لقاء حماس دحلان ليس لقاء غرام لتحكمه العواطف كما انه ليس لقاء أفاعي وإنما اقتضته الضرورة الوطنية بعد حالة من المكاشفة والمصارحة المتناهية بين الطرفين وليس المطلوب أن يتماهى دحلان مع حماس أو تتماهى حماس مع دحلان لإنتاج تغيير في الواقع فلم يدعي أي طرف بانه سيلبس عباءة الآخر ولا ينكر احد الاختلاف الواضح في ايدلوجية كل طرف ولكن كان لدى الطرفين ما يجمعهما وهو كثير لذلك اعتمدوا استراتيجية عمل تقوم على أساس مراكمة خطوات بناء ثقة تعزز هذه التفاهمات لدى العامة وقواعد الطرفين وتنعكس إيجاب على توسيع التفاهمات تدريجيا بشكل مخروطي قاعدته في الأعلى وراسه في الأسفل و كلما تقدم الوقت زادت الإنجازات.

نشر السوداوية وحالة من التشاؤم التي يروج لها البعض حالة مكشوفة لعرقلة قطار شد رحاله سيكشف زيفها الأيام المقبلة في جملة من الإجراءات التي سيشهدها الوطن والمواطن غاياتها إنسانية اقتصادية وطنية  ومن الطبيعي أن يكون هناك تشكك لدى المواطن من إمكانية إجراء تغيير حقيقي بعد الصدمات وخيبات الأمل التي تلاقها عقب الإعلان عدة مرات عن إتمام المصالحة والتي خرج لها الآلاف من المواطنين للاحتفال في الشوارع رغب فيها بطي هذه الصفحة لكنه اصطدم بالعكس لذلك تحرص الأطراف هذه المرة عن الإعلان عن إنجازات تحدث وليس التسويق لما سيحدث   .

ضربات سيناء واستهداف الجيش المصري لا تدع مجال للشك بان هناك جهات تسعى دوما لخلط الأوراق وإبقاء المنطقة مشتعلة، وقد يكون التضيق على غزة أحد هذه الأهداف المرجوة.

سولار غزة لمن يروجون أين يذهب بسؤال غاياته خبيثة، أحدث فارق حقيقي قد لا يكون أحدث تغيير ملموس لدى المواطن لأنه مع تزامن دخوله جرى تخفيض الأحمال القادمة من الأراضي المحتلة 48 بطلب من الرئيس عباس بنفس قيمة إنتاج محطة التوليد فان الغاية إبقاء حالة التضييق ما أمكن أو تأخير استشعار المواطن بتغيير على الواقع المعاش لكنه إجراء سيفشل مع الوقت.

 

المصالحة المجتمعية من وجهة نظر الطرفين هي الأساس لإنتاج شراكة عمل ينتزع منها الكراهية والضغينة التي خلفها الدم والخراب الذي أحدثه واقع اخطأ الطرفين فيه التقدير ونزع القرار من غزة لتصبح رهينة في يد اطراف لم ترحمها والمصالحة المجتمعية حسب رؤيتهم هي مسؤولية الجميع ماديا ومعنويا ستسعى جميع الأطراف لتعزيز مقومات نجاحها محليا ودوليا باستثمار علاقات كل طرف وطنيا وإقليميا دون إجبار أي طرف على أي شيء خلالها وإنما بناء على قناعة كاملة بأهمية هذا الإجراء على المستوى الوطني والمجتمعي للمتضررين والمساهمين في الحل .

عرقلة تفاهمات دحلان حماس تجري على قدم وساق من أطراف متعددة إقليميا وفلسطينيا وهناك بعض الأطراف لم تخفي رغبتها في ذلك ولكنها حتى الآن تصطدم بإصرار وجدية الطرفين ورغبة دول في الإقليم بتغيير واقع غزة وعلى من يرفض هذه التفاهمات أن يقدم لنا بديل مقبول وعملي فلم يعد المواطن يقبل أو يحتمل لغة التنظير دون تغيير للواقع المعاش.

هناك أطراف إقليمية وفلسطينية كانت ترغب بشدة في إحداث حرب على غزة وتدفع بهذا الاتجاه على امل انه خيار مريح يعفيها من مسؤولياتها الوطنية ويخدم أغراضها الشخصية حتى لو على حساب معاناة المواطنين في غزة وجاءت التفاهمات من اجل قطع الطريق على هذه الخيار ما أمكن لأنها قرأت جيدا ما خلفه.

كان لدى حماس ودحلان الجرأة الإعلان بوضوح عما لديهم وتوضيح وجهتهم فهل يجرؤ المنزعجين من التفاهمات بمصارحة شعبنا بما لديهم والإعلان عن وجهتهم وهل من العيب أن يراهن كل من دحلان وحماس على عمقنا العربي وامتدادنا الإقليمي في الوقت الذي ترهن أطراف مستقبلنا بالرضا الأمريكي الإسرائيلي.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد