القدس / سوا / عززت الشبهات ضد رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو ، بشأن ارتكابه مخالفة “خيانة الأمانة”، لتلقيه هدايا عبارة عن زجاجات شمبانيا فاخرة وعلب سجائر من رجل الأعمال أرنون ميلتشين، ولكن الأخطر من ذلك، كما أفادت القناة الثانية في التلفزيون العبريّ، أنّه بهد اتهّام ميلتشين بمنح عائلة رئيس الوزراء الرشا، فإنّ نتنياهو تحولّ إلى مشتبهٍ بتلقي الرشا، لافتةً إلى أنّه في الأيّام القريبة القادمة ستقوم الشرطة الإسرائيليّة باستدعائه للتحقيق معه تحت طائل الإنذار بتهمة تلقّي الرشا، الأمر الذي يزيد من تورطّه في قضايا الفساد المنسوبة له، بحسب الشرطة الإسرائيليّة والنيابة العامّة.

وجاء في التفاصيل، أنّه بعدما سافر عدد من المحققين الإسرائيليين يرأسهم المحقق، كوريش بن نور، قائد الوحدة 433، إلى العاصمة البريطانية لندن، الأسبوع الماضي، للتحقيق مع ميلتشين في ما عُرف إعلاميًا بـ”القضية 1000″، اتهم الأخير بتقديم رشا لنتنياهو وعائلته، مقابل حصوله على منافع شخصية.

من ضمن هذه المنافع، تدخل نتنياهو شخصيًا لدى الإدارة الأمريكيّة السابقة لاستصدار إقامة لمدة عشر سنوات لميلتشين، حتى أنّه تحدّث في الموضوع عينه مع وزير الخارجيّة الأمريكيّ السابق، جون كيري. ولفتت المصادر عينها إلى أنّه من غير المُستبعد تمامًا أنْ تلجأ الشرطة الإسرائيليّة إلى جباية أقوال كيري، وسفير واشنطن الشابق في تل أبيب، دان شابيرو في هذه القضيّة.

بالإضافة إلى إمكانية تورط نتنياهو بصورة غير مباشرة، في قضية بيع “القناة العاشرة” الإسرائيلية لرجل الأعمال، لليونارد بلافاتنيك، من أجل مساعدة ميلتشين ماديًا.

وبحسب التقارير الإعلاميّة العبريّة، فقد نافس بلافاتنيك، بصفته أحد الشركاء الرئيسيين في مجموعة الاتصالات “RGE” (تملك 51% من أسهم القناة العاشرة)، رجل الأعمال، إيلان شيلواح. وتضمنت صفقة البيع مع بلافاتنيك حصول ميلتشين على مقابل مادي بصفته مالكًا لأسهم في القناة، خلافًا لصفقة البيع مع شيلواح.

وفي السياق عينه، لفتت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن رئيس شعبة التحقيقات، ماني يتسحاقي، أصدر أمرًا بإجراء تحقيق “تحت التحذير” مع ميلتشين، خلافًا لوجهة نظر المستشار القضائي للحكومة، أفخاي مندلبليت، الذي تربطه بنتنياهو علاقات وطيدة، وكان قبل تعيينه في هذا المنصب يشغل منصب سكرتير حكومة نتنياهو.

وبحسب ما نقلته الصحيفة العبرية عن مصادر في الشرطة الإسرائيليّة، فإنّ التحقيق “تحت التحذير” مع ميلتشين استمر لمدة ثلاث ساعات وقد عزز الشبهات ضدّ نتنياهو بشأن ارتكابه مخالفة خيانة الأمانة وتلقّي الرشا. وأضافت المصادر عينها أنّ أجواء التحقيقات ونتائجها جيدة، وكان مثمرًا إجراء التحقيقات، في إشارة إلى معارضة رئيس وحدة “لاهف” السفر إلى لندن لإجراء التحقيق مع ميلتشين، قبل انضمامه إلى الطاقم.

في غضون ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنّ ميلتشين، وهو رجل موساد سابق، قدّم هذه المرّة إفادةً جديدةً عززت حقيقة أنه كان على اتصال برئيس الحكومة، كما تحدث عن مصالحة، وهو ما عزز الشبهة ضد نتنياهو بأنه ارتكب مخالفة خيانة الأمانة بما يتصل بالقضية 1000.

إلى ذلك، من المتوقع أنْ يقدم المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، لائحة الاتهام ضدّ عقيلة نتنياهو، سارة، في الأيام المقبلة. حيث يشتبه في تورطها في 4 ملفات فساد تندرج ضمن ملف مساكن رئيس الوزراء، وفيها استخدمت العائلة الأموال العامة لمنافع شخصية وخاصة، ووصل حجم الإنفاق فيها إلى مئات آلاف الشواقل.

ويتضمن ملف المساكن أربع مخالفات منفصلة، الأولى تدور حول تشغيل عامل كهرباء بشكل خاص، من دون إجراء مناقصة كما يرد في النصوص القانونية، وتسديد أجرته من أموال الدولة. في حين أنّ المخالفة الثانية هي تسجيل توظيف عاملة على أنها موظفة في مقر رئاسة الحكومة وتتلقى راتبًا على أساس هذه الصفة، بينما عملت في واقع الحال في مهمات خاصة وهي رعاية والد سارة.

أمّا القضية الثالثة، فهي شراء أثاث لحدائق المقر الرسمي لرئاسة الحكومة، ومن ثم نقله إلى منزل نتنياهو الخاص في مدينة قيسارية. والرابعة هي تضخيم الفواتير ومصاريف الوجبات والضيافة التي قدمت في منزل نتنياهو.

جدير بالذكر، بأنّ سارة لاحقتها سابقًا فضيحة “الزجاجات الفارغة”، حيث كانت تأمر العاملين في مقر رئاسة الوزراء بجمع زجاجات المشروبات الكحولية واستبدالها في محلات التدوير مقابل مبلغ مادي، في حين أنّ هذه الزجاجات اشتريت من الأموال العامة، واسترداد بدل التدوير يجب أن يعود إلى الخزينة العامة.

يُشار إلى أنّ المسؤول السابق عن بيت رئيس الوزراء، ماني نفتالي، الذي أدلى بشهادات، دفعت النيابة إلى تقديم لائحة الاتهّم ضدّ سارة، وقعّ مع النيابة العامّة الإسرائيليّة على اتفاقٍ يكون بموجبه “شاهد ملك” ضدّ سارة، علمًا أنّ المحكمة المدنيّة حكمت عليها بدفع تعويضات له بمبلغ 170 ألف شيكل، حوالي خمسين ألف دولار أمريكيّ.