(صور) بعد غياب 3 عقود.. السينما تعود إلى غزة
غزة /خاص سوا/إيهاب أبو دياب/ عادت عجلة السينما في قطاع غزة، للدوران من جديد، بعد توقف استمر قرابة الثلاثة عقود؛ في أعقاب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987.
وعلى أنقاض سينما السامر التي أسسها الحاج رشاد الشوا عام 1944م، وأغلقها سنة 1969م، عُرِض مساء اليوم السبت، أول فيلم سينمائي درامي مدته 120 دقيقة، بصناعة غزية خالصة.
وبدأت مطلع خمسينيات القرن الماضي، مجموعة من دور السينما في الظهور بغزة، مثل (السامر وعامر والنهضة والشاطئ) وفيما بعد (السلام والجلاء وصابرين والحرية والنصر)، لتصل إلى أكثر من عشر دور عرض مع نهاية السبعينيات، قبل أن تتبدد جراء الانتفاضة.
"10 سنين" فيلم فلسطيني، ألفه وأخرجه الشاب علاء العالول، ويتناول معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فيما تدور أحداثه كاملة حول قصة شاب يُسمى أشرف، اعتقلته قوات الاحتلال أثناء عمله داخل أراضي 48، دون سبب واضح، فيما تناضل شقيقته المحامية حياة من أجل إثبات براءته وفضح جرائم الاحتلال وادعاءاته بأن إسرائيل دولة تحترم حقوق الإنسان.
والمخرج العالول، هو شاب من غزة، درس الصحافة والإعلام، وحصل على شهادة الدبلوم في الإنتاج السينمائي من جمهورية مصر العربية، فيما أنتج خمسة أفلام وثائقية، وآخر روائي مدته نصف ساعة، لكن يُعد فيلم10 سنين الأول من نوعه بالنسبة له.
يقول العالول : "سعيت لإنتاج هذا الفيلم، من غيرتي على حال السينما بغزة، خاصة أنها كانت مزدهرة قبل أكثر من نصف قرن".
ولم يكُن طريق إنتاج الفيلم –بحسب العالول- معبدًا، إنما محاطًا بالعراقيل من كل الاتجاهات، فبعيدًا عن كون صناعته مكلفة، فإن الحصار الإسرائيلي وتبعاته من انقطاع مستمر للكهرباء ونقص بالمعدات وإغلاق معبر رفح كانوا أكبر العوائق.
ويضيف العالول لـ"سوا" إن الفيلم أنتِج وسط ظروف استثنائية، مبينًا أن خطة التصوير المرسومة مسبقًا مدتها 3 أشهر على أبعد تقدير، "لكنها استغرقت 10 أشهر متواصلة".
وشدد على ضرورة وجود انتاج سينمائي داخلي؛ لتحريك رؤوس الأموال؛ من أجل دفعهم للاستثمار في صناعة الأفلام.
ويعتبر أن فتح مقاعد السينما أمام الجماهير الغزية يمثل متنفسا جديدًا لها، في ظل تضاعف أعباء الحياة الثقيلة واستمرار الحصار، مؤكدًا أن الجمهور "رأس مالنا الحقيقي، لنجاح تجربتنا".
وشارك في إنتاج الفيلم، فريق عمل غالبيته "غير مُتخصص" بالعمل السينمائي، ليتخذ من المشاهد والتجربة المصحوبة بالإصرار أستاذًا له، خاصة أن جميع أعضاءه لم يتلقوا أي مقابل حتى اللحظة، بحسب العالول.
بطولة (حياة وأشرف)
في أول تجربة لها بالعمل السينمائي، تقمصت الشابة آية سلطان دور المحامية حياة، والتي تقاوم عبرها؛ لأجل انتزاع براءة شقيقها من "أنياب" الاحتلال، وتمر رحلتها "الشاقة" بأمور صعبة، تقودها لاتخاذ قرارات مفصلية في حياتها.
تقول آية لـ"سوا" إنها وافقت على طلب المُخرج العالول بخوض التجربة، بعدما اقتنعت بأنها فرصة عمل جديدة، يمكن أن تتحدى عبرها نظرة الشارع الغزي للإناث العاملات في مجال الفن.
وترى أنه يمكن أن تساهم الأفلام الدرامية في تغيير نظرة العالم لقطاع غزة، وعكس صورة إيجابية عن فلسطين، مشددة على أهمية مشاركة الإناث في هكذا أعمال؛ "لما لهن من دور في إظهار عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا للعالم".
وتطمح "حياة" لتعبيد الطريق أمام كل الإناث لحرية اختيار عملهن بما يتناغم مع شخصياتهن، فيما تأمل على الصعيد السينمائي، أن يتجه رجال الأعمال وصناع القرار لدعم السينما في غزة.
ولا يختلف حال إسماعيل دحلان "أشرف" الذي سبق له أن عمل في المسرح والفن التشكيلي والديكور، عن شقيقته "حياة"؛ في خوضه أولى تجاربه كبطلٍ لفيلم سينمائي.
ولم تكُن مشاركة إسماعيل عادية بالنسبة له؛ كونه جسّد إحدى أهم قضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث قال : "الأسرى يعيشون معاناة كبيرة في السجون، ويجب إظهارها بالصورة المناسبة والوقوف بجانبهم".
ويسعى الشاب دحلان إلى تطوير مستواه ومواصلة المشوار في السينما الغزية، على أمل الوصول لمحطات متقدمة، وإنتاج أعمال تضاهي تلك العربية وربما العالمية.