مجلة أمريكية: قتل إسرائيلي لأردنيين بعمان تهديد للسلام
عمان/سوا/ تناولت مجلة فورين بوليسي الأميركية حادثة السفارة الإسرائيلية في الأردن، وقالت إن قيام ضابط أمن إسرائيلي بقتل أردنيين اثنين قبل أيام داخل مبنى سكني تابع للسفارة في عمان يعد أمرا ينذر بتهديد السلام بين البلدين.
فقد نشرت المجلة مقالا للكاتبة أليس سو أشارت فيه إلى زيارتها خيمة العزاء في عمان، ووصفها لحال والد القتيل محمد زكريا الجواودة وهو يجلس حزينا أمام لافتة تحمل صورة نجله الراحل في الحادثة وتحتها عبارة "شهيد السفارة".
ويروي والد القتيل أنه تحدث مع ولده الراحل محمد (17 عاما) للمرة الأخيرة عصر الأحد الماضي، وذلك عندما أرسله للقيام بإصلاح غرفة نوم في إحدى الشقق بجوار السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان.
ويضيف والد القتيل أنه بعد مرور بضع ساعات تلقى مكالمة هاتفية من حارس العمارة يخبره فيها بحدوث إطلاق نار ومقتل ولده محمد.
أزمة دبلوماسية
وتشير الكاتبة إلى أن عملية إطلاق النار هذه سرعان ما تسببت في حدوث أزمة دبلوماسية في ما بين الأردن وإسرائيل، وأنه وفقا لتقارير صادرة عن الخارجية الإسرائيلية، فإن محمد الجواودة كان هاجم ضابط الأمن الإسرائيلي باستخدام مفك، وأن الحارس الإسرائيلي أطلق النار دفاعا عن النفس.
وأضافت الكاتبة أن شخصا آخر أصيب في الحادثة وهو مالك العمارة الطبيب الأردني بشار الحمارنة، الذي توفي في المستشفى في وقت لاحق.
وقالت إن هذه الأزمة تسببت في إشعال مناخ من التوتر القائم أصلا، في ظل تصاعد موجة العنف في القدس والضفة الغربية، وذلك جراء نصب السلطات الإسرائيلية بوابات إلكترونية عند بعض مداخل المسجد الأقصى.
وتحدثت الكاتبة بإسهاب عن ما تشهده القدس بالضفة الغربية من توترات، وخاصة ما تعلق بالمسجد الأقصى نفسه، وأشارت إلى قيام إسرائيلبإغلاق المسجد ونصب بوابات إلكترونية لإجبار المصلين على العبور من خلالها، وذلك عقب قيام مسلحين بإطلاق النار منتصف الشهر الجاري في باحة المسجد والتسبب في مقتل اثنين من الشرطة الإسرائيلية.
كما تحدثت عن أهمية المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين، وأهمية ما سمته بجبل الهيكل بالنسبة لليهود، وقالت إن المسجد يقع تحت مسؤولية وزارة الأوقاف الأردنية. وأضافت أن إسرائيل نزعت البوابات الإلكترونية في أعقاب حادثة سفارتها في الأردن، وأنها استبدلتها بتقنيات متطورة أخرى.
وأوضحت الكاتبة أن الأردنيين يتعرضون بانتظام لحالة من الإذلال والتمييز على أيدي الإسرائيليين، وذلك أثناء محاولتهم التوجه من الأردن إلى الضفة الغربية لزيارة أقاربهم هناك، وسط أجواء من عدم الثقة بين الطرفين، مشيرة إلى عدم تصديقهم الرواية الإسرائيلية المتمثلة في أن الشهيد الجواودة كان قد هاجم ضابط الأمن الإسرائيلي بمفك قبل أن يتعرض هو نفسه للقتل.
وفصلت الكاتبة الحديث عن ملابسات حادثة السفارة وتداعياتها وانعكاساتها على السيادة الأردنية بحد ذاتها.
وقالت إن الأزمة بين الأردن وإسرائيل ربما تكون انتهت، ولكن ما تبقى في عمان إنما يتمثل في أجواء الحزن وفي سفارة إسرائيلية فارغة، وتساءلت ما إذا كانت العدالة ستتحقق بالنسبة للقتيلين الأردنيين.
وأشارت إلى أن الطبيب الأردني الراحل الحمارنة كان أتم تدريبه كجراح في تقويم العظام في ألمانيا، وأنه كان يدير عيادة خاصة ناجحة في عمان.
وأضافت الكاتبة أنها لم تتمكن من الوصول إلى عائلة الطبيب لكن سكرتيرته أجهشت بالبكاء عبر الهاتف وأنها أعربت عن حالة الصدمة، وأنها قالت إن الطبيب الراحل لم يكن سياسيا، لكنه وجد في مسرح الحادثة أثناء محاولة إصلاح وتثبيت غرفة النوم بوصفه مالك العمارة.
وأما إحدى عمات الجواودة فقالت إنه كان في الصف الأخير لما قبل التوجيهي ة، وإنه لم يكن إرهابيا وإنهم ينحدرون من جذور فلسطينية من قرية قرب الخليل غادرها أجداده في 1948.
المصدر: الجزيرة نت