الامطار تكشف عمق مأساة منكوبي العدوان

21-TRIAL- غزة / خاص سوا / لم يستطع المواطن محمود أبو منديل احتواء قطرات المطر الغزيرة التي تساقطت اليوم الأحد على ابنائه، بسبب تعرض منزله للهدم الكلى خلال العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
ويجلس أبو منديل تحت سقف آيل للسقوط بمنزله الواقع شرق مخيم المغازي وهو يحتضن أطفاله الأربعة خوفا عليهم من البلل والبرد.
ومنذ ساعات الصباح تساقطت الأمطار بشكل متقطع على مناطق متفرقة في قطاع غزة، فيما قالت دائرة الأرصاد الجوية أن الجو سيكون اليوم غائم وبارد نسبيا ويطرأ انخفاض ملموس على درجات الجرارة ،وتتساقط زخات متفرقة من الامطار.
وقال أبو منديل لوكالة (سوا):"حدث ما أخشاه فعلاً، لقد أتى فصل الشتاء وبدأت الامطار بالهطول بشكل غزير، ولم يطرأ أي تحسن على أوضاعنا الحياتية ما ينذر بتعرض الاطفال الى خطر الاصابة بالعديد من امراض الشتاء.
وأضاف :" كل المؤشرات لا تبشر بقرب اعادة الاعمار وبناء منزله من جديد رغم ادخال كميات متواضعة من مواد البناء قبل عدة أيام.
وأعلن رئيس اللجنة الرئاسية لدخول البضائع في قطاع غزة، رائد فتوح، الثلاثاء الماضي عن دخول 75 شاحنة محملة بمواد البناء للقطاع الخاص في غزة،فيما قالت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار (غير حكومية) إن مواد البناء التي سمحت السلطات الإسرائيلية بدخولها إلى القطاع، "غير كافية ولا تتناسب مع حجم الدمار الهائل وآليات الإعمار المنوي الشروع بها".
ولم يتبق امام ابو منديل من خيار سوى المكوث تحت سطح منزله المدمر الآيل للسقوط في أي لحظة، بعد ان ارهقه البحث المضني عن شقة للايجار.
وتابع:" عائلتى منذ نهاية العدوان على غزة لم تجتمع ولم يلتم شملها في يوم من الأيام،فتاره أجلس ابنائي عند أقاربهم وأخرى عندي، ولكن ليس لنا الا الله ليخرجنا من هذه المحنة القاسية".
وأكد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن هناك تواصل مع المؤسسات الدولية والعربية لتكتيف دعما للمواطنين المشردين من بيوتهم في قطاع غزة.
وقال الخضري في تصريح لـ"سوا" "طالبنا المؤسسات الدولية بتقديم المساعدات الأولية للمشردين وتوفير أماكن للسكن لهم خاصة مع دخولنا فصل الشتاء".
وأوضح أن الأولوية الان توفير سكن للمواطنين المشردين من بيوتهم، ثم تقدم المساعدات لإعادة اعمار غزة.
وأشار إلى أن هناك جهود جماعية من الكل الفلسطيني لمساعدة المواطنين المشردين وإيجاد مسكن أمن لهم.
وفي بلدة خزاعة شرق مدينة خانيونس والتي تعرضت لدمار واسع جراء العدوان الاسرائيلي الأخير على القطاع،عبر عشرات المواطنين خلال اعتصام لهم عن غضبهم من تقصير المسؤوليين والمعنيين تجاه بلدتهم المنكوبة.
وقال صاحب أحد البيوت المدمرة ان بلدة خزاعة هي منطقة منكوبة،ومياه الامطار ستغمر البلدة بأسرها حال اشتداد فصل الشتاء.
وأضاف:" نخشى فصل الشتاء لان جميع سكان البلدة يعيشون في كرفانات أو البيوت البلاستيكية ، والتي لا تستطيع الصمود امام زخات المطر الغزيرة".
وطالب المواطن بضرورة الاسراع في عملية الاعمار واصلاح البنية التحتية للبلدة خشية من غرق عشرات المنازل المهدمة.
وحذرت بلديات في قطاع غزة،في وقت سابق من هذا الشهر من كارثة إنسانية قد تحدث في فصل الشتاء، جراء التدمير الواسع  للبنية التحتية، خلال العدوان الاسرائيلي الأخير.
ودعت بلديات في خانيونس ورفح جنوبي قطاع غزة، إلى البدء الفوري في إعادة الإعمار، وتأهيل الشوارع، وبناء المنازل.
وقال رئيس بلدية خانيونس يحيى الأسطل،أن الأحياء السكنية في قطاع غزة، خاصة المتضررة والمنكوبة بفعل الحرب، تخشى من كارثة إنسانية، قد تحدث جراء التدمير الكبير الذي طال البنية التحتية.
وأكد أن البلديات في العام الماضي، عجزت عن التصدي للمنخفض الجوي، الذي دمر العشرات من البيوت، وتسبب بكارثة اقتصادية كبيرة.
198
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد