دراسة إسرائيلية: الحديث عن هزيمة تنظيم الدولة سابق لأوانه
القدس / سوا / قالت دراسة إسرائيلية إن المعطيات المتوفرة لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية تفيد بأنه رغم الضربات المتلاحقة التي يتلقاها تنظيم الدولة الإسلامية في الآونة الأخيرة، وفقدانه المزيد من الأراضي ومناطق النفوذ في سوريا والعراق، والظهور كما لو كان في حالة هزيمة محتمة، فإن الجهاديين من أفراد التنظيم ما زالوا موجودين، ولم يغيبوا بعد عن الخارطة، مما يتطلب من الغرب أن يستيقظ على هذه الحقيقة.
ويشير التقدير الإسرائيلي -وفق الدراسة التي نشرها المعهد الأورشليمي للشؤون العامة- إلى أنه رغم الأذى الذي لحق بالتنظيم في سوريا، فإن من المبكر الحديث عن إخضاعه من الجيش السوري والمليشيات المتحالفة معه، في ظل سيطرة الجيش السوري على 65% من المناطق التي سبق للتنظيم فرض نفوذه عليها.
وأوضحت الدراسة -التي أعدها يوني بن مناحيم- أن التقييمات الإسرائيلية الأخيرة تشير إلى أنه حتى لو قدر للتنظيم أن يمنى بهزيمة ساحقة في أراضي المعارك الطاحنة بين التنظيم وأعدائه، فإن من المتوقع أن ينتقل إلى مرحلة جديدة من حروب العصابات، ويصل إلى أماكن جديدة في العراق وسوريا، وتنفيذ عمليات دامية كما نفذها سابقا في دول عديدة.
ويشير بن مناحيم -وهو خبير إسرائيلي بالشؤون العربية- إلى أن المعطيات المتوفرة لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية والغربية تحذر من أن العودة المرتقبة لآلاف المقاتلين في صفوف التنظيم إلى بلادهم الأصلية بالغرب، تقول إنهم سيكونون عنصرا فعالا لإمكانية أن يتحولوا إلى خلايا نائمة بأوروبا والولايات المتحدة، أو أن يصبحوا بمثابة ذئاب منفردة وفق التعريف الأمني الإسرائيلي.
وفي ظل الأيديولوجيا التي يحملها مقاتلو التنظيم -كما يؤكد بن مناحيم الضابط السابق بجهاز الاستخبارات العسكرية- فإنهم يسعون لشن حرب ضد باقي العالم، مما يتطلب من قيادة التنظيم اللجوء إلى توثيق الصلات والعلاقات بين أعضائه بمختلف أنحاء العالم من أجل تفعيل إستراتيجية بهدف تنفيذ عمليات متزامنة عقب ما حل بالتنظيم من ضربات قاسية في سوريا والعراق.
وختمت الدراسة بالقول: القناعة المتوفرة في إسرائيل والغرب تشير إلى أن التراجعات -التي اضطر إليها التنظيم في أكثر من بلد نتيجة للمعارك العسكرية- لم يرافقها تراجع أو انتكاسة فيما يحمله من أفكار أو مبادئ أيديولوجية، لأن مفهوم الخلافة الإسلامية ما زال يحرك التنظيم وأعضاءه.
وكل ذلك يعني أن موجة عمليات تنظيم الدولة الجهادية قد تستمر فترة طويلة من الزمن، مما يتطلب من الغرب العمل على التنسيق الكامل في المجالات الأمنية لتقليص هذه الظاهرة قدر الإمكان.