منذ شهور قليلة اندلعت الأحلام والأوهام حول ما أذيع وأشيع من أن أمور سكان القطاع في طريقها للحل وأن كل الأمور تمام التمام وكلفت بعض الأقلام والأبواق في التسويق وكنا نتمني أن تسير الأمور كما نشتهي لأن حجم المعاناة التي تصل الي حد الاذلال وسحق الأدمية في قطاع غزة وصلت الي حد لا يمكن وصفه أو توصيفه ولم يكن هناك أي أمل في انفراجة والحرب الضروس قائمة علي قدم وساق ضد سكانه من قطع الرواتب وحتي السفر وما بينهما من حياة مهينة للانسانية والبشرية من مرض وبطالة وتفسخ النسيج الاجتماعي والسياسي ولم يكن القطاع البطل في وارد أن يمتحن ويبتلي به ومن من !!؟ ولأي سبب ؟ لدرجة أن الاحتلال توارت سوءاته في ظل ممارسة السلطات الوطنية !!

عود علي بدء لقضية رأب الصدع الداخلي لعل وعسي أن يكون مفتاح الفرج  للمرور من الجحيم الي شيئ أقل جحيمية والبرزخ بينهما متصل ولا أتحدث عن الكلمة السمجة التي ابتدعتها السياسة العقيمة وأقصد كلمة المصالحة وعلي حساب من ؟!!

بين ضفة وغزة وأصحابها ينظرون خلفهم وحولهم الي اسرائيل كعنصر ربط أو فصل !!

ولقد ترددت كثيرا أن أكتب عن موضوع المصالحة والتي سميت وطنية تجاوزا في قطاع غزة للذين سقطوا ضحايا صراعات عقيمة وظهر مصطلح جديد سمي عرس المصالحة ياللهول أي عرس هذا ؟!!

وحتي لا يساء الفهم أنا مع انهاء قضية الدم الذي يستبيح بين أطراف الصراع ولكن علي أي قاعدة وطنية ؟ فهي ليست قضية عشائرية كما يحشد لها وتسوق بمبلغ مالي وخطب رنانة وبوستر للضحية وسحج يا مسحج .

ولقد استشارني كثير من الأخوة ممن سعوا لهذا الأمر وهم عناصر جيدة ومخلصة تريد القاء حجر في المياة الاسنة بطي هذه الصفحة وكان سؤالي لهم بوضوح ما جري كان سبة في وجه النضال الفلسطيني وبالتالي هل هناك أولا استعداد للاعتذار من كلا الأطراف للشعب الفلسطيني عن ما ألحقوه به من ضرر فالقضية ليست بضع مئات سقطوا ولكنها قضية الشعب الذي أصبح متأرجحا بين تلك التيارات السياسية التي تعسف به في مثلث كمثلث برمودا غزة ومن فيها و رام الله ومن فيها وتيار يراوح بينهما تحت مسمي التيار الاصلاحي !! رأس ماله المال يشاغب منبعه في رام الله ككيد الضرائر .

هذا المثلث عليه ان يعتذر للشعب وقضيته وأن يحاسب بنفسه أون أن يعيد الأمانة المغتصبة لصاحبها الشعب ومن يمثله من شهداء علي مر الزمن وأسري وجرحي وشعب معذب بهم لا يقودوه الا الي الضياع وبصراحة لا يمكن أن تكون مصالحات غزة رافعة لانهاء الانقسام الذي تجذر الا اذا انقلب الهرم والأولويات وألغيت التحالفات البائسة والمؤقتة التي تسير بالقطعة وليس بالمبادئ وراقبوا وطالعوا وتابعوا الأقوال والأفعال .

اللهم اشهد اني قد بلغت

كاتب ووزير عدل فلسطيني سابق

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد