42-TRIAL- تقول الرواية أن تنظيم الدولة الاسلامية هي إحدى أخوات القاعدة في العراق قبل أن يصبح إسمها داعش، وأنها عملت لفترة من الزمن هناك وحاربت الشيعة والأمريكان، وتمددت دولة الخلافة الاسلامية في بلاد العراق كي تتوحد مع بلاد الشام وأصبحت دولة الخلافة في بلاد العراق والشام داعش. ويقال أن داعش تنظيم جهادي هدفه إقامة دولة الخلافة السنية في العراق والشام، وأن أنظمة سنية خليجية في مقدمتها السعودية وقطر دعمت التنظيم لإسقاط نظام بشار الأسد العلوي، وكذلك تم إستخدامه في إسقاط نظام حكومة نور المالكي الشيعية في العراق. و تركيا لم تتذمر من التنظيم وحلمه بإستعادة دولة الخلافة، وتقول الشائعات أن تركيا نسقت مع داعش سراً للقتال ضد الأكراد السنة وتقول تركيا أن القتال المستمر في عين العرب كوباني هو قتال بين تنظيمين إرهابيين. تركيا ترددت في الإنضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة التنظيم، أما السعودية ودول الخليج التي ساهمت في تمويل التنظيم والمساعدة في جلب مقاتليه من مناطق الأمة الإسلامية والعالمية المختلفة فسارعت الى الإنضمام الى التحالف الدولي لمواجهة جرائم وخطر التنظيم الذي قتل من السنة أكثر مما قتل من الشيعة وتحدى الامريكان و ذبح صحفيا أمريكياً.
إسرائيل إنضمت للتحالف الدولي فهي جزء من العالم الحر و الإقليم في محاربة الإرهاب و كما تدعي أن دورها هو تزويد دول التحالف بالمعلومات الأمنية، لم تشارك في العمليات العسكرية الجوية خشية من تذمر السعودية ودول الخليج. وفجأة ساد الخوف في إسرائيل من دخول تنظيم داعش إسرائيل، وبعد تطمينات الأجهزة الأمنية والمحللين الأمنيين الإسرائيليين أن إسرائيل خالية من تنظيم داعش، لكننها لم تفوت الفرصة في خضم جرائمها التي إرتكبتها في عدوانها الوحشي على قطاع غزة ، وقارنت حماس بـ داعش وشن نتنياهو حملة إعلامية وسياسية ضد حماس الذي قال حماس داعش، داعش حماس.
هكذا تحول إسم داعش الى فزاعة ليس في العراق وسورية فقط بل في العالم ومن ضمنه إسرائيل وفلسطين، و فجأة أيضا قتل فلسطيني من عرب 48 في العراق كان يقاتل مع داعش، وعادت داعش الى الواجهة مرة أخرى وكثفت الأجهزة الأمنية من هجمتها ضد الفلسطينيين في الداخل وتحريضها عليهم بعد أن قالت هناك نحو 30 فلسطينياً يقاتلوا مع داعش.
و إنتقل إدعاء حمى وجود داعش من إسرائيل الى الضفة الغربية، وسلمت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الأجهزة الأمنية الفلسطينية معلومات تقول فيها أن هناك خلايا نائمة في الضفة الغربية وشنت الأخيرة حملة أمنية في مدن الضفة و إعتقلت عدد من المواطنين بذريعة الترويج لداعش في صفوف الشبان الفلسطينيين، وبات السؤال الذي يحدد نزاهة السلطة والأجهزة الامنية الفلسطينية وموقفها من الارهاب وقدرتها على المشاركة في التحالف ضد داعش و مدى اثبات نزاهة و براءة ذمة خلو فلسطين من تنظيم داعش.
وقبل يومين خرج علينا وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالقول "إن تجدد المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيشكل تحولًا مركزيًا في الحرب ضد داعش، وأن عدم حل الصراع سيأجج الوضع ويؤدي إلى إنضمام المزيد من الشبان لداعش.
كيري خلص بذلك من خلال لقاؤه بعدد من المسؤولين العرب حيث قال: "كل مسؤول التقيته في الشرق الأوسط وغيره طالب وبشكل عفوي ضرورة إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كونه يشكل دافعًا للشباب للانضمام لتنظيم داعش والقتال في صفوفه، على الطرفين فهم هذه العلاقة، إستمرار الصراع سيؤدي لنتائج كارثية كهذه".
جون كيري الحريص على محاربة داعش و حل الصراع يعكف على بلورة خطة تسوية جديدة بين إسرائيل والفلسطينيين تشكل مساراً بديلاً لتوجه الفلسطينيين للأمم المتحدة بطلب تحديد جدول زمني لإنسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة. ويأتي تحرك كيري في ظل إهتمام أوروبي متزايد بالإعتراف بالدولة الفلسطينية، و الإدارة الأميركية قلقة من الخطوة الفلسطينية التي ترفضها اسرائيل و الأمريكيين أوضحوا للسلطة الفلسطينية أنهم إذا تطلبت الحاجة سيستخدمون حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن، الولايات المتحد التي جندت الدول العربية للتحالف الدولي ضد داعش، تحاول بذل جهد للامتناع عن تلك الخطوة كي يستمر العرب في تحالفهم لمحاربة داعش.
ما يثير الشك في أقوال كيري و هذا التحالف العربي الغربي لمحاربة داعش والتعاون مع اسرائيل التي ما زالت تحتل فلسطين وتمارس الارهاب وترتكب الجرائم ضد الفلسطينيين خاصة في غزة، ودورات العدوان المستمرة ضد الفلسطينيين كان اخرها عدوان الـ 51 يوما الهمجي و إستخدمت فيه إسرائيل كل أنواع الأسلحة الفتاكة و الوسائل القتالية الوحشية لقتل الفلسطينيين بغطاء وضوء أخضر امريكي غربي وصمت عربي. ولم تشكل تلك الدول تحالف لوقف العدوان ورفع الحصار وما زالت اسرائيل تحتل فلسطين ويمارس المجتمع الدولي والعرب النفاق السياسي والإنحياز ويقوم بعملية مأسسة للحصار وإعادة إعمار غزة من خلال تسهيلات تقدمها إسرئيل تعيق من عملية الاعمار على حساب الضحايا، والقيادة الفلسطينية تثق بالإدارة الامريكية وأن الحل يأتي عن طريقها. 41

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد