الثانوية العامة بغزة.. امتحانات على وقع الظلام الدامس
غزة / محمود البزم/ خاص سوا/ لم تنجح جميع وسائل الطاقة البديلة التي استخدمها الطالب ب الثانوية العامة خالد عمر في تخفيف العتمة عن مكتبه الدراسي، في ظل أزمة الكهرباء المستمرة بقطاع غزة، وذلك قبل أيام قليلة من بدء أهم اختبارات في حياته العلمية.
ويقول الطالب خالد من الفرع العلمي أثناء لقاءه مع مراسل (سوا) إنه "يجد صعوبات كبيرة خلال دراسته، خصوصا المواد العلمية التي تحتاج إلى تركيز كبير، وظروف مناسبة، مطالباً بإيجاد حل بشكل سريع لأزمة انقطاع التيار الكهربائي المستمر".
ويقتصر جدول توزيع الكهرباء بغزة على 4 ساعات وصل فقط مقابل 12 قطع، نتيجة تفاقم الأزمة منذ حوالي شهر، بعد نفاذ وقود المنحتين القطرية والتركية.
ويشكل تزامن شهر رمضان وحرارة الصيف مع اختبارات التوجيهي هاجسا آخر أمام الشاب خالد، قائلا: "من الصعب الاستعداد للامتحانات بشكل يومي ومتتابع في ظل انقطاع وسائل التهوية للتخفيف من الحرارة أثناء الدراسة".
ويناشد خالد جميع المعنيين والمسؤولين بالاهتمام بمشاكل المواطنين المتراكمة والمتعددة، والتي أثرت على جميع مناحي الحياة بغزة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها.
وسيتقدم حوالي 29 ألف طالب من قطاع غزة لامتحان الثانوية العامة (الانجاز) يوم الثالث من يونيو المقبل حتى الثاني والعشرين منه.
أما الطالبة ريهام قرضايا، تضطر للدراسة خلال ساعات النهار رغم حالة الإجهاد التي تصيبها، خاصة أنها تذهب يومياً في ساعات الصباح لحضور حصة تعليمية "خاصة" برفقة زميلاتها.
وتقول الطالبة قرضايا وملامح القلق على وجهها إن "انقطاع الكهرباء لساعات طويلة خاصة في المساء، دفعها لإنهاء دراستها اليومية قبيل حلول ظلام المساء في ظل عدم وجود وقت لشحن بطاريات الطاقة".
ونقلت الطالبة خلال حديثها لـ(سوا) أمنياتها بأن يشهد جدول توزيع الكهرباء تحسناً واستقراراً طيلة أيام الاختبارات النهائية، خاصة أنها تتزامن مع شهر رمضان المبارك.
وينطبق الحال ذاته، على الطالب حمدان عبد الله، الذي يقول أن انقطاع الكهرباء لساعات طويلة لا يكفي لشحن البطاريات بصورة جيدة والتي جلبها خصيصا من أجل الفترة الحاسمة في مصيره، كما يقول.
وطالب حمدان شركة توزيع الكهرباء لبذل أقصى جهدها من أجل زيادة عدد ساعات وصل الكهرباء خلال ساعات المساء، خلال هذه الفترة العصيبة.
بدورها أكدت شركة توزيع الكهرباء بغزة أنها لا تستطيع توفير ساعات وصل إضافية في فترات المساء، في ظل كميات الكهرباء المحدودة التي تصلها، "وذلك لأن طلبة التوجيهي منتشرين في كل أنحاء قطاع غزة".
وقال مدير الدائرة الإعلامية في الشركة محمد ثابت في حديثه مع (سوا): " هذه المشكلة تحد كبير بالنسبة لنا، ونحن حذرنا مسبقا على مستوى التوجيهي وعلى مستوى المستشفيات أيضا، ولن نتوانى في مساعدة هذه الفئة إن توفرت كميات كافية".
وأشار إلى أن شركة توزيع الكهرباء تقوم بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لإمداد غرف الكنترول وتصحيح الاختبارات ورصد العلامات بالكهرباء، مشيرا إلى أن الشركة تستطيع على ذلك لوجود هذه الغرف في أمكان محددة في مديريات معينة.