باحث إسرائيلي: هذا ما تعلمه العرب من 5 يونيو 1967

أسرى مصريون في سيناء

القدس /سوا/ ماذا تعلم العرب من هزيمة 1967؟ سؤال طرحه دكتور "إفرايم كام" الباحث الإسرائيلي بمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" الأحد 4 يونيو 2017، تحت عنوان "1967: درس الجيوش العربية".

يرى "كام" أن هزيمة العرب في تلك الحرب، أنهت تماما الطموحات العربية في القضاء على إسرائيل، لتتحول أهداف حرب أكتوبر 1973 إلى استعادة ما سلبته إسرائيل من العرب في 67.

ويزعم المحلل الإسرائيلي أن العرب تعلموا من هزيمة 5 يونيو 67 أن" إسرائيل أقوى عسكريا من أي دولة عربية، بل حتى من كل الدول العربية التي قد تشن حربا عليها".


إلى نص المقال..

لم تكن حرب الأيام الستة (5 يونيو 1967) الهزيمة العربية الأولى التي منيت بها الجيوش العربية، لكنها كانت أقساها. فشلت الجيوش العربية في 1948 في منع إقامة دولة إسرائيل والقضاء عليها، لكن وقتها كان لديهم تبرير: أن الجيوش كانت صنيعة الأنظمة العربية القديمة والاستعمار البريطاني، تفتقر للمهارات العسكرية والحافز، واهتم كل نظام عربي بنفسه فقط.

في أكتوبر 1956 هزم الجيش الإسرائيلي الجيش المصري واحتل سيناء خلال أسبوع. وقتها أيضا كان لدى المصريين تبرير: بشكل مواز مع العملية الإسرائيلية، غزت قوات بريطانية وفرنسية شمال قناة السويس، واضطر الجيش المصري لإخلاء سيناء للدفاع عن الوطن من القوات الأوروبية. لكن في 1967 احتل الجيش الإسرائيلي سيناء خلال 4 أيام، وبشكل مواز احتل الضفة الغربية خلال يومين، وبعدها الجولان.

هذه المرة لم يكن هناك تبريرات، مصر التي دفعت نحو الانزلاق للحرب، أقامت جيشًا حديثًا، مسلحا بأسلحة سوفيتية نوعية، نظمت العالم العربي استعدادا للحرب وآمنت أنها سوف تنتصر فيها. كان الفشل متعدد المجالات: عسكري وسياسي واقتصادي.

أدت الحرب إلى تحول في فهم الدول العربية للصراع مع إسرائيل. أدرك زعماء الدول العربية من وقتها أن إسرائيل أقوى عسكريًا من أي دولة عربية، بل حتى من كل الدول العربية التي قد تشن حربًا عليها. من وجهة النظر العربية تغيرت أهداف الحرب: حتى حرب يونيو 67 كان الهدف "التخلص من نتائج 19488”- أي تصفية دولة إسرائيل. منذ ذلك الوقت فصاعدًا، تحدد الهدف في "التخلص من نتائج 1967”- أي إعادة المناطق التي احتلتها إسرائيل في 1967 للعرب. لم تُذكر تصفية إسرائيل بعد ذلك.

الاختلاف كان في التنفيذ. سارت مصر خلف عبارة عبد الناصر، "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة". لكن طريق الحرب لم يكن سهلًا. لم يكن الجيش المصري قادرًا على الخروج لحرب شاملة، حتى 1973- أو حرب محدودة حتى لم يكن عبد الناصر أيضا مستعدا للسير على طريق السلام، ودُفع لطريق حرب الاستنزاف، التي كانت إنجازاته فيها محدودة أيضًا، بعد أن فاجأت إسرائيل مصر بهجمات جوية في عمق أراضيها.


هزيمة 1967 دفعت السادات لطريق مختلف- طريق السلام، الذي مر عبر طريق حرب يوم الغفران (6 أكتوبر 1973). نبع قراره من التوصل إلى سلام مع إسرائيل، بما في ذلك، من دمج دروسه المستفادة من الحربين. فقد أقنعته حرب الأيام الستة أنّ لدى إسرائيل أفضلية استراتيجية على الدول العربية. علمته حرب يوم الغفران أنه أيضًا حال خرجت مصر وسوريا للحرب في ظروف أفضل، على الجبهتين وبشكل مفاجئ، فإن النجاح المصري كان متباينا، وهُزمت سوريا. لكن حرب يوم الغفران سمحت له (السادات) بالتوصل للسلام ليس انطلاقا من الهزيمة والمهانة، بل برأس مرفوعة.


خسر الأردن الضفة الغربية للأبد. لن تعود الضفة الغربية للأردن في أية تسوية مستقبلية. رفض الملك حسين في البداية التسليم بخسارة الضفة، ودرس إمكانيات التوصل لتسوية مع إسرائيل. لكن الفجوة بين الطرفين كانت كبيرة للغاية، وفي الأثناء تولت القيادة الفلسطينية قيادة الصراع ضد إسرائيل، وفقد حسين مواقعه في الضفة، لحين تنازله عن المسئولية عليها ونقلها للفلسطينيين عام 1988.


من الناحية الأخرى ربح الأردن من ذلك. فالأردن بدون فلسطيني الضفة كيان أكثر تماسكًا، وبدون الضفة توقفت عزلة الأردن من قبل العالم العربي. منذ عام 1970 توقفت أيضا المواجهات العسكرية مع إسرائيل، وكان توقيع معاهدة السلام بين الدولتين في 1994 مسألة وقت.


 

سوريا، ظلت في الخلف، بدون معاهدة سلام وبدون الجولان. أدركت سوريا دلالة التفوق العسكري الإسرائيلي، ولذلك كانت حدود الجولان هو الأكثر هدوءا بعد 1967، وبعد فشل إعادتها لسوريا في 1973 ظلت حدودا هادئة تماما. لكن حافظ الأسد ارتدع عن الالتحاق بالسادات في خطوة السلام مع إسرائيل، وانفصل عن باقي العالم العربي، وفقد الدعم السوفيتي مع انهيار الاتحاد السوفيتي، ولقيت فكرة التحالف العربي ضد إسرائيل حتفها. فقط منذ التسعينيات حاول الأسد التوصل لتسوية مع إسرائيل- بعد فوات الأوان.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد