كرفـانـات خـزاعـة والـمـوت المـتـجـدد!

112-TRIAL- غزة / سوا/ صبا الجعفراوي/ تتحسس الكفيفة تحرير النجار (29 عاما) من مدينة خزاعة جنوب شرق قطاع غزة بطنها الذي يحوي في احشائه جنينها.
ومع اقتراب موعد ولادتها، تفكر النجار بقلق شديد بمصير طفلها الذي سيبصر النور في "كرفانة" تسلمتها العائلة كبديل منزلها الذي دمر خلال العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة. 
ولم تخف النجار خوفها الشديد من الموت الذي تشعر بقربه دائما، خاصة بعد المنخفض الجوي الأخير الذي ضرب المنطقة وأدى لغرق  الكرفان بعد تسلل الامطار إلى داخله وتضرر أسلاك الكهرباء وحدوث تماس كهربائي كاد ان يودي بحياة العائلة.
وبصوت لا يخلوا من القلق والغصة قالت النجار لـ"سوا" :"لا أعلم ما مصير طفلي عندما يبصر النور، خصوصاً مع برودة الجو والذي يصعب على الكبار تحمله فكيف بالصغار؟  وتتمنى النجار أن يولد طفلها في أفضل حال خاصة لانه الطفل الأول لها.
وتتابع :"أنا كفيفة وزوجي من ذوي الإعاقة ووضعنا المعيشي صعب جدا، كل ما حلمت به هو أن أنجب طفلي في بيتي وكنت أتخيل كيف سنعيش سويا ولكن بعد تدمير بيتي أصبحنا نعيش هنا وتحطمت أحلامي كلها، والآن لا أتمنى سوى غرفة واحدة تقيني وطفلي القادم من البرد".
ونزح سكان الكرفانات التي تم تسليمها للمواطنين المدمرة بيوتهم ببلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس، بعد اجتياح مياه الأمطار لعدد كبير منها الأحد الماضي، ما دفعهم إلى تركها والنزوح منها إلى مكان أكثر أمانًا للاحتماء من مياه الأمطار.
ولا يقل وضع المواطن باسل النجار خطورة عن غيره من سكان الكرفانات، فهو أب لثلاثة أطفال يخشى عليهم من الموت والخطر الذي يحيط بهم.
ووصف النجار ما حدث بمنطقة الكرفانات يوم المنخفض الجوي بالكارثة، بعد تدفق المياه للعشرات منها مما أدى لتسرب المياه لشبكة الكهرباء متسببة بحدوث تماس كهربائي كاد أن يتسبب في موت المواطنين.
ويقول النجار لـ"سوا" إننا نعاني معاناة كبيرة جدا، فهذه المنازل المتنقلة لا تسد إطلاقا عن الاعمار فهي ضيقة جدا ولا تكفي سوى لثلاثة أشخاص، مما اضطرني لتوسيع مكان سكني وإضافة غرفة خارجية حتى يسعني أنا وعائلتي.
وناشد النجار المسئولين بنقل الكرفانات إلى مكان أفضل، فهي تقع في منطقة منخفضة وكانت بالأصل تتجمع بها المياه مما ينذر بخطورة الوضع عند هطول الأمطار وتسرب المياه ثانية إلى داخلها كما حدث من قبل، فهي تهدد بالفعل حياة ساكنيها.
يذكر ان بلدة خزاعة التي تقع شرق مدينة خانيونس، كانت المنطقة الاولى التي وصلها 100 منزل متنقل "كرفان" صنعت محلياً، لسد حاجة المتضررين مؤقتاً، وهي بيوت جاهزة مكونة من غرفتين ومطبخ وحمام تكفي 3 أفراد فقط، وهي مساعدة من هيئة الأعمال الخيرية.
ويحاول بعض سكان الكرفانات التأقلم مع الوضع الراهن، كما يفعل الخمسيني محمد النجار الذي فضل العيش في كرفان على الرغم من صعوبة الوضع، إلا أنه يعتبر أفضل من العيش في خيمة في العراء على ركام منزله خاصة في موسم الشتاء.
واعتبر النجار أن الامر الواقع وعدم توفر البدائل فرض عليه وعلى المتضررين القبول بالسكن في الكرفان.
ويتابع النجار "صحيح أن العيش بها أفضل من البقاء في العراء ولكنها لا ترقى الى طموح المتضررين ولا تشكل بديلاً عن الاعمار وخاصة في فصل الشتاء، فنحن نشعر بالموت يحيط بنا بعد أن تضررت الأسلاك الكهربائية بفعل مياه الأمطار في المنخفض الأخير وحدوث ماس كهربائي فيها جميعا".
وكغيره من المواطنين اضطر النجار إلى توسيع الكرفان الذي يعيش به مع عائلته، وبناء مساحة إضافية على نفقته الخاصة.
وناشد النجار بسرعة الانجاز في إعادة إعمار المنازل المدمرة قبل أن يسوء الوضع أكثر من ذلك، آملاً ألا يصيبه وعائلته أي مكروه أو ضرر، خاصة عند هطول الأمطار التي من الممكن أن تتسبب بتضرر الكهرباء التي قد تقتلهم.
وتبقى كرفانات الموت في خزاعة خطراً داهماً على حياة عشرات العائلات التي نجت من حرب دامت لأكثر من 51 يوما، فماذا سيكون مصير تلك العائلات مع دخول فصل الشتاء؟ وهل ستحل أزمتهم قبل أن تودي هذه الكرفانات بحياتهم؟ الأيام المقبلة ستكون كفيلة بالإجابة على كل هذه التساؤلات!. 142
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد