هآرتس: الدولة الفلسطينية فشلت

علم فلسطين

القدس / سوا /  قالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان قطاع غزة هو دولة فلسطينية وولدقة هو دولة صغيرة ، رغم كل ما يقال بأنه يجب ان يتم ضمه الى الضفة الغربية لكي يتحولان معا الى دولة فلسطينية كبيرة.

وقال موشيه ارنس الكاتب الاسرائيلي بالصحيفة أنه وخلال السنوات العشر الأخيرة كانت لدى الفلسطينيين فرصة للإظهار للعالم كيف تدار الدولة الفلسطينية وكيف تعمل الحكومة الفلسطينية من أجل رفاعية سكانها الفلسطينيين لكن هذه الدولة فشلت عملياً.

الى نص المقال كما ورد في هآرتس

يكتب موشيه أرنس، في "هآرتس" ان قطاع غزة هو دولة فلسطينية، وللدقة، هي دولة صغيرة. صحيح انه يفترض ضمها الى الضفة الغربية لكي تتحولان معا الى دولة فلسطينية كبيرة – لكنه لا يمكن الانكار بأن الحديث عن دولة فلسطينية. كل سكانها فلسطينيين – اريئيل شارون اهتم باقتلاع كل اليهود من هناك، وغالبية الفلسطينيين يعتبرون هذا الوضع شرطا لقيام دولة فلسطينية. لديها حكومة، جيش، شرطة ومحاكم تحقق العدالة – من نوع معين في كل الأحوال. انها لا تخضع للاحتلال، انها دولة فلسطينية سيادية.

خلال السنوات العشر الأخيرة، كانت لدى الفلسطينيين فرصة للإظهار للعالم كيف تدار الدولة الفلسطينية، وكيف تعمل الحكومة الفلسطينية من اجل رفاهية سكانها الفلسطينيين. لكن هذه الدولة فشلت عمليا.

انتم تحتجون. حسب اقوالكم انها تخضع للحصار. كيف يمكن التطور في ظل ظروف كهذه؟ عمليا، ليس المقصود حصارا، لأن مئات الشاحنات تحضر البضائع والمنتجات الى غزة كل يوم تقريبا، واسرائيل توفر غالبية الكهرباء. انهم الذين يتحملون المسؤولية عن "الحصار". لو لم يكن المقصود مراكمة مستودع للصواريخ هناك، تلك الصواريخ التي يطلقونها على مدن وبلدات اسرائيل بين الحين والآخر، لكانت كل القيود التي فرضتها اسرائيل قد الغيت منذ زمن. ولو كلف حكام غزة انفسهم اقامة منظومة علاقات جيدة مع جيرانهم المصريين، لكان يمكن ايضا، الانتقال بحرية عبر الحدود المصرية.

ولكن، في ظل الظروف الحالية، ما الذي فعلته حكومة حماس في غزة من اجل الجمهور الفلسطيني؟ لقد تم تحويل مبالغ ضخمة من الأموال الى غزة، طوال السنوات، وتمت جباية ضرائب من كل من تمكنت حكومة غزة من وضع يدها عليه. واستخدمت غالبية الأموال لشراء صواريخ وحفر انفاق تمتد الى الأراضي الاسرائيلية، او لدفع الرشوة لموظفين فاسدين، بدل ان تستثمر للبناء، التعليم ورفاهية السكان. انهم لم ينجحوا بإقامة دولة هناك. ووضع الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية تحت "الاحتلال" الاسرائيلي، افضل بكثير من وضع السكان في غزة. وقبل فوز غزة بالاستقلال كانت اوضاع سكانها افضل بكثير مما هي عليه اليوم.

هناك نظرية تدعي انه اذا لم يتحسن وضع الفلسطينيين في غزة، فان حكامها سيطلقون الصواريخ مرة اخرى على اسرائيل. وحسب هذا المنطق الأعوج، يجب على اسرائيل تزويد الكهرباء والسماح بنقل كمية اكبر من المواد الاستهلاكية لسكانها.

وحسب هذه الفرضية فان هذا سيزيل المحفزات الغزية على مهاجمة اسرائيل. وبكلمات اخرى، يجب اطعام الحيوان كي لا يهاجم. من المناسب بمن يدعون الى تأسيس دولة فلسطينية في الضفة الغربية النظر من قريب الى الدولة الفلسطينية القائمة في غزة. هل يمكن الافتراض بأنها ستكون مختلفة عن تلك القائمة في غزة – ام ستكون أسوأ من وجهة نظر اسرائيلية؟ صيغة "الدولتين للشعبين" التي يرفض محمود عباس تبنيها، تبدو جيدة نظريا، لكنها قد تقود الى المزيد من الحروب والمعاناة في المنطقة.

ولكن، لا يفترض بالإسرائيليين وحدهم التخوف من ابعاد قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية – بل يفترض بالفلسطينيين الذين يقيمون هناك، ايضا، سؤال انفسهم عما اذا كان هذا يناسبهم. قد يجدون انفسهم في وضع اسوأ من الوضع الحالي. هل يريدون فعلا تقاسم مصيرهم مع مصير الفلسطينيين في غزة؟

الفلسطينيون الذين يؤمنون بأن الديانة تلزمهم على مهاجمة اليهود – لن يقتنعوا بالتأكيد. الفلسطيني من دير ابو مشعل، الذي طعن هداس مالكا في باب العامود في القدس، ترك لأمه رسالة وعد فيها بلقائها في الجنة. الدولة الفلسطينية لن تكون جنة، كما يبدو.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد