إسرائيل قد تستغل أزمة الخليج لتغيير النظام في غزة بعدوان جديد

الجيش الاسرائيلي

القدس / سوا / بعد قرار حكومة الاحتلال بتقليص كمية الطاقة الكهربائية اليومية المخصصة ل غزة ، وهي تكفي أصلا لأربع ساعات فقط في اليوم، يطرح السؤال هل تستعد إسرائيل لاستغلال أزمة الخليج والحملة على حركة حماس من أجل شن حرب جديدة عليها؟ .


في تطرقه لهذا الموضوع نفى وزير الأمن الداخلي يغئال أردان هذه التساؤلات والتقديرات وذلك بتصريحات لإذاعة جيش الاحتلال. لكنه اعترف بأن تقليص حجم الكهرباء الخاص بغزة يهدف لضرب البنى التحتية للحركة، زاعما أنها تمارس «الإرهاب» ضد المدنيين الإسرائيليين.


وحتى حسب رواية أردان يتم تقليص الكهرباء والمساس بحياة المدنيين في غزة من أجل المساس بحماس التي يتهمها بمفاقمة معاناة أهالي القطاع. 


جاء ذلك ردا على سؤال الإذاعة حول احتمالات انفجار الوضع الراهن مع غزة، بسبب محاولة حشرها ومحاصرتها من عدة نواح ومن قبل جهات عربية، السلطة الفلسطينية وإسرائيل لدرجة دفعها لحالة الغليان والانفجار، وعندها تستغل حكومة الاحتلال ذلك لشن حملة عسكرية جديدة في محاولة لتغيير النظام في القطاع وسط استغلال للهجوم السعودي المصري عليها. 


وتتزايد احتمالات استغلال إسرائيل ظلم ذوي القربى لضرب غزة وإخضاعها في ظل تعزيزات جيشها لقواته ورفع مستوى جاهزيته في الشهور الأخيرة. ورغم الإعلان قبل أيام عن وحدة كوماندوز إسرائيلية تتدرب على القتال في مناطق جبلية ضمن استعداداتها الدائمة لاشتعال الجبهة الشمالية، ينبغي النظر بالذات للجنوب.

رسميا تدعي إسرائيل وكثير من المعلقين فيها بمخاطر انفجار الموقف في غزة نتيجة تصاعد الحصار وأزمة رواتب الموظفين وتقليص الكهرباء وغيره، لكن من غير المستبعد أيضا أن تحاول إسرائيل اقتناص فرصة التحريض على حماس من قبل «الأشقاء العرب» واستمرار تراشقها مع السلطة الفلسطينية من أجل محاولة تغيير النظام في القطاع ونزع سلاح المقاومة فيها، وهذا هدف طالما دعا له وحلم به وزير الأمن الحالي أفيغدور ليبرمان.


ولاشك أن إسرائيل تحلم وتتطلع لمثل هذه الحالة بعدما تعرضت لحالة إرباك وصفها بعض المراقبين بالإهانة، حينما شنت حربا فاشلة على غزة استمرت51 يوما رغم اختلال موازين القوى بالكامل لمصلحتها. وقتها وبخلاف حزب الله الذي تمتع بشروط جيوسياسية أفضل بكثير في حرب لبنان الثانية عام 2006 فإن حماس نجحت باستهداف العمق الإسرائيلي وشل الحياة الاقتصادية في الجنوب والوسط بل تعطيل المطار الدولي لمدة يومين. هذا الصمود علاوة على نجاح المقاومة بمفاجأة إسرائيل برا وبحرا، ضرب هيبة إسرائيل الحريصة جدا على « قوة الردع « وتسبب بحرج بالغ لها. وزاد الحرج  في ظل تلقيها دعما صامتا من قبل النظام المصري خلال وبعد الحرب دفع وقتها المحلل السياسي للقناة العاشرة رفيف دروكر لحد القول إن السيسي على ما يبدو قد انضم لحزب «البيت اليهودي». واليوم يقف على رأس وزارة الأمن ليبرمان الذي زاود على سابقه خلال حرب «الجرف الصامد» موشيه يعلون واتهمه بالضعف مهددا بالقضاء على حماس وتصفية هنية خلال24 ساعة لو كان وزيرا للأمن.


كان ذلك في «الجرف الصامد» عام 2014 حينما لم تحقق تلك الحرب مراميها رغم النيران الهائلة التي أمطرت بها غزة وتسببت بقتل وإصابة آلاف الفلسطينيين وتدمير البنى التحتية فيها. 


