تلوث بحر غزة خطر يتجاهله المصطافون

بحر غزة

غزة / خاص سوا / سامح أحمد / لم يعد شاطئ البحر الذي يعد المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة صالحاَ للسباحة وربما الجلوس أمامه في بعض المناطق، نتيجة التلوث الكبير الذي يتعرض له مع استمرار أزمة الكهرباء وتصريف المياه العادمة للبحر.

يقول المواطن سمير سالم "40" عاما من سكان شمال قطاع غزة، "في كل صيف أقضي اجازتي أنا وأطفالي على شاطئ البحر الا أن هذا الصيف لم أستطيع الذهاب هناك رغم ارتفاع درجات الحرارة".

ويضيف سالم  لمراسل وكالة "سوا"، أزمة التلوث تزامنت مع مجموعة من الأزمات خاصة شح المال، فلا أستطيع كموظف الذهاب أنا وعائلتي لأحد الشاليهات لترفيه أطفالي فالتكلفة باهضه مقارنة بنزهة البحر.

ورغم التحذيرات المستمرة من قبل سلطة جودة البيئة ووزارة الصحة في غزة، الا أن المواطنين يذهبون للبحر  متجاهلين الخطر الذي قد يعرض أطفالهم للإصابة بأمراض عديدة.

أحد المواطنين يجلس هو وعائلته على شاطئ البحر وسط قطاع غزة تاركاَ أطفاله يسبحون في مياهه، وعند سؤاله عن عدم التزامه بقرار منع السباحة في المناطق الملوثة رد بانفعال شديد قائلاَ "وين نروح الدار زي النار وفش كهرباء و البحر هو المتنفس الوحيد حتى لو في مجاري أنا بدي أنام على البحر".

وبحسب سلطة جودة البيئة ما يزيد عن 120 ألف متر مكعب يومياً من مياه الصرف الصحي في البحر، وعلى مسافات قريبة جداً من الشاطئ لا تتجاوز المسافة القانونية، وهي 500 متر والتي تُجيز بضخ كميات محدودة من المياه المعالجة، سيُنذر بإصابة المواطنين وخاصة الأطفال منهم بالأمراض المعوية والطفح الجلدي وغير ذلك.

الطبيب أيمن السحباني مدير قسم الإسعاف والطوارئ بمستشفى الشفاء يقول إن نتائج هذا التلوث هناك حالات تصل بشكل يومي للمستشفى تتنوع بين نزلات معوية وحمى "التيفوئيد" و الاسهال والحساسية والطفح الجلدي والتسمم وآلام البطن والالتهابات.

وأضاف، الأطفال هم أكثر عرضة لهذه الامراض، بسب صعوبة منعهم نزول البحر.

وأشار السحباني أن هذه الأعراض ليست قاتلة ولكنها تعرض المواطن لوعكة صحية كبيرة، وهذا بسبب عدم انصياع المواطنين رغم التحذيرات من قبل الصحة والبيئة من مخاطر السباحة في المناطق الملوثة.

وكانت سلطة جودة البيئة في غزة، أعلنت في الرابع عشر من شهر يوليو المنصرم، أن نتائج الفحص الجديد لجودة مياه شاطئ محافظات غزة، أظهرت ارتفاع نسبة التلوث بدرجة كبيرة حيث وصلت إلى 73% من طول الشاطئ الكلي.

من جانبه قال بهاء الدين الأغا مدير عام الإدارة العامة لحماية البيئة في حديث خاص لـ"سوا"، "لقد راسلنا جميع البلديات وطالبناها بعدم تصريف المياه مباشرة للبحر وطالبنا بمد انابيب صرف صحي داخل البحر بواقع 100 متر بسب استمرار ازمة الكهرباء المتفاقمة".

وحذر الأغا المواطنين من السباحة في المناطق الملوثة والتي اعلن عنها سابقا، وخاصة بالقرب من المناطق التي يوجد فيها مصارف المياه العادمة ماكدا على أن المناطق التي لا يوجد فيها مياه صرف صحي غير ملوثة وهي بعيدة عن مياه المياه العادمة.

ونوه الى حل هذه المشكلة قائلاَ " لم يتدخل أحد من الجهات الخارجية لحل هذه الأزمة والحل الاستراتيجي هو توفر الكهرباء ويبدوا انها مشكلة مزمنة ".

وتبقى مشكلة تلوث مياه البحر قائمة وفي تزايد مستمر مع استمرار أزمة الكهرباء وعدم معالجة مياه الصرف الصحي، لتتفاقم مخاوف المواطنين من السباحة و الاستجمام على شاطئه، حتى العزوف عن شراء الأسماك الطازجة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد