ما لا تعرفه عن مشروع "العائق" الإسرائيلي على حدود قطاع غزة

أعمال البناء الإسرائيلية لمشروع "العائق"

القدس / سوا/ تسود حالة من الارتياح بين جموع المستوطنين الإسرائيليين من سكان المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة ، بعد قرار جيش الاحتلال الإسراع بتنفيذ مشروع "العائق"، الذي يهدف للتخلص من تهديد الأنفاق الهجومية لحركة  حماس ، ونفذت الحركة من خلالها عدة هجمات نوعية داخل المستوطنات والبلدات الإسرائيلية في العدوان الأخير على غزة عام 2014.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" أوضحت أن إسرائيل ستنتهي بحسب التقديرات من بناء جدار خرساني ضخم في غضون عام ونصف إلى عامين، وأن هذا الجدار سوف يغطي المنطقة الحدودية بكاملها، ويتمد لعدة أمتار تحت الأرض وفوقها.

وعلق "آلون دفيدي" رئيس بلدية مدينة "سديروت" (شمال قطاع غزة) على تصرحيات قائد القيادة الجنوبية بجيش الاحتلال اللواء "آيال زامير" الذي قال إن مشروع "العائق" سيتم بناؤه حتى إن تطلب الأمر معركة مع حماس، علق بقوله :”أثق في قائد القيادة الجنوبية بشكل تام".

وتابع :”أرى أن المعركة مع حماس طويلة المدى، لذلك ينبغي التعامل مع الوضع على المدى البعيد والقصير. فعندما نتعرض لإطلاق صواريخ، أو نخرج في معارك وتكون هناك حالة من انعدام الهدوء، فإننا نكون على استعداد لتحمل أي وضع من شأنه إعادة الهدوء للمنطقة".

وقال رئيس بلدية "سديروت" :”إذا ما قررت منظومة الدفاع أن مشروع العائق سيمنع حماسمن العمل ضدنا، وسيؤدي بالفعل إلى تحييد تسلل الإرهابيين عبر الأنفاق أو عن طريق البر- فإننا كمنظومة مدنية شركاء في تلك الجهود، وسنقدم ما يمكننا تقديمه من دعم.. العائق مشروع يحسن بشكل كبير شعور السكان بالأمان".

من جانبه قال "آلون شوستر" رئيس المجلس المحلي "شعار هنيجف"، الذي يضم عدد من المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة :”يدور الحديث عن خطوة جديدة في مظلة الدفاع عن مستوطنات غلاف غزة. يساعد استكمال المشروع كثيرا في ترسيخ شعور السكان بالأمن- والدليل على ذلك يمكن تلمسه في النمو الديموغرافي الذي نشهده في الفترة الحالية. إذ تقرر الكثير من العائلات الانتقال للعيش في بلداتنا، التي لا يبعد بعضها عن السياج الحدودي سوى مئات الامتار".

“يفعات بن شوشان" إحدى سكان مستوطنة "نتيف هاعسراه" الملاصقة للحدود مع قطاع غزة، قالت إنها تشعر أكثر بالأمان وهي ترى المشروع أمامها يتم إنجازه بشكل مكثف، مضيفة :”أسعدني كثيرا معرفة أن المشروع يجرى التقدم فيه بشكل كبير ويوفر لنا بالفعل حماية من التهديد الأكبر- تهديد الأنفاق. هذا الأمر يحسن شعوري بالأمان كساكنة وكأم لأطفال".

ويدور الحديث عن مشروع عملاق كلفته 4 مليارات شيكل (نحو مليار و110 مليون دولار أمريكي)، وهو عبارة عن جدار خرساني سميك يمتد لمسافة 10 أمتار تحت الأرض، وفوقه جدار آخر بارتفاع 6 أمتار، أي أن ارتفاع الجدار الكامل 16 مترا فوق وتحت الأرض. يتم تنفيذ المشروع على مقربة من الحدود مع قطاع غزة، ويمكن لـ"العائق" أو "الجدار الذكي كما يسميه البعض تحديد وتدمير الأنفاق، من خلال تكنولوجية هندسية خاصة، إذ يكتشف أي جدار موجود أو يتم حفره.

وانتهى جيش الاحتلال من إقامة الجدار على طول بضعة كيلومترات، لاسيما في المناطق الواقعة على الحدود مباشرة مع غزة، ومن ضمنها منطقة "سديروت".

وسيغطي المشروع المنطقة الحدودية بطولها، من معبر كرم أبو سالم إلى مستوطنة "نتيف هعسراه". وبحسب التقديرات الإسرائيلية فسوف ينهي تماما أنفاق حماس الهجومية، ويحذر من أي محاولة مستقبلية لحفر أنفاق جديدة، قبل أن يقوم بتدميرها.

وبالإضافة لـ"العائق" البري سيبني جيش الاحتلال حاجزا مائيا على طول الحدود البحرية بشمال قطاع غزة، للحيولة دون تنفيذ حماس عمليات فدائية داخل إسرائيل باستخدام الضفادع البشرية.

ويتم العمل حاليا في 10 نقاط مختلفة على الحدود البرية مع قطاع غزة، ولجأ الاحتلال- بهدف تسريع البناء- لإقامة مصانع خرسانة مؤقتة لتصب في باطن الأرض.

وفي شهر ديسمبر القادم ستصل أعمال البناء إلى ذروتها، ليبلغ عدد العمال في المشروع نحو 1000 عامل ينتشرون في 40 نقطة مختلفة.

وبحسب "يديعوت"، ينفذ المشروع الذي يتولى الجيش الإسرائيلي الإشراف عليه، شركات بناء إسرائيلية فازت بالمناقصة، لكنها تشغل عمالا وخبراء أجانب من دول إريتريا وجمهورية مولدافيا وإسبانيا والبرازيل وغيرها. كذلك فإن من بين العمال الذين يتعرضون لفحوصات أمنية شديدة عمال عرب إسرائيليين ويهود، لكن ليس من بينهم فلسطينيون.

ويجري العمل على مدار الساعة 6 أيام إسبوعيا تحت تأمين جيش الاحتلال، ويرتدي العمال على أجسادهم سترات واقية. ويتم استخدام الرمال الكثيفة التي تخرجها آلات الحفر الألمانية لإقامة سواتر ترابية لحماية العمال من نيران القناصة من الجانب الغزاوي.

وتصل كلفة كل كيلومتر واحد من المشروع 41.5 مليون شيكل (قرابة 12 مليون دولار). ويشمل العمل استخدام آلات الحفر الألمانية "hydromill” مزودة بعجلات تروس قوية قاعدة على الوصول إلى حتى عمق المياه الجوفية.

بعد الحفر يقوم العمال بسرعة بضخ مادة تسمى "بنتونيت" في المكان الذي حفروه، وهي عبارة عن خرسانة رخيصة تعتمد على معدن طبيعي مطاطي مستورد من دول البلقان لتدعيم جداران الخندق المحفور، ويمنع انهياره.

في المواقع التي تم بناؤها هناك أيضا برك لتنظيف الـ"بنتونيت" لإعادة استخدامها. وفي المرحلة القادمة سيقوم العمال بضخ الخرسانة العادية نفسها داخل الخندق العميق وإخراج الـ"بنتونيت"، بالتزامن مع وضع أقفاص حديدية كبيرة لصب الخرسانة. في تلك الأقفاص يتم وضع أجهزة استشعار إلكترونية متطورة يمكنها الكشف عن أية عمليات حفر مستقبلية بدقة كبيرة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد