تداعيات مجزرة سيناء تفاقم معاناة الغزيين

245-TRIAL- غزة / خاص سوا/ من غير المتوقع ان تنتهي محنة مواطني قطاع غزة التي تفاقمت بعد اعلان مصر عن اغلاق معبر رفح البري امام حركة دخول وخروج الفلسطينيين في اعقاب المجزرة التي ارتكبت ضد عشرات الجنود المصريين نهاية الأسبوع المنصرم.
ويعزز إقدام السلطات المصرية على إغلاق معبر رفح البري الوحيد لسكان القطاع على العالم من المخاوف الفلسطينية من تداعيات مقتل الجنود المصريين، سيما مع تلميح واعلان اكثر من مسؤول مصري عن تورط عناصر فلسطينية في الحادث، بالاضافة الى نية السلطات المصرية تكثيف من اجراءاتها الامنية على حدود القطاع.
وظهر القلق الشديد على سكان القطاع الذين جاهروا بمخاوفهم الشديدة من الاثار السلبية الخطيرة لهذا الحادث على حياتهم، سيما بعد اغلاق المعبر وما قد تشهده الايام القادمة من تراشقات سياسية لها صلة بالموضوع، كما يقول الشاب بهاء حمودة الذي حرمه اغلاق المعبر من السفر للدراسة في احد البلدان الاسكندنافية في شمال اوروبا.
وعبر حمودة عن تشاؤومه من امكانية فتح المعبر قريباً في ضوء تصاعد الاتهامات بتورط عناصر غزية في الحادث.
وبرغم من النفي المتواصل من قبل الجهات المعنية في غزة وتحديداً من حركة حماس والجهات الامنية الا ان المحلل السياسي الدكتور مخيمر ابو سعدة يتوقع ان تطول فترة اغلاق معبر رفح وقد تمتد الى اكثر من اسبوع على الاقل نظراً لاعلان مصر عن حالة الطوارئ في سيناء لمدة ثلاثة اشهر.
ولم تكن هذه المرة الأولى الذي يدفع خلالها المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة ثمن الاحداث الامنية في سيناء فقد سبق وان اضطرت السلطات المصرية الى اغلاق المعبر لفترات متفاوتة في اعقاب عمليات مماثلة اسفرت عن قتل جنود مصريين.
كما يتوقع ابو سعدة خلال حديث لـ"سوا" أن يؤثر الحادث سلباً على العلاقات المصرية مع قطاع غزة وتحديداً على العلاقة مع حركة حماس والتي هي في اسوء حالها.
وتسبب الحادث وتداعياته في اعلان السلطات المصرية عن الغاء جولة التفاوض غير المباشرة بين الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي الخاصة ببحث تثبيت التهدئة والقضايا الاخرى.
واضاف ابو سعدة ان حادث مقتل الجنود قد يعطي مصر مبرراً آخر لنفض يدها من ملف المصالحة ما يساهم في تعميق الخلاف مع حركة حماس في ظل الاتهامات الضمنية المصرية لحركة الإخوان المسلمين في الضلوع في العمليات في سيناء.
واصبح اغلاق المعبر وحادث سيناء الشغل الشاغل وحديث الساعة لمواطني القطاع البالغ عددهم نحو مليوني مواطن.
من جانبه قال أسامة حمدان مسؤول دائرة العلاقات الدولية في حركة "حماس"، إن المنطقة العازلة التي ينوي الجيش المصري إقامتها على حدود غزة تدعم الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة منذ سنوات.
وأكد حمدان في تصريحات تلفزيونية أن لا علاقة لغزة بما يجري في محافظة شمال سيناء المصرية، مشيرًا لحرص الجانب الفلسطيني على العلاقة الجيدة مع جمهورية مصر العربية.
وأشار إلى أن المنطقة العازلة المنوي إنشاؤها مصريًّا تزيد من الحصار المفروض على غزة منذ سنوات، مؤكدًا أنها تعزز حالة التحريض على الشعب الفلسطيني.
وطالب حمدان السلطات المصرية بالضغط على الاحتلال بضرورة فك الحصار عن غزة، ملمحًا لعلاقة "إسرائيل" بالهجمات التي حدثت في شبه جزيرة سيناء.
وقال المتحدث باسم الوزارة إياد البزم في تصريح صحفي، إن حدود غزة الجنوبية مع مصر مضبوطة وآمنة، وتخضع لمراقبة وإجراءات مشددة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
 وشدد على أن وزارته لا تسمح بالمساس بأمن الحدود، وتعتبر الأمن القومي المصري أولوية فلسطينية، لافتا إلى أنها أغلقت الحدود بشكل كامل منذ وقوع الحادث.
واعلن المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي أن "كافة الدلائل تشير إلى وقوف جهات خارجية وراء الهجوم الإرهابي في سيناء"، موضحا أنه "لا يمكن الإشارة إلى تنظيم "بيت المقدس" الذي قام بعمليات مماثلة في سيناء، فمستوى الإعداد لمثل هذا العمل الإجرامي يشير وبوضوح إلى وقوف جهات خارجية خلف عملية التنفيذ، وسيجلى النقاب عنها بمجرد اكتمال التحقيقات في الحادث".
48
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد