القوات العراقية تحاصر آخر مواقع داعش في الموصل
بغداد / وكالات / شنت القوات العراقية، يوم أمس الجمعة، هجوما على آخر مواقع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في المدينة القديمة في الموصل، وذلك بعد يوم من إعلان الحكومة العراقية نهاية ما أطلق عليه "دولة الخلافة"، في أعقاب السيطرة على المسجد التاريخي، الجامع النوري.
وقال قادة جهاز مكافحة الإرهاب بالمدينة إن المعارك القادمة ستكون صعبة، لأن معظم عناصر داعش أجانب ويتحصنون بين آلاف المدنيين، ومن المرجح أن يحاربوا حتى الموت.
وقال اللواء معن السعدي من جهاز مكافحة الإرهاب لـ"رويترز" إن السيطرة على الأحياء القليلة الباقية على ضفاف نهر دجلة التي يدافع عنها حوالي 200 من مقاتلي داعش من المنتظر أن تستغرق ما لا يقل عن أربعة إلى خمسة أيام من القتال.
وأضاف أن التقدم مستمر حتى حي الميدان و"السيطرة عليه معناها يوصلنا إلى نهر دجلة، وبذلك يكون قد قسمنا المدينة القديمة لقسمين، الجزء الجنوبي والجزء الشمالي وأحكمنا السيطرة على نهر دجلة".
في المقابل، نفى مقاتلو الدولة الإسلامية الهزيمة. ووفقا لأحد التقديرات لا يزال التنظيم، الذي أعلن زعيمه دولة "الخلافة" على أجزاء من العراق وسورية قبل ثلاثة أعوام، يسيطر على منطقة تعادل مساحة بلجيكا في البلدين المتجاورين.
وسيمثل سقوط الموصل النهاية الفعلية للنصف الواقع في العراق مما تسمى دولة الخلافة، وإن كان التنظيم لا يزال مسيطرا على أراض إلى الغرب والجنوب من المدينة، ويعيش تحت حكمه مئات الآلاف.
يذكر في هذا السياق أن مدينة الرقة، معقل داعش في سورية محاصرة أيضا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، إن قوات تدعمها الولايات المتحدة تطوق المدينة بعد إغلاق آخر مخرج أمام داعش من الجنوب. وشن مسلحو الدولة الإسلامية هجوما مضادا يوم الجمعة.
وقال بعض من استطاعوا الهرب إن الموقع الذي يسيطر عليه عناصر داعش عرضه بضع مئات من الأمتار، وإن عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون هناك في ظروف سيئة لا يتوفر لهم إلا القليل من الطعام والماء والدواء، ولا يمكنهم الحصول على خدمات صحية.
وتدفق من فروا يوم الجمعة عبر الأزقة قرب جامع النوري الكبير الذي فجره مقاتلو الدولة الإسلامية قبل أسبوع.
وكان قد أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يوم الخميس، نهاية دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية ووصفها بأنها "دويلة الباطل" بعد أن تمكنت وحدات قوات مكافحة الإرهاب من السيطرة على أرض الجامع الأثري المدمر الذي بني قبل 850 عاما.
وكان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قد أعلن من على منبر جامع النوري الكبير قيام دولة "الخلافة" قبل ثلاث سنوات.
ولجأ عناصر داعش إلى تفجيره على أن تنزل راية التنظيم عن مئذنته "الحدباء" التي كانت ترفرف عليها منذ يونيو حزيران 2014.
وطغت معاناة عشرات الآلاف، الذين دُمرت حياتهم بعد أن فقدوا أقاربهم ومنازلهم أو أعمالهم، على مشاعر الانتصار.
وقد تحقق الانتصار الرمزي للقوات العراقية بعد حرب ضارية استمرت لأكثر من ثمانية أشهر، وتقول منظمات إغاثة إنها أدت إلى نزوح 900 ألف شخص، وهم نحو نصف سكان المدينة قبل الحرب، ومقتل آلاف المدنيين.
ونفت صحيفة "النبأ" التي يصدرها تنظيم الدولة الإسلامية أسبوعيا خسارة معركة الموصل، وقالت إن الجيش العراقي انهار، وسقط من عناصره 300 بين قتيل ومصاب.
وقالت في عنوان المقال الرئيسي "معركة الموصل من أهم معارك الإسلام ودروسها ستطبق في ساحات أخرى بإذن الله".
ويقدم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة دعما جويا وبريا للحملة التي تشارك فيها أيضا وحدات من الجيش والشرطة الاتحادية تهاجم المدينة من جهات مختلفة.
وقال الكولونيل ريان ديلون المتحدث باسم التحالف وهو من الجيش الأميركي "تقدم قوات الأمن العراقية صعب جدا بسبب الأزقة الضيفة المفخخة ووجود مدنيين ومقاتلين من الدولة الإسلامية في كل ركن".
وقالت مصادر عسكرية أميركية وعراقية إن زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، ترك القتال في الموصل لقادة محليين، ومن المعتقد أنه مختبئ في المنطقة الحدودية بين العراق وسورية.
وذكرت مصادر بالمخابرات الأمريكية الأسبوع الماضي أن التنظيم نقل ما تبقى من هياكل القيادة والسيطرة إلى منطقة الميادين في شرق سورية، دون الإشارة إلى ما إذا كان البغدادي يختبئ أيضا في نفس المنطقة.
وكانت قد أفادت تقارير متكررة بمقتل أو إصابة زعيم الدولة الإسلامية. وقالت روسيا في 17 حزيران/يونيو إنها ربما تكون قتلته في ضربة جوية في سورية. لكن واشنطن تقول إنها ليس لديها معلومات تدعم هذه التقارير كما عبر مسؤولون عراقيون أيضا عن تشككهم.