نتنياهو "يهين" المسلمين في عيد الأضحى
القدس / سوا / نشر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على صفحته الشخصية بالفيسبوك تهنئة للدروز في إسرائيل بمناسبة عيد الأضحى. وبعد مرور 4 ساعات، وإثر ردود فعل غاضبة على شبكات التواصل، عاد ونشر تهنئة لـ"المواطنين المسلمين" في إسرائيل.
نتنياهو الذي هنأ الطائفة الدرزية في إسرائيل، وأمتدحها قائلا إن العيد يذكره بأعياد إسرائيل وأكد "هذا غير مستغرب، لأن قيمنا متشابهة"، لم يشر للمسلمين الذين يحتفلون بالعيد، ما اعتبره الكثيرون "إهانة مقصودة".
“الدروز واليهود يقدسون الحياة، فخورون بتراثهم الفريد ودينهم، وكلاهما مقاتلون شجعان يدافعون عن دولتهم -دولة إسرائيل"، واصل نتنياهو، بحسب موقع القناة الثانية الإسرائيلية.
وفيما يعد عيد الأضحى أهم الأعياد لدى الدروز، يحتفل به الشركس أيضا في إسرائيل، إلى جانب العرب المسلمين بالطبع.
ويعتبر الدروز من الطوائف الإسلامية التي انشقت عن الدعوة الإسماعيلية، خلال عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله.
وتعود الإسماعيلية في جذورها إلى المذهب الشيعي، لكن الطائفة الدرزية تتوقف عند الإمام السادس جعفر الصادق، وتؤمن بإمامة إبنه إسماعيل، بينما تؤمن الطائفة الشيعية بإثني عشر إماما وآخرهم المهدي "المنتظر".
ولا يؤدي أبناء الطائفة الدرزية فريضة الحج إلى مكة، ويقتصر أداء فروضهم الدينية المتعلقة بالأضحى على الذهاب إلى الخلوات التي هي بمثابة المساجد بالنسبة إليهم، واستباق العيد بالصوم الاختياري و"المجاهدة" وإحياء ليلة الوقفة.
نتنياهو الذي خص الدروز بالتهنئة دون المسلمين، أثار موجهة من الغضب بين رواد مواقع التواصل، وكتب أحدهم "يحتفل المسلمون أيضا بالعيد ومن المناسب تهنئتهم أيضا في العيد".
ورد آخر "هذا لأنك تكره المسلمين، ندرك ذلك منذ وقت طويل، لكن على الأقل لتهنئ "المسلمين الموالين" الذي ذهبوا لمقر إقامتك وصفقوا لك"، وذلك في إشارة لعقد نتنياهو بعد أسبوع من فوزه في الانتخابات عام 2015 اجتماعا في مقر إقامته مع ممثلين للعرب اعتذر فيه عن تصريحات سابقة له بحقهم وصفت بالعنصرية.
وأكد معلق آخر أن "رغم أننا كمسلمين لسنا بحاجة لتمنياتك في عيدنا، لكن كونك رئيس وزراء في دولة تصنف نفسها ديمقراطية، لا يجب التفريق بين الطوائف".
بعد مرور 4 ساعات، نشر نتنياهو بوست جديد هنأ فيه المسلمين في إسرائيل بالعيد، وقال إن "عيد الأضحى يشير إلى محاولة إبراهيم التضحية بابنه إسماعيل- بما يشابه قصة تضحية إبراهيم بإسحاق كما يرويها التراث اليهودي".
وخاطب المسلمين بالقول "هذا العيد فرصة للتذكير أن هناك أشياء متشابهة بيننا وبينكم"، وأنهى بالتهنئة التقليدية "كل عام وأنتم بخير".
والدروز طائفة دينية يسكن غالبيتهم في مناطق شمال فلسطين المحتلة، ويشكلون ما نسبته 8% من مجمل السكان العرب في إسرائيل، وبحسب إحصاء عام 2012 يصل عددهم إلى نحو 131 ألف نسمة أي قرابة 1.8 من مجمل السكان الإسرائيليين.
عُرف عن الدروز منذ احتلال فلسطين عام 1948 وإعلان دولة إسرائيل تحيزهم للمحتل، وتطوع عدد كبير منهم في الجيش الإسرائيلي، وهم أقل تأكيدا على هويتهم الفلسطينية العربية، وأكثر ميلا للتأكيد على هويتهم الإسرائيلية.
وبخلاف المسلمين والمسيحيين العرب، لم يقم الاحتلال بتدمير أيا من القرى الدرزية في حرب 1948 ولم يُهجَر الدروز من قراهم.
ما الشركس في إسرائيل فيصل عددهم إلى 4000 مواطن وهم من المسلمين السنة ويتركزون في قريتي كفر كما والريحانية بشمال فلسطين المحتلة.
وكالدروز يؤدي الشراكسة الخدمة الإلزامية العسكرية في جيش الاحتلال، ويعمل الكثيرون منهم في قوات الأمن الإسرائيلية كالشرطة وحرس الحدود ومصلحة السجون.
ووصل عدد المسلمين في إسرائيل، بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة، في 2016 إلى مليون و534 ألف نسمة، يشكلون ما نسبته 17.7 في المئة من سكان إسرائيل، وفقا لمعطيات الدائرة المركزية الإسرائيلية للإحصاء،