قصص مفزعة لمرضى فارين من الموصل
بغداد/سوا/ روت عاملة فرنسية في مجال الإغاثة قصصا على لسان مرضى عراقيين من الموصل تعكس حجم المعاناة الإنسانية جراء المعارك العنيفة بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية في المدينة الواقعة شمالي العراق.
تقول كارين هوستر التي تعمل بمستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود في بلدة حمام العليل التي تبعد زهاء 24 كلم عن الموصل، إنها لاحظت أثناء قيامها بعملها أن صبيا يُدعى حمزة في العاشرة من عمره يخضع لعلاج الأطباء ترتعد فرائصه كلما سمع أزيز الطائرات العسكرية وهي تحوم فوق سماء البلدة.
كان حمزة وعائلته يعيشون في أحد أحياء الموصل عندما اجتاحها تنظيم الدولة عام 2014 قبل أن تسترد القوات العراقية معظم المدينة. وفي مايو/أيار الماضي حدث لحمزة أمر جلل، فقد قضى والده حرقا في قصف جوي على الحي وأُصيب هو في ساقه بجروح بليغة.
ولم تجد والدته مناصا من إخراجه من الحي، فحملته وهو جريح من منزل إلى آخر هربا من مقاتلي التنظيم حتى تمكنت من بلوغ منطقة تسيطر عليها القوات العراقية، التي نقلته إلى مستشفى حمام العليل حيث تعمل كارين هوستر.
ومما يدعو للأسى -تقول هوستر الحاصلة على درجة جامعية في التمريض من جامعة واشنطنالأميركية- أن المستشفى يغص بأمثال حمزة. فقبل ثلاثة أسابيع أُحضر أخوان يعملان في رعي الحيوانات، أحدهما يبلغ من العمر 12 عاما والآخر 14 عاما، إلى غرفة الطوارئ بعد أن أصابهما قناص من تنظيم الدولة بالرصاص. وبينما تم إنقاذ الصغير، أسلم أخوه الأكبر الروح إلى بارئها.
وتمضي هوستر في روايتها التي صاغتها في قصة إخبارية نشرتها لها صحيفة نيويورك تايمز، إلى القول إن آلافا من السكان لا يزالون عالقين في الموصل، بعضهم في قبضة التنظيم الذي يستخدمهم دروعا بشرية. وليس أمام هؤلاء المدنيين من خيارات سوى الهرب والمجازفة بأرواحهم لما قد يتعرضون له من رصاص قناصة التنظيم، أو البقاء والمخاطرة بسقوط قذائف صاروخية تطلقها القوات العراقية.
ويحوم شبح المجاعة حول أولئك المحاصرين في البلدة القديمة، فالمواد الغذائية بالكاد تصلهم حتى إنهم اضطروا لأكل جميع الحيوانات هناك، حسب رواية بعض المرضى بمستشفى حمام العليل. ويبيع مقاتلو التنظيم للمحاصرين الطعام القليل الذي يجد طريقه إلى البلدة بأسعار باهظة، فقد قيل إن سعر الكيلوغرام من السكر يُباع لهم بسعر مئة دولار أميركي.