الكاتب غروسمان: إسرائيل ذاهبة للهاوية بسبب سياساتها

الكاتب الإسرائيلي ديفد غروسمان

القدس / سوا / أجرت الكاتبة في صحيفة "يديعوت أحرونوت" سيما كدمون لقاء مطولا مع الكاتب الإسرائيلي الشهير ديفد غروسمان للحديث عن مستقبل إسرائيل، وصراعها مع الفلسطينيين.

وأبدى غروسمان تشاؤمه إزاء الوضع في إسرائيل لأنها ذاهبة إلى الأصعب، وسيكون من الصعب عليه العيش فيها، ولديه شعور سيئ تجاه الوضع القائم فيها لأنه قد يستمر عشر سنوات، وربما عشرين سنة أخرى.

وألف غروسمان كتابه "الزمن الأصفر" للحديث عن الأوضاع في الضفة الغربية عشية اندلاع انتفاضة الحجارة الأولى عام 19877، ووزع أربعين ألف نسخة منه، وترجم الكتاب إلى عشرين لغة حول العالم.

وأوضح غروسمان أنه من خلال جولاته العديدة في الضفة الغربية تبين له حجم اليأس والإحباط الذي يعيشه الفلسطينيون بسبب الذل الذي يمارسه عليهم الإسرائيليون، موضحا أنه اكتشف أن أغلبية الإسرائيليين يؤيدون احتلال الأراضي الفلسطينية، وقد كان من أوائل الإسرائيليين الذين وضعوا إصبعهم على هذا المؤشر.

وقد قام غروسمان بجولات عديدة في القرى والأحياء ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية،  ولا سيما مخيم الدهيشة بمدينة بيت لحم ، وحينها أدرك سبب الحنين الذي يتملكهم بالعودة لمدنهم التي خرجوا منها في إثر حرب 1948، مثل يافا والرملة.

بلد الأجداد


وقال إنه حين تسأل أي فلسطيني أو فلسطينية عن مكان ولادتهما يجيبان على الفور باسم البلدة التي ولد فيها أجدادهما الأوائل، متسائلا: كيف تمكن الإسرائيليون من استيعاب احتلالهم لشعب آخر طوال هذه الفترة؟ والأخطر من ذلك اعتيادهم على هذه الحقيقة.

وأشار إلى السياسة الإعلامية الدارجة في وسائل الإعلام الإسرائيلية بعدم ذكر أسماء القتلى الفلسطينيين، أو الإشارة إلى من قتلهم وفق صيغة المبني للمجهول، دون إيراد مسؤولية الجيش الإسرائيلي.

وينقل غروسمان بعض ما واجهه خلال عمله في وسائل الإعلام الإسرائيلية من حيث استخدام مصطلحات ومفردات تخدم السياسة الاحتلالية للأراضي الفلسطينية، مثل "توحيد القدس بدلا من  ضمها، والتحريض الفلسطيني بدلا من حرية التعبير للفلسطينيين، ليس هناك رجال دين عرب بل هناك مثقفون، ليس هناك مزارعون، بل هناك قرويون، الضفة الغربية ليس فيها شوارع وإنما أزقة، العرب لا يتظاهرون وإنما يحدثون شغبا"، وهكذا.

وقال غروسمان إن المستوطنين في الضفة الغربية كان عددهم في العام 1987 قرابة المئة ألف، أما في 2017 فهم يتجاوزون الـ480 ألفا، وهذا يعني أنهم نجحوا في إيجاد الواقع الذي يسعون إليه، بحيث يبدو اليوم من الصعب الانفصال عن الفلسطينيين.

وختم بأن المستوطنين فرضوا على باقي الإسرائيليين حلولا قاسية، وباتوا يعرضون مستقبل إسرائيل للخطر، ويجرون باقي الإسرائيليين إلى حالة من التيه والهاوية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد