الاجتماع الأخير: كيف قررت إسرائيل شن عدوان على العرب؟
القدس /سوا/ كشفت القناة الإسرائيلية الثانية، اليوم الخميس، محضر الاجتماع الأخير قبل حرب حزيران في القيادة العامة للجيش الإسرائيلي، الذي اتخذ خلاله القرار بشن العدوان على مصر وسورية والأردن وتدمير المنشآت الحيوية في الدول العربية تمهيدًا لاحتلالها.
وبحسب المحضر، قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي في حينه، إسحاق رابين، إنه 'لا يمكن أن نعتمد على أحد، علينا الاعتماد على أنفسنا، حان الوقت لنكف عن التوهم بأن أحدهم سيهب لنجدتنا'، واعتبرت هذه الأقوال ومعلومات استخبارية السبب الرئيسي لشن الهجوم، وفقا لموقع (عرب48).
وعقدت الجلسة الأخيرة في مقر هيئة أركان الجيش بتاريخ 19-5-1967، وفحص ضباط رفيعو المستوى ما أسموه 'التهديدات التي تواجه إسرائيل من الدول العربية'، وشددوا على الدعم الذي قدمه الاتحاد السوفييتي للعرب. واعتقد رابين أن مصر والأردن وسورية ستشن هجومًا موحدًا على إسرائيل، وطلب من كل وحدات الجيش التأهب لحرب شاملة.
وخلال الاجتماع، أشار رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، أهارون ياريف، إلى احتمال وجود مصلحة للسوفييت بتوتير الأجواء في المنطقة، وقال إن تجنب المندوب السوفييتي لقاء المندوب الأميركي في الأمم المتحدة يزيد الشكوك.
وفي الاجتماع، سُئل رابين عن موقف الدول الغربية حول اندلاع حرب في المنطقة، وقال إنه 'يتضح أن إسرائيل ستخوض المواجهة وحيدة، حان الوقت لنعتمد على أنفسنا والتوقف عن التوهم بأن أحدًا سيهب لنجدتنا'، وتابع 'لا يمكن أن نعتمد على أحد، علينا الاعتماد على أنفسنا، أدعو جميع من يعتمد على الآخرين أن يرى نفسه مخطئًا'.
وأكد رابين لضباطه أنه على الرغم من كون إسرائيل غير معنية بالحرب، لكن عليها التحضر لها، وقال 'أريد من كل ضابط وجندي أن يعلم أننا نتحضر للحرب، وأنه ليس تدريبًا ولا تمويهًا، على الجيش أن يعلم أنه جاهز للحرب ولهذا تم استدعاء الجنود، لم نختر هذه الحرب، وهذا الأمر الأكثر جدية بحسب ذاكرتي'.
وبعد شهر من الجلسة، وأسبوع من انتهاء العدوان واحتلال كل من سيناء وال غزة والضفة الغربية وهضبة الجولان، عقدت جلسة أخرى لهيئة أركان الجيش لتقييم المعلومات بعد الحرب. وقال رئيس 'أمان' إن الزعماء العرب سيتحدون بعد الهزيمة وأنه لا يستبعد أن يعتبر الزعماء العرب الرئيس المصري جمال عبد الناصر قائدًا لهم.
وقال ياريف إنه 'من غير المتوقع أن تهاجمنا الجيوش العربية خلال شهرين أو ثلاثة'، واعتبر أن 'علينا توقع الهجوم من السوريين، لماذا؟ لأنهم سوريون'.
وعارض قائد لواء الجنوب، يشعياهو جابيش، وقائد لواء الشمال، دافيد إليعزر، هذه التقديرات، وقال الأخير لإن 'السوريين تكبدوا خسائر فادحة أكثر مما نتصور'.
وبعد أسبوعين، عقدت جلسة أخرى بحث خلالها قادة الجيش احتمال تدخل السوفييت في الشرق الأوسط، وقدروا أن التهديد السوفييتي لا يزال قائمًا، ورغن تأكيد ياريف على أن المعلومات الاستخبارية شحيحة عن السوفييت، إلا أن ضباطًا كبار استهتروا بالتهديد السوفييتي.