وبالتزامن مع نشوب أزمة الخليج وشن السعودية حملة على حماس، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه خلال النقاشات الداخلية، التي يجريها الجيش وجهاز المخابرات العامة «الشاباك»، بدأوا الحديث عن إمكانية حدوث تصعيد في القطاع. وتابعت الصحيفة «لا يجب قراءة تقارير الاستخبارات، يكفي النظر الى التغيرات والتوجهات الناشئة على الأرض لمعرفة  تجاه الرياح. أولا، الوضع الإنساني في قطاع غزة يتفاقم بسبب مشاكل البنى التحتية التي تؤثر على توفير الماء والكهرباء والضغط الذي تمارسه السلطة على حماس. أضف الى ذلك ان قطر، الممول الأساسي لحماس – التي تتخذ منها قيادة التنظيم الخارجي مقرا لها – تواجه مقاطعة سياسية وضغطا دوليا متزايدا قد يؤثر على الدعم الاقتصادي الذي تقدمه لحماس، وبالتالي يزيد من تفاقم الأوضاع في غزة. ونتيجة لذلك وحسب الرواية الإسرائيلية المعلنة أو المسرّبة، يسود الاشتباه بأن حماس ستعمل بشكل عدواني من أجل تحسين الوضع الاقتصادي ومكانتها في العالم العربي. 


وترجح أوساط سياسية وصحافية في إسرائيل أنه يمكن للصور التي ستخرج من مواجهة مع اسرائيل ان تساعد حماس جدا في تحقيق هذا الهدف. ولتدعيم هذه الرواية الإسرائيلية التي تجعل من إسرائيل ضحية تصعيد محتمل من حماس وسط تجاهل تام لحالة الحصار الظالم، تسوق هذه الأوساط  معلومات عن قرب عمل اسرائيل على انشاء العائق الجوفي، الذي سيقضي عمليا على مشروع أنفاق حماس العسكرية مرجحة أن يدفع ذلك الحركة لضربة استباقية ضد إسرائيل، زاعمة أنه يصعب التصديق بأن حماس لن تحاول تشويش هذا العمل. ولتدعيم رواية إسرائيل الرسمية حول مخاطر تفجير حماس للأوضاع تنقل الصحيفة عن مصدر أمني قوله إن حماس تحاول بكل قوة تنفيذ عمليات «ارهابية» في الضفة الغربية المحتلة ولا تتخلى عن أي وسيلة. وفي المقابل يزيد رجال الحركة من التظاهرات مقابل السياج الحدودي، ويوم الجمعة استشهد متظاهر بنيران الجيش الاسرائيلي.


وتخلص هذه المصادر للقول إن محفزات التصعيد عالية جدا، ويمكن التكهن بأنه في الفرصة الأولى ستسمح حماس لـ «التنظيمات المتمردة» بإطلاق الصواريخ من غزة على مشروع العائق الجوفي بهدف تشويش العمل فيه. وكشفت أن اسرائيل حولّت رسائل مفادها انها لن تسمح بوقف المشروع، حتى بثمن التصعيد. وتدعي المصادر الإسرائيلية أن من سيدير الأزمة الجديدة أمام اسرائيل هو يحيى السنور، الزعيم الجديد لحماس والمعروف بنهجه المتشدد. وبالطبع تدعي مصادر إسرائيلية كثيرة رسمية وغير رسمية ضمن هذه الرواية المزعومة، أن تقارب حماس مع إيران سيجعل الانفجار القريب مجرد مسألة وقت.


المطلوب من إسرائيل حسب المصادر الأمنية هذه هو جمع استخبارات رادعة وإحباط في الضفة وداخل أراضي 48. في المقابل تدعو الصحيفة للقيام بخطوات لتحرير الضغط الاقتصادي في قطاع غزة، تمهيدا للتصعيد خلال المدى القصير» الذي تعتبره واضحا وعنوانه مكتوب على الحائط». بين هذا وذاك ليس مستبعدا أن تستغل إسرائيل الأوضاع الفلسطينية والإقليمية والدولية الراهنة والمعادية للتنظيمات والمقاومة الإسلامية من أجل تصفية حساب مع غزة وإخضاع مقاومتها. لاسيما أن ذكريات العدوان الفاشل الأخير المتمثل تؤرقها ووجود أشلاء جثمانين لاثنين من جنودها يذكرها بفشلها وبخطورة استمرار وجود مقاومة مسلحة داخل قطاع محاصر من كل الجهات يزداد الخناق حول عنقه.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد