(صور) صيادو غزة في رمضان.. صيد شاق وإقبال شرائي ضعيف
غزة /خاص سوا/إيهاب أبو دياب/ بعد أن يبدأ إمساك صيام يومٍ جديد من شهر رمضان ، ينخرط الصياد "أبو محمد" بمعركته المُعتادة في عرض بحر غزة؛ أملا في أن يعود بصيد وفير يعينه على توفير قوت أبنائه، بعيدًا عن نيران الاحتلال.
وتستغرق مدة رحلة الصيد اليومية أكثر من 10 ساعات متواصلة، ليعود "أبو محمد" بصيدٍ وصفه بالـ"متواضع" خلال حديثه لمراسل "سوا" صباح اليوم في ميناء غزة.
ويقول الصياد الأربعيني إن توسيع مساحة الصيد من 6 إلى 9 أميال من منطقة وادي غزة حتى رفح جنوباً لا يعود بالنفع المطلوب إذا ما قارناه بتوسيع ذات المساحة بمنطقة الوسط والشمال.
يُذكر أن سلطات الاحتلال قررت توسيع مساحة الصيد من واد غزة وسط القطاع حتى رفح أقصى الجنوب فقط، بدءًا من 3 مايو الماضي حتى 3 يوليو القادم.
ويلفت إلى الملاحقة اليومية التي يتعرض لها وزملائه الصيادين من بحرية الاحتلال، موضحاً أن حياتهم تكون مهددة بالخطر خاصة أن زوارق الاحتلال تطلق النار بشكلٍ مكثف دون أن نشكل خطر عليهم.
واعتقلت بحرية الاحتلال، 28 صيادًا ما زال 13 منهم رهن الاعتقال، إضافة إلى إصابة حوالي 12 منذ بداية العام، كما صادرت 42 قطعة صيد، بحسب نقابة الصيادين بمحافظة غزة.
إقبال ضعيف
ففي الوقت الذي يفترض أن تكون فيه الحركة الشرائية بسوق الأسماك أكثر نشاطاً من باقي شهور العام، يشتكي صيادو غزة من ضعف إقبال المواطنين خلال الأيام الأولى لشهر رمضان.
داخل حسبة الأسماك بميناء غزة، يعرض البائع محمد أبو الخير تشكيلةٍ منوعة من الأسماك، ويقول إن "كميات الأسماك المتوفرة لديه كثيرة، لكن إقبال المواطنين ضعيف جدًا على عكس كل رمضان".
ويعزي البائع سبب ضعف الإقبال خلال حديثه لـ"سوا"، إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها سكان غزة، واستفحال أزمة الكهرباء، في ظل استمرار الحصار البري والبحري المفروض على القطاع للعام الحادي عشر على التوالي.
الصيادون يعانون
وبالحديث عن معاناة صيادي غزة، يشير نزار عياش نقيب الصيادين إلى الإجراءات والملاحقات الإسرائيلية اليومية بحقهم في عرض البحر، حيث الاعتقال ومصادرة المراكب.
ويضطر الصيادون للنزول إلى البحر خلال رمضان في الساعات الأولى عقب الفجر، وأيضاً بعد آذان المغرب، فيما لا يمكنهم التوقف عن العمل خلال شهر الصيام؛ نظراً لأوضاعهم الاقتصادية الصعبة، يقول عياش لـ"سوا".
وبحسب نقابة الصيادين في قطاع غزة، فإن نحو 4 آلاف صياد في قطاع غزة، يعيلون أكثر من 50 ألف فرد، يعملون بشكل شبه يومي على صيد الأسماك.
وتراجعت مهنة صيد الأسماك في غزة، بسبب القيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الصيادين.
وتنص اتفاقية أوسلو (معاهدة السلام الموقعة عام 1993)، وما تبعها من بروتوكولات اقتصادية، على حق صيادي الأسماك في قطاع غزة، بالإبحار لمسافة 20 ميلاً، بهدف صيد الأسماك، إلا أن ذلك لم ينفذ منذ عقد ونصف العقد.