الإسرائيليون يفضلون استمرار السيطرة على القدس
تل أبيب/سوا/ ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن غالبية الإسرائيليين يفضلون استمرار سيطرتهم على القدس في حين رأى خبراء أن مرور 50 عاما على حرب يونيو/حزيران1967 يجب أن يكون دافعا أمام إسرائيل لتوضيح الحدود النهائية للقدس.
ونشر دارور إيدار مراسل صحيفة إسرائيل اليوم، المقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ، نتائج استطلاع للرأي بين الإسرائيليين أظهر أنهم يفضلون استمرار سيطرتهم على القدس على التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين.
وقال إن غالبية الجمهور الإسرائيلي، بمن فيهم أنصار اليسار، ليسوا مستعدين لقبول سيادة فلسطينية على القدس، ولم يبد نصف الإسرائيليين ثقتهم بنجاح التوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين.
وزعم المراسل، أن الدلالة الأهم لنتائج هذه الاستطلاعات الأخيرة تشير لما تملكه القدس من رمزية مهمة في التفكير الإسرائيلي، الجماهيري والسياسي، بجانب ما لديها من مؤشرات دينية تاريخية لدى اليهود.
وقال إن "كل ذلك يفسر رفض الإسرائيليين في غالبيتهم لحل الدولتين، الذي يسمح بإقامة دولة فلسطينية ستستلم في النهاية حصتها في السيطرة على البلدة القديمة في القدس، أو جزء منها".
شعارات فارغة
من جهته قال الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة معاريف ألون بن دافيد إن مرور 50 عاما على حرب الأيام الستة في يونيو/حزيران 1967 يجب أن يكون دافعا أمام إسرائيل لتوضيح الحدود النهائية للقدس، بعيدا عن الشعارات الفارغة التي تتحدث عن توحيد المدينة، مما يؤكد أن هذه الحرب التي حققت فيها إسرائيل حسما عسكريا على جيرانها العرب لم توفر لها سنة واحدة من الهدوء الأمني.
وأضاف بن دافيد أن إسرائيل استغلت الحرب لضم سبعين كيلومترا من القدس للحدود البلدية الإسرائيلية للمدينة، ومن بين ما تم ضمها أحياء وبلدات وقرى لم تكن في يوم من الأيام جزءا من مدينة القدس، يتواجد فيها عشرات آلاف الفلسطينيين، ممن تحولوا بين يوم وليلة مواطنين في دولة إسرائيل.
وأوضح بن دافيد أن عاصمة إسرائيل تحولت في لحظة واحدة إلى مدينة أكثر من ثلث سكانها ليسوا من مواطني الدولة، مما يعني أن من حدد معالم المدينة النهائية ليسوا مخططي المدن الهندسيين، وإنما الجنرالات الإسرائيليين الذين أداروا حرب العام 1967، التي دفعت فيها إسرائيل 800 قتيل، سعيا لاحتلال سيناء، وقطاع غزة ، والقدس، والضفة الغربية، وهضبة الجولان، بما يعادل أكثر من ضعف مساحة إسرائيل الإجمالية.
وذكر أنه بعد خمسين عاما على ضم أحياء كفر عقب وبيت حنينا وجبل المكبر وصور باهر، إلى الحدود الإسرائيلية للقدس، فإن الوضع الديمغرافي للإسرائيليين لم يتحسن، حيث إن 400% من سكانها فلسطينيون.
وعبر بن دافيد عن اعتقاده بأنه رغم حصول هؤلاء على الهوية الإسرائيلية لم يتحولوا لإسرائيليين بالفعل، وعلى العكس، فإن المقدسيين يديرون موجة العمليات المسلحة في العامين الأخيرين، عبر استغلال هوياتهم الزرقاء للتجول داخل إسرائيل، وفق زعمه.