تصرفات "بان كي مون" والنفاق التاريخي للأمم المتحدة

120-TRIAL- غزة / سوا/ عيسى محمد/ عكست تصرفات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي غابت عنها المهنية والدبلوماسية خلال زيارته المزدوجة لقطاع غزة واسرائيل، أمس، النفاق التاريخي لأكبر المنظمات الدولية على الاطلاق منذ تأسيسها وحتى خروج امينها العام الحالي من احد انفاق المقاومة التي اجبر على النزول بداخله من قبل المخابرات الاسرائيلية.
كما تعكس تصريحات بان كي مون الفضة وهجومه اللاذع على المقاومة في عقر دارها بقطاع غزة أمس، غياب الحيادية للأمين العام والذي من المفترض ان يكون نصير الضعفاء والشعوب المقهورة.
وبنزول بان كي مون الكوري الجنوبي الى داخل نفق مقاومة ولقاءه بأسرة احد القتلى الاسرائيليين خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة يفقد ما تبقى من مصداقيه له ولمنظمته التي لم تعمل شيء لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني بل تقوم بين الحين والاخر على تبرير جرائم اسرائيل التي ترتكبها بشكل متواصل ضد الشعوب العربية وضد الشعب الفلسطيني.
ولم تقنع عصبية بان كي مون المفتعلة خلال حديثه عن معاناة الشعب الفلسطيني في مؤتمره الصحفي في احدى مدارس منظمته في جباليا اصغر طفل في هذه المدرسة لأنه لم يحمل اسرائيل صراحة المسؤولية عن هذه المعاناة وذهب ابعد من ذلك وحملها ضمنياً وعلنياً للمقاومة. وتأتي سياسة كي مون والذي غطى على جرائم اسرائيل خلال العدوان استكمالاً لسياسة بعض اسلافه في المنظمة الدولية والذين غطوا على كثيراً على مجازر وجرائم اسرائيل كما جرى من قبل الامين العام السابق كوفي عنان عندما برأ اسرائيل من دم عشرات اللبنانيين الذين قضوا في مجزرة كفر قانا في لبنان قبل 18 عاماً عندما ترأس لجنة تحقيق دولية قبل ان يتربع بعد ذلك على عرش المنظمة الدولية بعد ان حاز على حب الولايات المتحدة واسرائيل.
ولم يتردد بان كي مون في التعبير عن صدمته من مشاهدته لإحدى أنفاق المقاومة قرب كيبوتس العين الثالثة والتي زارها خلال تجوله في مستوطنات غلاف غزة مساء أمس الثلاثاء . وفي وجبة نفاق سياسي، قال كي مون لوسائل إعلامية عبرية عقب زيارته للنفق أنه "مندهش لما شاهد وأنه من غير الممكن أن يعيش سكان جنوبي إسرائيل تحت تهديد الصواريخ من الجو والأنفاق من الأرض ".
وأضاف " لقد أدنت هذه الأنفاق والصواريخ التي تطلقها حماس وهذا الأمر غير مقبول فهذه الصواريخ تمس بالسكان المدنيين وهذا الأمر يوجب الإدانة ولا يجب أن يعيش أحد تحت هكذا تهديد وخوف " على حد قوله.
وتطرق مون للقائه بعائلة الطفل الذي قتل جراء سقوط قذيفة هاون على كيبوتس ناحال عوز "دانييل ترجمان" خلال الحرب قائلاً بأنه التقى بجده وأعمامه قائلاً "ما الشيء السيئ الذي اقترفه هذا الطفل ؟ لماذا قتل ؟ " على حد قوله.
واستبق بان كي مون هذه المهزلة وهذا الفاصل الفاضح في تاريخ المنظمة الدولية بمهاجمة مطلقي الصواريخ على اسرائيل دون ان يذكر بكلمة واحدة مسؤولية اسرائيل المباشرة والواضحة عن الدمار الهائل الذي حل بقطاع غزة وبمؤسسات منظمته.
ولم يأت كي مون الذي اصر على زيارة اسرائيل خلال فترة العدوان وعدم زيارة غزة على ذكر المجازر الاسرائيلية والاف الغارات الجوية التي شنتها الطائرات على اهداف جلها مدنية في قطاع غزة.
ولاقت تصريحات بان كي مون وتصرفاته وتعاطفه الفاضح مع قادة الحرب الاسرائيليين ادانة واستياء فلسطيني على المستوى الشعبي والفصائلي حيث اعتبرت حركة حماس تصريحاته بغير الموفقة وتعكس حالة نفاق كما أكد الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي "حماس"؛ والذي قال إن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الأنفاق تعكس ازدواجية معايير ونفاقا سياسيا.
وأضاف الزهار في تصريحات صحافية إن ترسانة الاحتلال ومفاعله النووي أخطر بكثير من نفق يتحدث عنه بان كي مون.
وت فتح تصريحات بان كي مون وزياراته الجدلية المتكررة الى دولة تعتبرها شعوب العالم باجمعها بانها مارقة ومتمردة على القوانين الدولية المزيد من الاسئلة حول موقف المنظمة الدولية التي تمثل اكثر من 200 دولة غالبها دول مناصرة ومتعاطفة مع الشعب الفلسطيني.
180
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد