دراسة إسرائيلية: تطورات غزة قد تفصلها عن الضفة

وفقا للدراسة قد يكون هناك اتفاق على ترتيب المنطقة الحدودية من الناحية الأمنية تمهيدا لفتح معبر رفح بصورة دورية

غزة /سوا/ قالت دراسة إسرائيلية إن الأسابيع الأخيرة تشهد تدفقا في الأحداث السياسية المتلاحقة في قطاع غزة، ودخول أطراف جديدة إلى ساحة النزاع السياسي في تلك البقعة الجغرافية، مما قد ي فتح آفاقا جديدة للتعاون بين إسرائيل من جهة، وبينمصر وبعض دول الخليج العربي من جهة أخرى.

وقالت الدراسة التي أصدرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب وأوردها موقع الجزيرة نت اليوم الجمعة، إن أهم هذه الأحداث تمثل بانتخاب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) في غزة، مرورا بإصدار الحركة لوثيقتها السياسية الجديدة، وصولا إلى قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع علاقاتها السياسية مع قطر، وفرض حصار وعقوبات عليها.

وأضافت الدراسة التي أعدها كوبي ميخائيل، الرئيس السابق لشعبة الأبحاث الفلسطينية بوزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، أن كل ذلك يحصل تزامنا مع إجراءات الرئيس الفلسطيني  محمود عباس  ضد غزة، مما فاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، وزاد من وتيرة المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون هناك.

وقد توج الأمر بالزيارة التي قام بها السنوار إلى مصر، ولقاءاته مع جهاز المخابرات المصرية و محمد دحلان ، خصم عباس اللدود، وقد بدا واضحا أن التطورات الحاصلة داخل حماس تشير إلى أنها تدير لعبة مصالح سياسية مع عدد من الجهات الداخلية والخارجية، بما في ذلك الولايات المتحدةوالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الدولية.

وأشار ميخائيل، الذي أصدر عددا من الدراسات والكتب الخاصة بالصراع مع الفلسطينيين، إلى أن كل ذلك من شأنه صياغة أفكار بعيدة المدى للتعامل مع واقع غزة، لخدمة مصالح جميع الأطراف الفاعلة، بما فيها إسرائيل.

 

 

وقد تمخضت العقوبات التي اتخذها الرئيس عباس ضد غزة عن أزمة استراتيجية تاريخية لحماس، على اعتبار أن الضائقة الإنسانية التي يعانيها الفلسطينيون في غزة تزامنت مع الضغوط الممارسة عليها عقب أزمة الخليج الراهنة، وهي تطورات كفيلة بوضع جملة تحديات جوهرية على الحركة، بحسب الدراسة.

وأكد أنه ليس واضحا بعد طبيعة التفاهمات التي توصلت إليها حماس أثناء زيارة قيادتها الأخيرة إلى مصر، لكن الوقائع على الأرض أثبتت أن هناك اتفاقا على ترتيب المنطقة الحدودية من الناحية الأمنية تمهيدا لفتح معبر رفح بصورة دورية، سواء للأفراد أو البضائع.

كما أشار ميخائيل إلى أن التطورات في غزة تؤكد أن حماس في الطريق لإجراء تغييرات جوهرية داخلها، أهمها أن الوقائع المتلاحقة على الساحة الفلسطينية تشير إلى تباعد تدريجي بين قطاع غزة والضفة الغربية، والتحول التدريجي بالقطاع إلى دولة مستقلة منفصلة عن السلطة الفلسطينية.

وختمت الدراسة بالقول إن من النتائج الهامة للتطورات في غزة إبعاد أي أمل بانطلاق عملية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، رغم أننا نعيش في واقع قابل لحدوث أي مفاجآت غير متوقعة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد