خبير عسكري عراقي ينفي صحة خبر مصرع البغدادي

البغدادي

بغداد/سوا/ عادت أنباء مقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي إلى الساحة الإعلامية بقوة، إذ لم تكن المرة الأولى التي يعلن فيها النبأ لكنها جاءت هذه المرة على لسان روسيا عندما تحدثت وزارة دفاعها عن احتمال مقتل البغدادي في غارة جوية نفذت ليلة 28 مايو/أيار 2017 قرب مدينة الرقة السورية، غير أن خبيرا عسكريا عراقيا رجح عدم صحة نبأ مصرع البغدادي.

ورغم أن موسكو بدت واثقة في إعلان مقتل البغدادي، فإنها في الوقت نفسه تنظر بعين حذرة لمآلات هذا التصريح، ولذلك تجنبت الخروج بإعلان حاسم أو تأكيد صريح لاعتبارات كثيرة متعلقة بالشأن العسكري في العراق وسوريا، ولما قد يحمله التصريح من تداعيات على الأمن داخل روسيا.

وفي وقت أكدت فيه دمشق وطهران نبأ مقتل البغدادي، شككت أطراف دولية وعربية في صحة النبأ،فالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قال إنه لا دليل ملموسا بشأن مصير زعيم التنظيم، كما نفى المدير العام للاستخبارات ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية العراقية أبو علي البصري خبر مصرع البغدادي، وقال إنه لا يزال موجودا في سوريا.

رغبة موسكو
ويرى الخبير الأمني والإستراتيجي العراقي هشام الهاشمي أن ما دفع روسيا لإعلان مقتل زعيم تنظيم الدولة هو سعيها لتخليد اسمها في ملف القضاء على قادة التنظيم، خاصة وأن هزيمته في العراق صارت وشيكة.

ويوضح الهامشي أن "بيعة البغدادي بيعة خلافة وإمامة عامة عند اتباعه، بالتالي لا يحل لهم أن يكتموا خبر تنصيب خليفة جديد أكثر من ليلة ويوم بحسب الأحكام السلطانية الفقهية التي تعمل بها الهيئة الشرعية ومجلس شورى داعش".

وقد زاد عدم تطرق تنظيم الدولة في وسائله الإعلامية إلى مقتل البغدادي من الشكوك، فمثل هذه التنظيمات لا تتردد عادة في إعلان وفاة أي من قياداتها، فعندما قتل الناطق الرسمي أبو محمد العدنانيوالقائد العسكري أبو عمر الشيشاني لم يخف التنظيم ذلك، فهو يتبنى أيديولوجية تنظيم القاعدة، ولا يتحفظ على أنباء موت قياداته التزاما بأحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بالإرث والأسرة.

مستقبل التنظيم
وعن احتمال صحة خبر وفاة البغدادي وتداعياته على التنظيم، لم يستبعد اللواء الركن المتقاعد ماجد القيسي حدوث خلافات وانشقاقات في صفوف التنظيم، خاصة بين الأجانب والمحليين سواء بشأن موضوع هوية من يستلم الزعامة أو إدارة الشؤون المالية.

ويضيف القيسي أن تنظيم الدولة هو من أغنى التنظيمات لامتلاكه أصولا كبيرة موزعة بين القيادات المتحكمة فيها، ولذلك من المتوقع جدا نشوب صراع كبير داخل التنظيم المعروف بتقديم امتيازات أكثر للمقاتلين الأجانب الذين يسمون مهاجرين على حساب المقاتلين المحليين الذين يسمون الأنصار، والذين تقع عليهم واجبات القتال الرئيسية.

وتأتي هذه المواجهات، بحسب المرصد، بعد "خلاف حاد واستفزازات متبادلة مردها رغبة كل طرف برفع رايته في مدينة إدلب".

وكانت قد شهدت محافظة إدلب، في وقت سابق، جولات اقتتال بين هذين الفصيلين وفصائل متحالفة معهما، على خلفية "تصفية حسابات" ومحاولات بسط نفوذ.

وتأتي هذه الخلافات بعد تحالف وثيق جمع الطرفين في وقت سابق، أدى إلى سيطرتهما على كامل محافظة إدلب صيف العام 2015.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد