الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن انفجار وعدوان جديد، وأخبار غير منطقية وليست مؤكدة تصل من القاهرة عن تفاهمات بين دحلان و حماس . منذ عدة ايام و غزة تتصدر المشهد في اسرائيل، والعنوان الرئيس قطاع غزة يقترب من نقطة الغليان مرة أخرى هذا الصيف، وأزمة الكهرباء في قطاع غزة ستسرع التصعيد بين إسرائيل وحماس.
وليبرمان قال لسنا معنيين بعدوان جديد والمجلس الأمني الوزاري المصغر ناقش قضية غزة والوضع الأمني والخشية من الإنفجار وأزمة الكهرباء، ومن يدفع ثمنها والرواتب والأوضاع الاقتصادية المتردية، وقيادة الجيش والاجهزة الامنية الإسرائيلية قدموا توصيات أمنية بالاستجابة لطلب الرئيس محمود عباس وتقليص كميات الكهرباء الى غزة، على الرغم من كل التحذيرات والتهديد بالتصعيد. وأنه ستبدأ خلال الأسابيع المقبلة بتوسيع كبير في أعمال البناء في الجدار العازل الجديد ضد الأنفاق على حدود غزة. والخشية من رفض حماس والعمل على اعاقة العمل. الطرفان لا يرغبان بالتصعيد لكن الظروف الحالية مهيئة ومشجعة لتصعيد عسكري، وقرارات الرئيس عباس وزيادة الضغط على حماس كلها أسباب ستؤدي إلى التصعيد.
إسرائيل لا تريد دفع الأموال التي توقف عباس عن دفعها مقابل الكهرباء لكنها لا تريد أيضا أن تظهر بأنها تبتز حماس في غزة. الخلافات بين قطر والسعودية تؤثر على المزاج العام بغزة والتطورات الأخيرة تدفع حماس بالعودة إلى طهران، وبناء الجدار على حدود غزة سيزيد من الضغط على حماس لأن ذلك سيحرم جناحها العسكري الإنفاق من رصيد استراتيجي كانت تراكم فيه منذ سنوات بشق الأنفس، ونتنياهو يرغب في تدويل قضية الأنفاق بغزة لكنه لا يرغب بحرب لا لزوم لها حاليا.
الأخبار من مصر تتحدث عن مذكرة تفاهمات بين حركة حماس والنائب محمد دحلان في القاهرة، ولا اعلم مدى مصداقيتها وبث الامل في الناس بدون يقين، والاوضاع الخليجية متوترة وحماس لن تتخلى عن قطر بسهولة وخياراتها صعبة، واسرائيل تحاول وضع حماس على قائمة الارهاب السعودية مع المنظمات الاسلامية الإرهابية. واسرائيل تلعب على التناقضات والخلافات الفلسطينية والعربية ولن ترفع الحصار أو حتى تخففه بدون ثمن تجبيه من حماس.
ما يجري في الإقليم والحرب الخليجية تشتعل والحديث عن صفقة ترامب صفقة العصر لا يستقيم، كيف تتغير الأحوال بهذه السرعة، وهذا التفاؤل المبالغ به في ظل تهديدات وتحذيرات إسرائيلية بانفجار غزة وهي تلعب على التناقضات وتستغل الأوضاع العربية المريحة والخلافات الفتحاوية الحمساوية، وتبتز حماس وأهل غزة واتخذت قرار بتقليص كميات الكهرباء المقلصة استجابة لقرار السلطة. هل بالفعل استطاعت القاهرة تنفيس الأوضاع في غزة وتنازلت حماس مؤقتا ومواجهة الرئيس عباس للخروج من أزمتها؟ وهل ما يجري تعميق انفصال غزة؟ وهل هو هروب من تصنيف ترامب لها بأنها حركة ارهابية؟ واسرائيل تشدد الحصار اكثر وتستجيب لقرار الرئيس.
حال من العبثية وغياب العدل والتنكر للحقوق الفلسطينية، ومن المبكر التفاؤل، وطرفي الانقسام غارقين في البحث عن مصالحهما ومنقطعين عن نبض الناس ومعاناتهم وآلامهم، وأي تفاؤل في غياب الحقيقة وبدون اتفاق وطني شامل لا يستقيم، والمستقبل غامض والفلسطينيين يعاقبون انفسهم! أسئلة بحاجة الى اجابة واسرائيل تعاقب وتعمق الفصل بين الضفة وغزة، والاخبار من القاهرة تتطاير بأمل غير موجود، إن صح ما يجري في غزة العصية على الفهم والكسر هو لدفعها للانفصال، فهي جزء من فلسطين وليست فلسطين.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية