قطاع التأهيل في الشبكة يصدر ورقة حقائق حول اثر انقطاع الكهرباء على واقع الاشخاص ذوي الاعاقة في قطاع غزة
غزة / سوا / حذر قطاع التأهيل في شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية من تفاقم أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة على الصعيد الإنساني بسبب الأوضاع الراهنة والتي تتعرض لمزيد من التدهور بدءً من الحصار الإسرائيلي المتواصل وعدم القدرة على التنقل (السفر ) خارج قطاع غزة، والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي ولفترات طويلة، وتدهور الواقع الاقتصادي الاجتماعي، وبخاصة ارتفاع نسب الفقر والبطالة إلى مستويات غير مسبوقة وما لهذه الظروف من أثر على تدهور واقع مجموع السكان وبخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة.
وأشار قطاع التأهيل في الشبكة من خلال ورقة الحقائق التي اصدرها اليوم حول أثر انقطاع التيار الكهربائي على الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة بأن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة يبلغ نحو ( 44133 شخصاً[1] ) ، وهو ما يشكل نحو 2.2% من إجمالي سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليوني نسمه، حيث يعتبر قطاع غزة الأكثر كثافة سكانية في العالم كما أظهرت العديد من الدراسات أن أكثر من 90% من الأشخاص ذوي الإعاقة يعانون من البطالة في قطاع غزة حيث أن إمدادات الأدوية والمستلزمات الطبية والوصول إلى الخدمات أصبح أكثر صعوبة.
وأكدت الورقة إن انقطاع التيار الكهربائي المتواصل منذ سنوات والمتدهور منذ أسابيع بات يؤثر بشكل خطير على صحة وحياة الأشخاص ذوي الإعاقة ويعرضهم للخطر حيث يعاني ( 2000) من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية من مستخدمي الفرشات الطبية البالغ عددهم حوالي 8000 شخص من تقرحات فراشية نتيجة عدم القدرة على شحن الفرشات التي تحتاج إلى تيار متواصل.
واشارت الى ان "الطفلان الشقيقان رغد (8 سنوات) وفارس (7سنوات) من بيت حانون يعانيان من شلل دماغي أجبرهما على الاستلقاء على فرشة تعمل طوال الوقت بالتيار الكهربائي، قال والدهما: " انقطاع التيار الكهربائي تسبب بتسلخات والتهابات شديدة لجلدي طفلاي، فضلاً عن عدم تشغيل المراوح للتهوية بسبب الحر الشديد، كما تسبب انقطاع التيار الكهربائي بعدم القدره على تصنيع طعام خاص "مهروس" لهما حيث ليس بإمكانهما تناول الطعام بشكل اعتيادي."
واضافت أنه نحو 5150 من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعانون من صعوبات تنفس يعانون من توقف أجهزة الأكسجين، أصبحوا غير قادرين على استعمال أجهزة التبخيرة الخاصة بهم مما يستدعي ذهابهم إلى المستشفيات والعيادات والوقوف في طوابير طويلة لتلقي الخدمات مما يزيد من أعباء المستشفيات ومن الأعباء الاقتصادية على الأسرة .
واشارت الى " السيدة خ . م مواليد 1984 تعيش ي مدينة غزة وسط عائلتها المكونة من 4 أفراد وتعاني من إعاقة حركية شديدة وهي في حالة غيبوبة مستمرة وترقد على فرشة طبية وحياتها مرتبطة بجهازي تبخيرة وشفط والتي تحتاج إلى الكهرباء بشكل مستمر ومع انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وعدم وجود القدرة لتوفير بدائل تدهورت حالتها الصحية لها حيث دخلت مستشفى الشفاء طلباً للعلاج عدة مرات ".
واكدت ان كل الأشخاص المستخدمين لكراسي متحركة يدوية أو كهربائية يعانون من التحرك والمشاركة أو حتى الوصول إلى أماكن السكن بسبب توقف المصاعد مما يستدعي انتظارهم في هذا الحر لعدة ساعات تصل إلى 12 ساعة كما يعاني (1200) حالة من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية الذين يستعملون أجهزة سكوتر من عدم القدرة على التحرك حيث تحتاج هذه الأجهزة إلى شحن لمدة 8 ساعات علي الأقل.
واوضح قطاع التأهيل انه في ظل انقطاع التيار الكهربي فإن نسبة البطالة بين صفوف الأشخاص ذوي الإعاقة مرشحة للزيادة بسبب صعوبة وصول الأشخاص ذوي الإعاقة لأماكن العمل وفرص التشغيل كما ان الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية يعانون جراء عدم قدرتهم على استخدام المكبرات وأجهزة الرؤية الخاصة بهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وكذلك الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية يحتاجون لشحن أجهزة السمع.
ولفتت الورقة الى معاناة المنظمات الأهلية العاملة في مجال تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة من عدم القدرة على تشغيل الأدوات والمعدات اللازمة لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة .
وطالب قطاع التأهيل في الشبكة بضرورة التحرك والعمل من اجل توفير التيار الكهربائي بشكل متواصل لضمان حماية حياتهم والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لرفع الحصار عن قطاع غزة و فتح المعابر أمام حركة البضائع والمواطنين في قطاع غزة بمن فيهم الأشخاص ذوي الإعاقة لتمكينهم من السفر والتنقل بخاصة ضمان حقهم في تلقي الخدمات العلاجية اللازمة.
كما طالب بتوفير الأدوية الطبية والأدوات المساعدة وقطع الغيار الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة لضمان استمرار حياتهم.
ودعا الى تطبيق الاتفاقيات والقوانين والتشريعات الدولية والوطنية الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة وبالحماية وحقوق الإنسان .