مركز حقوقي: تلوّث مياه بحر غزة تهدد بكارثة بيئية وصحية كبيرة

بحر قطاع غزة

غزة / سوا / حذر مركز الميزان لحقوق الانسان بغزة من  تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة مع تواصل أزمة التيار الكهربائي الناجمة عن الحصار الخانق والمستمر الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ العام ٢٠٠٧، والذي يساهم في تفاقمه حالة الانقسام السياسي الفلسطيني.

وقال المركز في بيان صحفي وصل لـ "سوا" نسخة عنه إن ساعات قطع التيار وصلت لأكثر من 20 ساعة بشكل متواصل يومياً في كافة مناطق القطاع، ما تسبب في حدوث شلل شبه تام في معظم الخدمات الأساسية الحيوية المهمة لسكان القطاع، ولاسيما الصحية والبيئية منها، ولعل واحدة من أبرز المشكلات البيئية الخطيرة المترتبة على هذه الأزمة، هي تلوّث مياه البحر بشكل غير مسبوق ما يهدد بوقوع كارثة بيئية محدقة.

وأكد الميزان أنّ تلوّث مياه بحر قطاع غزة بمياه الصرف الصحي يؤثر على جملة حقوق الإنسان بالنسبة لسكان القطاع، وأن آثاره العميقة تطال صحة البيئة والصحة العامة وتدمر البيئة البحرية بالكامل. 

وأشار المركز إلى أن كميات مياه الصرف الصحي التي يتم ضخّها في بحر قطاع غزة  قدرت بأكثر من (110.000) متر مكعب يومياً، حيث تضخّ مياه الصرف الصحي من محطات المعالجة إلى مياه البحر بشكل مباشر من (23) مصرفاً تمتد على طول شاطئ القطاع، دون معالجة مسبقة.

وأفاد الميزان بحسب نتائج الفحص المخبري الأخير الذي قامت به وزارة الصحة وسلطة جودة البيئة في بداية شهر يوليو الجاري، تبيّن أن هناك ارتفاع في نسبة تلوّث مياه بحر القطاع بدرجة كبيرة، وصلت الى 73% من إجمالي شاطئ القطاع، لتشمل شواطئ مدينة رفح والقرارة والزهراء وغزة وجباليا.
 
وأضاف: " أمام هذه المعطيات تصبح حياة البشر في خطر داهم بالنظر لكون البحر هو المتنفس الوحيد المتاح لسكان القطاع، وحتى مع التحذيرات التي أطلقتها وزارة الصحة وسلطة البيئة للمواطنين بضرورة عدم السباحة والاصطياف في تلك المناطق، إلا أن انحسار الخيارات أمام المواطنين، في ظل انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع المياه ودرجة الحرارة المرتفعة في هذه الفترة من فصل الصيف، تدفع عشرات الآلاف إلى الهروب من الحر والظلام إلى المخاطرة بالنزول إلى تلك الشواطئ، ما ينطوي على تهديد جدي لحياتهم".
.
والجدير ذكره أن تلوث مياه البحر بهذه النسب المخيفة، يترافق مع ارتفاع نسب ملوحة المياه الجوفية مصدر المياه الوحيد في قطاع غزة وتلوثها ما طال بآثاره المزارعين وهدد محصولهم وقدرتهم على العيش في ظل فشل زراعتهم، الأمر الذي أصبح يهدد حياة ووجود الإنسان في هذه المنطقة من العالم.

ويرى مركز الميزان أن تلاحق التطورات ولاسيما ما تعلق بخدمات التيار الكهربائي سرَّعت من تدهور الأوضاع الإنسانية لدرجة أصبح معها قطاع غزة مكاناً غير صالح للحياة اليوم وليس في عام ٢٠٢٠.

وطالب مركز الميزان المجتمع الدولي بتحرك عاجل لوقف تدهور الأوضاع الإنسانية وضمان إمداد قطاع غزة وبشكل فوري بكميات مضاعفة من التيار الكهربائي واتخاذ خطوات عاجلة لضمان تشغيل وتطوير أداء كافة محطات معالجة مياه الصرف الصحي، واتخاذ التدابير الكفيلة بحل مشكلة ملوحة وتلوث المياه الجوفية قبل أن تصل حدوداً يموت معها الناس جوعاً.
 
وشدد على  أن استمرار تجاهل المجتمع الدولي لتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، لا يعتبر تحللاً من التزاماته القانونية والأخلاقية، بل يتجاوزه ويشكل تقويضاً لمبدأ التعاون الدولي فيما يتعلق بقضايا البيئة، التي تتجاوز آثارها الكارثية البيئة البحرية لقطاع غزة لتطال دول الجوار.

وناشد  الميزان المجتمع الدولي، ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المتخصصة بسرعة التدخل لمنع وقوع كارثة إنسانية محدقة ولحماية الحياة في هذه المنطقة من العالم عبر خلق آلية تعاون لوضع حلول جذرية لمشكلات التلوث وندرة وتلوث المياه وعجز امدادات الطاقة.

ودعا المركز الحقوقي الأطراف الفلسطينية للمصالحة وإنهاء الانقسام، مؤكدا أنه أسهم ولم يزل - في تدهور أوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة كما أسهم على نحو خاص بتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد