71-TRIAL- ( حماس مازالت تسيطر على غزة . ولا مصالحة حقيقية قبل الانتخابات )، هذا كلام مؤسف جدا، وخطير جدا، وتراجع صريح عن المصالحة والشراكة.
ما بين القوسين هو الرأي النهائي للرئيس محمود عباس . الرجل قرر الوضوح والصراحة والمواجهة؟! وقرر إلقاء كرة التنازلات، أو قل كرة اللهب في مرمى قيادة حماس. مطلوب من حماس أن تتنازل أكثر ؟! الاستقبال الحافل لحكومة ما يسمى بالتوافق في غزة الخميس الماضي لم يغير شيئا من موقف رئيس السلطة، لذا وجدناه يفسر ذهاب الحكومة الى غزة بأنه مجرد إثبات أنها موجودة؟! هل يعقل هذا ؟!
لست أدري من المستهدف بإثبات الوجود؟! هل نحن في الداخل في غزة، أم هم في الخارج؟! نحن في الداخل ، في غزة والضفة، نقرّ بوجود حكومة رامي الحمد الله، أو قل بحكومة الرئيس، قبل قدوم الحكومة إلى غزة. لذا فنحن لسنا مستهدفين بقول الرئيس. ومن ثم فإن المستهدف الحقيقي هم ، أعني المجتمعين في مؤتمر إعادة الإعمار بالقاهرة. الزيارة تقول لهم حكومة رامي الحمد الله موجودة في غزة، كما هي موجودة في الضفة. الحكومة فعلت هذا خشية أن يتحدث أحد الأعضاء في المؤتمر عن غياب الحكومة عن غزة.
موقف عباس من المصالحة لم يتغير بزيارة حكومته لغزة، ولن يتغير بعد عودتها من غزة. الرئيس للأسف هو من قيد حركة الوزراء ومنعهم من زيارة وزاراتهم في غزة. وهو من جمد التواصل الحكومي بين الضفة وغزة في اليوم التالي لممارسة حكومة الحمد الله أعمالها. وهو من زعم بوجود حكومة ظل في غزة تعيق أعماله. وهو الذي يقول لا مصالحة ولا تغيير في السياسات لأن حماس تسيطر على غزة؟!.
المصالحة الحالية مزيفة؟! والمصالحة الحقيقية تكون بعد الانتخابات؟! ولا ندري متى الانتخابات ؟! لأن سيادته لم يصدر مرسوما يحدد مواعيدها ؟! وهنا يبرز سؤال الوجع قائلا : إذا ما الذي كان في اتفاق الشاطئ في ٢٣/٤/٢٠١٤ بين حماس و فتح ووفد منظمة التحرير؟! ماذا نسميه إن لم يكن هو المصالحة الحقيقية؟! هل كان اتفاق الشاطئ لعبة، أو مناورة ؟! ألم يسفر الاتفاق عن تشكيل حكومة جديدة، اختار وزراءها بنسبة ٩٥٪ الرئيس عباس نفسه؟!.
ما الذي يريده الرئيس حين يصف حركات المقاومة، التي ترفع راية التحرر الوطني بالمليشيات ؟! ويقول كيف يستقر مجتمع نصفه مليشيات؟! هذه أقوال رئيس يرأس منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت تسمي مقاتليها بجيش التحرير الفلسطيني، وترفض قول من يسميها مليشيات وتتهمه بالعمالة، أو تتهمه بالعداوة للمنظمة وللشعب الفلسطيني. وهنا نستغرب ما الذي حلل هذا ، وحرم ذاك؟! كيف تتغير المعايير؟! ولصالح من يتم التغيير وتلبيس الأمور ؟!.
نحن نناقش كلاما خطيرا لأنه صادر من رئيس السلطة، الذي عقد مصالحة مع حماس بحضور وفد منظمة التحرير. الحديث عن السيطرة على غزة هو حديث الساعة لكل من إسرائيل وأميركا والغرب، ولهم مشروع واضح المعالم والغايات والأهداف ، فهل ستكون السلطة إحدى أدوات هذا المشروع الخطير، تحت قناع حكومة التوافق، ومفهوم إسرائيل والغرب للسيطرة، أم على الجميع البحث عن مفاهيم فلسطينية لما يقال بما يخدم مشروع التحرر الفلسطيني أولا وأخيرا. 147

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد