الولايات المتحدة تطالب ميانمار بعدم مهاجمة المدنيين

حريق أتى على منزل وسيارة قرب بلدة مونغداو في أراكان

واشنطن/ سوا/ طالبت الولايات المتحدة حكومة ميانمار باحترام القانون الدولي وعدم مهاجمة المدنيين في وقت تواصل فيه قواتها حملة على المسلمين الروهينغا بولاية أراكان أوقعت عديد القتلى وهجرت عشرات الآلاف إلى بنغلاديش.

فقد قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي في بيان اليوم الخميس إن قوات الأمن في ميانمار تتحمل مسؤولية الالتزام بالقانون الإنساني الدولي الذي يشمل الامتناع عن مهاجمة المدنيين الأبرياء والعاملين في المجال الإنساني، وضمان وصول المساعدة إلى المحتاجين.

وأشارت هيلي إلى المشاورات التي جرت أمس في مجلس الأمن الدولي بشأن ما أسمته العنف المتصاعد منذ أسبوع في ميانمار، وقالت إن تصاعد التوتر أدى لفرار الآلاف من منازلهم، وإن تقارير وردت عن مقتل وإصابة المدنيين الأبرياء، وحرق قرى.

وأدانت المندوبة الأميركية كذلك هجمات الجماعات المسلحة فى ولاية أراكان، وكانت تشير بذلك إلى "جيش إنقاذ روهينغا أركان" الذي ظهر العام الماضي. وقالت حكومة ميانمار إن هذا الفصيل المسلح هاجم قبل أسبوع مراكز حدودية في أراكان مما أسفر عن مقتل 12 من قوات الأمن.

وتذرعت السلطات بتلك الهجمت لتطلق يوم الجمعة الماضي حملة أمنية أسفرت -حسب قولها- عن مقتل 77 مسلحا و14 مدنيا. بيد أن مجلس الروهينغيا الأوروبي تحدث عن مقتل ما بين ألفين وثلاثة آلاف من المسلمين الروهينغا خلال ثلاثة أيام فقط.

وأكدت منظمات دولية بينها هيومن رايتس ووتش اندلاع حرائق في عشر مناطق بولاية أراكان وسط تقارير عن حرق قرى للمسلمين من قبل قوات ميانمار.

وكان مجلس الأمن الدولي أدان أمس خلال جلسته التشاورية أعمال العنف الجارية بأراكان، ودعا لنزع فتيل التوتر، وخفض العنف. وقال مندوب بريطانيا لدي الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت إن جميع أعضاء المجلس أدانوا العنف من قبل جميع الأطراف.

ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددا اليوم لتكثيف الجهود لحل الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الروهينغا في ميانمار. من جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن ما يحدث للمسلمين في ميانمار، وأي ظلم للمسلمين حيث ما كانوا أمر مرفوض، وفق ما جاء في موقع الرئاسة الإيرانية.

فارون وغرقى

في الأثناء تستمر معاناة المسلمين في ولاية أراكان، حيث يواصل كثير منهم الفرار نحو الحدود مع بنغلاديش للنجاة بأنفسهم من نيران قوات ميانمار.

وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 27 ألفا من الروهينغا فروا إلى بنغلاديش خلال أسبوع، في حين لا يزال عشرون ألفا عالقين في المنطقة الحدودية المشتركة.

وفي الأيام القليلة الماضية تمكن آلاف من دخول بنغلاديش، وكان العديد منهم إما مرضى أو مصابين بالرصاص، في حين منعت قوات حرس الحدود البنغالية مئات آخرين من العبور.

وفي حين نجح البعض في عبور نهر "ناف" بين ميانمار وبنغلاديش، كان مصير البعض الآخر الموت غرقا.

وقال مسؤول بنغالي إن جثث 11 طفلا وتسع نساء انتشلت اليوم من النهر عقب غرق قارب يقل 26 من الروهينغا الفارين من أراكان. وكانت رئيسة وزارء بنغلاديش الشيخة حسينة طالبت الأمم المتحدة بالضغط على حكومة ميانمار كي لا تدفع بالمزيد من اللاجئين نحو الحدود.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد