أطفال مرض التليف الكيسي بغزة يناشدون بتوفير دوائهم

أطفال مرض التليف الكيسي

غزة / سوا / لا تكاد والدة الطفلين براء ومحمود الشاعر أن تغمض عينيها على أزيز انفاس طفليها المصابين بمرض التكيس الليفي، حتى تستيقظ من جديد لتبدأ رحلتها اليومية من القلق والتوتر الناتجين عن  نقص الدواء الخاص بطفليها، والتي تحصل عليه من مستشفى الرنتيسي للأطفال التابع لوزارة الصحة بغزة.

تقول والدة الطفلين والتي تسكن ضمن بيت متواضع على أحد الأسطح في حي الشجاعية شرق مدينة غزة إنها باتت شديدة القلق على أطفالها وغير قادرة على اطعامهم معظم الطعام بسبب حاجتهم المستمرة لإنزيم الكريون، وهو انزيم يعمل على تكسير الدهون والبروتينات والكربوهيدرات في الأمعاء الدقيقة لتسهيل عملية امتصاصها،مشيرة إلى تدهور حالتهم الصحية بسبب تقليص كميات الدواء الخاصة بهم".

وتشير والدة الطفلين إلى أنها حصلت على 4 علب من دواء الكريون من مستشفى الرنتيسي التابع لوزارة الصحة بغزة في شهر مايو الجاري بسبب أزمة نقص الدواء في المرافق الصحية، مقابل 12 علبة يحتاجها الأطفال وكانوا يحصلون عليها الأشهر الماضية لممارسة حياتهم الطبيعية.

معاناة الطفلين براء ومحمود الشاعر لا تتوقف على توافر دواء الكريون الخاص بهم، بل هم بحاجة على الدوام للمضادات الحيوية والأدوية اللازمة لعلاج الالتهابات المستمرة التي تصيب الجهاز التنفسي الخاص بهم والتي تكلف العائلة الكثير من الأموال، وفقاً لما تحدثت به أم الطفلين.

الطفل براء والذي يقدم هذه الفترة امتحاناته الدراسية ضمن المرحلة الرابعة الأساسية، عبر ببراءة الاطفال خلال حديثنا معه عن احتياجاته من الغذاء خصوصا في هذه الفترة من العام والتي يحتاج فيها إلى الغذاء ليتمكن من الدراسة.

يقول الطفل براء أعلم أني مريض ولكني أريد أن أشرب الحليب وأريد الغذاء وترغب نفسي الطعام من الأرز واللحوم والأسماك والتي تمنعها والدتي عني لكي لا تدهور صحتي بعد عدم توافر دوائي.

ويتابع الطفل براء مختصراً "أريد أن اعيش كباقي أطفال العالم".

ويؤدي نقص الدواء لمرضى التليف الكيسي وهو مرض ينجم عن مخاط لزج يتراكم في الجسم إلى ظهور مشاكل في الأعضاء الداخلية من الجسم, وخاصة في الرئتين والبنكرياس. وقد يعاني المصابون بالتليف الكيسي من صعوبات حادة في التنفس ومن أمراض مختلفة في الرئتين. كما قد يعاني هؤلاء، أيضا من مشاكل في التغذية، وفي الهضم في النمو والتطور.

ومنذ قرابة الشهرين توقفت ارساليات جميع الأدوية الواردة من مخازن وزارة الصحة في رام الله ، الأمر الذي أدى إلى زيادة الأرصدة الصفرية في العديد من الأصناف الدوائية وهو ما انعكس على صحة المرضى في قطاع غزة، و ترك أسوأ الأثر على ذوي الأمراض المزمنة والحساسة.    

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد