هآرتس: السلام مع مصر والأردن أسهل من الفلسطينيين
تل أبيب/سوا/ قال وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق موشيه آرنس في مقال له بصحيفة هآرتس إن الجهود التي بذلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال جولته الأخيرة في المنطقة لتحقيق ما يسميها "الصفقة الكبرى"، سبقه إليها رؤساء أميركيون سابقون، دون أن ينجحوا في مهمتهم.
وأضاف آرنس "ليس من الصعوبة بمكان العثور على أسباب هذا الإخفاق الدولي المتكرر للتوصل إلى هذه الصفقة، مما يعني أن ترمب سيتوصل قريبا إلى أن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يتوفر حاليا في المدى المنظور".
وتساءل: "لماذا نجحت إسرائيل في التوصل إلى اتفاق سلام مع مصر والأردن، وآمنت بأنه يمكن تحقيق اتفاق سلام مع سوريا، ولم يحدث ذلك مع الفلسطينيين، ولماذا يبدو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مختلفا لهذه الدرجة عن باقي الصراعات الإسرائيلية مع الجيران العرب؟"
وأشار آرنس -وهو من القيادات التاريخية لحزب الليكود- إلى أن "اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر احتاج أربعة حروب كي يتحقق، فصراعهما كان جغرافياً، لأن مصر أرادت استعادة سيناء التي فقدتها في الحرب مع إسرائيل، والأخيرة استعدت للاستجابة لطلب مصر شرط أن تكون سيناء منزوعة من السلاح، ووافقت مصر، وانتشرت قوات دولية فيها، وباتت إسرائيل تشعر بالأمن بعد انسحابها من سيناء، والأهم من كل ذلك أن اتفاق السلام كان بحاجة لقرار شخص واحد في مصر هو السادات، بصلاحياته الديكتاتورية، للتوقيع على الاتفاق".
وأضاف "عند الحديث عن الأردن، فقد كان توصّل إسرائيل إلى اتفاق سلام معها أسهل من مصر، فلم يكن مع المملكة صراع جغرافي، وكان للملك حسين كل الصلاحيات اللازمة، وبعد توقيع اتفاق أوسلومع منظمة التحرير الفلسطينية عام 19933 استعد الملك للانفصال عن العالم العربي، والسير خلف مصر بالتوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل، التي اعتمدت عليه لمنع خروج العمليات المسلحة ضدها انطلاقا من أراضيه، والحفاظ على أمنها في الحدود المشتركة معه".
وختم بالقول "الصراع مع الفلسطينيين أكثر تعقيدا، لأنه يدور حول الأرض، فكثير منهم يعتقدون بأن إسرائيل -كل إسرائيل- يجب أن تكون تحت سيادتهم، وهناك شكوك فلسطينية واسعة في مبدأ وجود دولة إسرائيل من الأساس، وما تكرار طلبهم بإعادة اللاجئين الفلسطينيين وأحفادهم إلا سلوك عملي للقضاء على إسرائيل".