فلسطين على موعد مع عرس وطني
غزة /خاص سوا/إيهاب أبو دياب/ ستكون فلسطين يوم الثلاثاء المُقبل، على موعدٍ مع رسم أعلام الوحدة الوطنية، حينما يستضيف شباب رفح نظيره أهلي الخليل على ملعب اليرموك بمدينة غزة، في لقاءِ ذهاب كأس الوطن لكرة القدم.
ومن المُقرر أن تتخطى بعثة أهلي الخليل المتوّج بكأس الضفة الغربية، حاجز "ايرز" الإسرائيلي اليوم الأحد؛ لخوض المباراة التاريخية، على أن يغادرها برفقة شباب رفح بطل كأس غزة الخميس؛ للعِب لقاء الإياب على ملعب دورا بالخليل.
ورغم كثافة العراقيل الإسرائيلية الهادفة لعدم إتمام مشهد لم الشمل الفلسطيني، إلا أن مجلسي إدارة الناديين واتحاد الكرة والجميع مصرون على رسم لوحة الوحدة الوطنية في سماء الملعبين.
لا انسحاب ولا استسلام
حيان القواسمي رئيس مجلس إدارة الأهلي الخليلي، لم يُخفِ إصرار ناديه على القدوم إلى القطاع، قائلاً : "سأدخل إلى غزة بمفردي إن اضطررت لذلك، حال لم يصدر الاحتلال تصاريح للبعثة".
وأصدرت سلطات الاحتلال حتى لحظة كتابة هذا النص، 17 تصريحًا للبعثة، من بينهم تصاريح للجهاز الفني، والإداريين، والطبيب، و11 لاعباً فقط، من ضمنهم 4 باتوا خارج سجلات الفريق.
وبحسب تعميم اتحاد الكرة الخاص بمباراتي كأس فلسطين، فإنه من حق الفريق المشاركة بلاعبيه الذين خاضوا معه منافسات الموسم المنصرم؛ كون المباراة تتبع لأجندة (2016-2017).
وقال لـ"سوا" إن المباراة تمثل عرساً رياضياً هاماً، له مفاهيم ومعاني كثيرة تزعج الاحتلال، مضيفًا : "لا انسحاب ولا استسلام، هذه أرضنا، وسنعبر عن هويتنا ووجودنا بكل الوسائل".
كما أن إقامة اللقاء بين بطلي غزة والضفة –بحسب القواسمي- يظهر للعالم أنه رغم الحصار وقسوة الاحتلال، إلا أن الشعب الفلسطيني مُتحِدّ، ومن حقه أن يفرح ويلعب كرة القدم.
تشجيع مثالي
بدوره، دعا خالد كويك رئيس نادي شباب رفح، الاتحاد الدولي لكرة القدم، للضغط على الاحتلال؛ لإلزامه بالسماح بحرية حركة لاعبي الفريقين عبر "ايرز".
وشدد كويك خلال حديثه لـ"سوا" على أنه "رغم مُعيقات الاحتلال، فإن لقاء الوطن سيتم".
وأشار إلى أن ناديه أنهى تجهيزاته كافة؛ لاستقبال بطل الضفة، متمنيًا أن يأتي بكامل نجومه، داعيًا جماهير القطاع كافة للاحتفاء بالفريقين، وإسنادهما من خلال التشجيع بمثالية.
رسالة سياسية
من جهته، أعلن عبد السلام هنية عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة، عن تكفله بتكاليف استضافة بعثة بطل الضفة، بفندق "المشتل" على شاطئ غزة.
واعتبر هنية أن إقامة المباراة للعام الثالث على التوالي، "يمثل حدثاً رياضياً تاريخيا، وانجازًا يضاف إلى الرياضة الفلسطينية، واتحاد الكرة".
وقال لـ"سوا" إن هذا الإنجاز يبعث الأمل في نفوس الفلسطينيين؛ "كونه يوصل رسالة سياسية هامة تؤكد وحدة الوطن والشعب، تمتد لتتصل بانتصار المرابطين ب القدس ".
وعبّر هنية عن أمله، بأن تساهم إنجازات منتخبنا الوطني الأسيوية، بإعادة المقعد الذي سُحِب لفلسطين؛ "كي يشارك بطل الكأس في الاستحقاقات الخارجية".
يُذكر أن بطل كأس فلسطين، كان يشارك خلال العامين الماضيين في البطولات الأسيوية، إلا أن قرار الاتحاد الأسيوي بمنح فلسطين نصف مقعد بدلًا من مقعد ونصف سابقًا، حال هذا الموسم دون ذلك، ليقتصر التمثيل على هلال القدس بطل دوري المحترفين لأندية الضفة.
دعم سياسي
من جانبه، شدد إبراهيم أبو سليم نائب رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني، على أهمية إقامة مباراتي الذهاب والإياب؛ لمواصلة الضغط على الاحتلال، وتوحيد الحركة الرياضية في إطار هذه البطولة.
وأشار أبو سليم إلى أن الرياضة استطاعت منذ عام 2008 حتى اللحظة، أن تنأى بنفسها عن كل التجاذبات السياسية، ورسمت خطًا وحدوياً، يجمع رياضيي الوطن كافة.
وقال لـ"سوا" إن "رياضتنا في حالة اشتباك مستمر مع الاحتلال ضد إجراءاته التعسفية، والتي يحاول من خلالها الحد من تطورها"، معبّرًا عن أمله بتوحيد بطولة الدوري بين أندية الضفة وغزة بالمستقبل القريب.
ولفت إلى أن اتحاد الكرة تمكن من خلال هذا اللقاء، من الحصول على دعم السياسيين؛ "كونه يعطي مجالا واسعًا لتوحيد الشباب الرياضي في الوطن".
ويُقام كأس فلسطين للعام الثالث، حيث توَج الأهلي الخليلي بطلا للقبي الموسمين الماضيين على حساب اتحاد الشجاعية وشباب خانيونس تواليًا، لكن في هذا العام يُلعب وسط حصار على غزة، وانقسام فلسطيني مستمران منذ أكثر من 10 أعوام، فهل سيكتمل المشهد أم سيكون للاحتلال رأي مغاير؟