الأردن: عدد من اقتحموا الأقصى اليوم الأعلى منذ 1967

وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي

أنقرة/ سوا/ قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي اليوم الثلاثاء، إن عدد المتطرفين الذين اقتحموا باحات المسجد الأقصى اليوم 1080، مضيفا أنه رقما قياسيا لم يسجل  منذ بدء الاحتلال في العام 1967.

وأضاف الصفدي خلال الاجتماع الطارىء في تركيا الذي دعت إليه منظمة التعاون الإسلامي لبحث التطورات في القدس أن الشعب الفلسطيني أحبط مخططات إسرائيل فرض واقع جديد على المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف، في خرق واضح لالتزامات دولة الاحتلال القانونية والدولية. 

وأكد أن حماية المسجد الأقصى المبارك ليس رد فعل آني على أزمة كبرت، إنما هو عمل يجب أن يكون ثابتا وممنهجا.  

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني صمد صمودا تاريخيا أجبر إسرائيل على إلغاء كل الإجراءات الأحادية التي أرادت عبرها تغيير الوضع التاريخي والقانوني في الحرم الشريف. 

وقال في كلمته إن "الأمن لا يتأتى عبر الإمعان في تكريس كل ما يحرم الشعب الفلسطيني الشقيق منه، وفي تكريس بيئات اليأس التي يعتاش عليها التطرف ويتفجر منها العنف وأنه لا أمن مع الاحتلال ولا أمن مع القهر ولا أمن مع انتهاك حقوق الآخرين".

 

وفيما يلي نص كلمة الصفدي خلال الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي حول القدس والأقصى في تركيا، نقلا عن صحيفة الغد الأردنية:

بسم الله الرحمن الرحيم،،،

والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي العربي الهاشمي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين،

معالي الرئيس، الأخ مولود شاويش أوغلو، وزير خارجية الجمهورية التركية الشقيقة،

معالي الأخ يوسف بن أحمد العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي،

أصحاب المعالي والسعادة،

 الزميلات والزملاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

بداية، أشكرك معالي الرئيس، على الدعوة لهذا الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي، على مستوى وزراء الخارجية، لبحث التطورات الأخيرة في القدس الشريف.

وتجمعنا القدس اليوم لنؤكد أن حماية المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف، وحماية القدس من محاولات الاحتلال تغيير هويتها العربية الإسلامية المسيحية، عهد فلسطيني أردني عربي إسلامي. وهذا ما كان في مواجهة الأزمة التي نجتمع اليوم لمتابعة تداعياتها.

أحبط الشعب الفلسطيني الشقيق مخططات إسرائيل فرض واقع جديد على المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف، في خرق واضح لالتزامات دولة الاحتلال القانونية والدولية. صمد الشعب الفلسطيني صمودا تاريخيا أجبر إسرائيل على إلغاء كل الإجراءات الأحادية التي أرادت عبرها تغيير الوضع التاريخي والقانوني في الحرم الشريف.

ومنذ اللحظة الأولى لتفجر الأزمة في الرابع عشر من تموز الجاري، كان توأمه الأردني عبر النهر، معه، خلف مليكه، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحة في القدس الشريف، في جهده الذي لم ينقطع، وتحركاته التي لم تتوقف، وفي شراكة تامة، وتنسيق كامل الأشقاء الفلسطينيين، بقيادة الرئيس محمود عباس ، رئيس دولة فلسطين، لانهاء التوتر واستعادة الهدوء من خلال تراجع إسرائيل عن كل الإجراءات الأحادية  التي اتخذتها. وبذل هذا الجهد وتمت تلك الاتصالات بتنسيق وتشاور مع الأشقاء العرب و المسلمين .

كان الموقف الأردني الفلسطيني واحدا وثابتا: على إسرائيل أن تلغي كل الإجراءات التي فرضتها على الأقصى المبارك / الحرم الشريف منذ تفجر الأزمة في  الرابع عشر من تموز.

وهذا ما كان.

الإخوة الأعزاء،

انتهت أزمة. لكن أزمات كثيرةَ وأشدَّ خطورةَ ستتفجر، نتيجة استمرار الانتهاكات الإسرائيلية (كتلك التي نشهدها اليوم باقتحام المتطرفين باحات الأقصى إذ بلغ عدد المتطرفين الذين اقتحموا باحات المسجد الأقصى اليوم 1080، وهذا رقم قياسي لم يسجل  منذ بدء الاحتلال في العام 1967) إن لم تزل إسرائيل جذور التوتر.... إن لم ينته الاحتلال، وتستقل القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، على خطوط لرابع من حزيران عام 1967.

حاولت إسرائيل تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأقصى المبارك بذريعة الأمن. لكن الأمن لا يتأتى عبر الإمعان في تكريس كل ما يحرم الشعب الفلسطيني الشقيق منه، وفي تكريس بيئات اليأس التي يعتاش عليها التطرف ويتفجر منها العنف. لا أمن مع الاحتلال. ولا أمن مع القهر. ولا أمن مع انتهاك حقوق الآخرين.

الأمن سبيله واضح بين: سلام دائم يلبي حق الشعب الفلسطيني في الدولة والحرية، التي تعيش بأمن وسلام جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، وفق المرجعيات الدولية المعتمدة، ومبادرة السلام العربية التي أعادت قمة عمان إطلاقها في آذار الماضي، والتي كانت  منظمة المؤتمر الإسلامي أقرتها في العام 2003.

وكما أكد مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية، التي التأمت بدعوة من المملكة الأردنية الهاشمية لبحث التصعيد الإسرائيلي في القدس الأسبوع الماضي، اختار العرب السلام خيارا استراتيجيا. على إسرائيل أن تثبت أنها تريد السلام أيضا، عبر الدخول في مفاوضات جادة وفورية لحل الصراع، على أساس حل الدولتين، الذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار اللذين تستحقهما شعوب المنطقة.الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو أساس التوتر واللااستقرار في المنطقة. وحله هو شرط تحقيق الأمن والسلام فيها.

الزملاء الأعزاء،

حماية المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف ليس رد فعل آني على أزمة كبرت. هو عمل يجب أن يكون ثابتا  ممنهجا.   والتصدي لمحاولات إسرائيل تغيير الوضع التاريخي والقانوني  جهد دائم، ومستمر للوصي على المقدسات، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله. حمل الأمانة إزاء المقدسات  فعل يومي تقوم به المملكة في مواجهة محاولات إسرائيل التي لا تتوقف، لتغيير الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للقدس وللمقدسات. ونثق في المملكة، بأننا نستند في جهودنا هذه إلى مؤازرة عربية إسلامية راسخة مستمرة.

الإخوة الأعزاء،

القدس جامع عربي إسلامي. هي ثابت  فوق السياسة.  العبث بها استفراز لكل المسلمين على امتداد العالم.  وبدلا من المقامرة بأمن المنطقة برمتها وبحق شعوبها العيش بأمن واستقرار، على إسرائيل العمل على تحقيق السلام، الذي يشكل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، شرطه.

معالي الرئيس،

أشكر تركيا شعبا وقيادة على طيب الاستضافة وحسن الاستقبال، وأشكرك معالي الأخ على الدعوة لهذا الاجتماع، الذي نرسل منه تحية اعتزاز إلى الشعب الفلسطيني الصامد، ونؤكد له بأن القدس، بأن قضيته، هما الجوهر وهما الأساس.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،                  

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد